سفر و سياحة

هل سيسقط برج بيزا المائل قريبًا؟!

يعاني برج بيزا من الميلان منذ زمن طويل أي ما يقرب من 840 عامًا، فهل هو معرض للسقوط في أي لحظة؟

برج بيزا

لماذا برج بيزا مائل؟

بدأ البرج بالميلان بعد فترة وجيرة من بدء بنائه عام 1173، تحديدًا حين وصل العمال للطابق الثالث، من ضمن ثمانية طوابق مخطط لبنائها. وقد بدأ بالاستقرار بشكل غير متساوٍ، والناجم عن استخدام التربة الناعمة والرخوة والتي تكونت من الطين والرمل. وحدث الميلان نحو جهة الشمال، توقف البناء حين وصل العمال للطابق الرابع بسبب الاضطرابات السياسية.

بقي البرج غير مكتمل البناء لما يقرب من مائة عام، استؤنف العمل عام 1272 وبدأ البرج بالميل نحو الجنوب وهو الاتجاه الذي لا يزال ليومنا هذا. حاول العمال التكيف مع هذا الأمر، عاد البناء للتوقف مع الوصول للطابق السابع عام 1278

وصلت حدة الميلان لدرجة كبيرة خلال القرن الرابع عشر، لكن هذا لم يُثنِ المصممين أو المهندسين من إكمال المشروع. أخيرًا، اكتمل بناء البرج بين 1360 – 1370. حاول العمال مرة أخرى إصلاح الخلل بتصحيح اتجاه الطابق الثامن لكن دون نتيجة.

 

محاولات الإصلاح

برج بيزا

في عام 1935 أصبح المهندسون قلقين من المياه الزائدة أسفل قاعدة البرج وهو ما سيضعفه ويسرّع من ميلانه. ولحل هذه الأزمة، حفروا شبكة من الثقوب في الأساس وقاموا بملئها بالإسمنت، لكن ذلك جعل المشكلة أكثر سوءًا. فبدأ البرج بالميلان بشكل حاد.

درس العديد من المهندسين البرج، واقترحوا مجموعة من الحلول للعمل على استقرار البرج، لم تنجح أي منها. حتى أن حدة ميل البناء وصلت إلى 5.5 درجة. وفي عام 1989 انهار برج جرس مشيّد على نحو مماثل في بافيا شمال إيطاليا. هذا الانهيار المفاجئ جعل المسئولين يشعرون بقلق من تعرض البرج للانهيار، فتم إغلاقه أمام العامة.

ولحل هذه المشكلة، قَدِم فريق من الخبراء الدوليين، كان على رأسهم “جون بورلاند” المتخصص في التربة من إمبريال كوليدج لندن، والذي رأى أن إزالة جزء من التربة في الجهة الشمالية للبرج قد تساهم في اعتداله. ولاختبار الحل، تمت المحاكاة عبر نموذج حاسوبي، وبعد التحليلات كان الحل معقولًا.

 

ماذا فعل الخبراء لإصلاح البرج؟

برج بيزا

توجه العمال إلى البناء وقاموا بتدعيمه بـ 750 طن متري من الرصاص كثقل في الجهة الشمالية من البرج، ثم قاموا بصب حلقة من الإسمنت حول الأساسات، ثم أزالوا ما يتراوح من 15 – 20 لترًا من التربة.

ومع تطبيق هذا الحل، استقر البرج بالفعل. وإلى جانب ذلك، تم سحب البرج بواسطة كوابل في الاتجاه المعاكس للميلان. وقد تكرر فعل ذلك في 41 موقعًا مختلفًا، وعلى مدى عدة سنوات كان هناك تقدّم.

 

هل البرج مستقر أم معرض للسقوط؟

برج بيزا

بحلول عام 2001 نجح الفريق في تقليل ميلان البرج حوالي 44 سنتيمترًا، وهو ما جعل المسئولين على ثقة أنهم قادرون على إعادة افتتاحه مرة أخرى للعامة. وحتى بعد توقف أعمال الإصلاح، شهد البرج المزيد من الاستقرار. وفي عام 2008، لم تسجل أجهزة الاستشعار أي حركة، كما أنه فقد 4 سنتيمترات أخرى من ميلانه.

نجحت جهود بورلاند في استقرار برج بيزا، لكن يبقى التهديد الحقيقي من الحجارة ذاتها، خاصة في الطوابق السفلية حيث كانت تتجه معظم القوى الناجمة عن الميلان. فإن تعرضت هذه الحجارة للتحطم، فالمبنى بأكمله عرضة للانهيار. حتى أن أبسط زلزال في المنطقة ستكون له عواقب وخيمة.

على الرغم من ذلك يتوقع المهندسون أن يبقى المبنى مستقرًا حتى 200 عام. وبعدها سيكون من الضروري إجراء تدخل آخر، لكن التقنية الموجودة اليوم قد تساهم في إدخال تحسينات لمدة أطول تصل لـ 800 عام قادمة!

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى