منوعات

هل تصدق أن السلفادور اجتاحت جارتها هندوراس،،والسبب مباراة كرة قدم !

مباراة كرة قدم تتسبب بنشوب حرب بين بلدين!

خلال العقود الأولى من القرن العشرين، الآلاف من السلفادور هاجروا وطنهم السلفادور إلى الدولة المجاورة هندوراس. وذلك بسبب سياسات الحكومة الظالمة وإغراء الأراضي الرخيصة في هندوراس. وبحلول عام 1969م، كان ما يقرب من 350 ألف من السلفادوريين عبروا الحدود. وخلال فترة 1960s، بدأت حالة هؤلاء المهاجرين بالتدهور شيئًا فشيئًا، خاصة مع محاولة حكومة أوسفالدو لوبيز أريلانو البقاء في السلطة وتشكيل أصحاب الأراضي في هندوراس للاتحاد الوطني للمزارعين والثروة الحيوانية من أجل حماية مصالحهم.

وتمكنت هذه المجموعة من إطلاق حملة الدعاية الحكومية التي تهدف إلى تعزيز قضيتهم، وكان لهذه الحملة أثر ثانوي لتعزيز القومية الهندوراسية بين الجماهير. ما أدى إلى مهاجمة السلفادوريين وإلحاق الضرر والتعذيب بهم، وفي بعض الحالات، القتل. وفي أوائل عان 1969م، زادت التوترات مع مرور قانون الإصلاح الزراعي في هندوراس. هذا القانون منح المزارعين الهندوراسيين حق مصادرة الأراضي من المهاجرين من السلفادور وإعادة توزيعها بين المواطنين في هندوراس.

حرب السلفادور وهندوراس

بعد تجريدهم من أراضيهم، اضطر المهاجرين من السلفادور إلى العودة إلى وطنهم. ومع ارتفاع حدة التوتر على جانبي الحدود، بدأت السلفادور تدعي أن الأراضي التي تمت مصادرتها من المهاجرين السلفادوريين تعود ملكيتها للسلفادور. وكان لوسائل الإعلام في البلدين دورٌ هام في تأجيج الأوضاع. وخلال كأس العالم عام 1970م، التقى فريق كلال البلدين خلال شهر يونيو من ذلك العام. وجرت المباراة في يوم 6 يونيو 1970م في تيغوسيغالبا وانتهت بفوز هندوراس بنتيجة 1:0، وأعقب ذلك بتاريخ 15 يونيو مباراة أخرى بين كلال البلدين انتهت بفوز السلفادور 3:0.

حرب مباراة كرة قدم

وكانت أجواء التطرف الوطني والشغب تملأ أجواء المبارتين، حيث أدت تصرفات المشجعين المستفزة في النهاية إلى إحداث الصراع في يوليو. في يوم 26 يونيو، وقبل يومٍ واحد من لعب مباراة كرة قدم الفريقين الفاصلة بين فريق البلدين في المكسيك، والتي فاز بها فريق السلفادور بنتيجة 2-3، أعلنت السلفادور عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع هندوراس. وبررت الحكومة هذا الإجراء بالقول أن هندوراس لم تتخذ أي إجراء عقابي لأولئك الذين ارتكبوا الجرائم بحق المهاجرين من السلفادور.

نتيجة لذلك، تم تأمين الحدود بين البلدين وبدأت مناوشات على الحدود على أساس منتظم. وبدأت كلا الحكومتين بتجهيز وتسليح الجيوش وشراء الأسلحة. نتيجةً لذلك، كانت المباراة الفاصلة هي نقطة انطلاق ومحرك بارز للحرب المتوقعة. وفي وقت مبكر من صباح 14 يوليو، بدأت القوات الجوية السلفادورية بضرب أهداف في هندوراس بالتزامن مع هجوم بري واسع النطاق تركز على الطريق الرئيسي بين البلدين. وانتقلت القوات السلفادورية لمهاجمة عدة جزر تتبع لهندوراس في غولفو دي فونسيكا. وعلى الرغم من أن عتاد الجيش السلفادوري أقل من نظيره الهندوراسي، إلا أن القوات السلفادورية تمكنت من التقدم بثبات واستولت على عاصمة المحافظة نويفا أوكوتبيك. وخلال مساء ذلك اليوم، تمكنت الطائرات الحربية الهندوراسية من تدمير القوات السلفادورية بشكل أفضل.

حرب السلفادور وهندوراس

كما قامت طائرات هندوراس بضرب المنشآت النفطية في السلفادور ومستودعات الإمدادات للجيش، ما أدى لتعثر الهجوم السلفادوري. وفي 15 يوليو، اجتمعت منظمة الدول الأمريكية بجلسة طارئة وطالبت السلفادور من الانسحاب من هندوراس، إلا أن الحكومة في السلفادور رفضت ذلك إلى إذا وعدت هندوراس بدفع تعويضات لأولئك الذين نزحوا من هندوراس.

حرب السلفادور وهندوراس

ومع العمل المكثف، تمكنت منظمة الدول الأمريكية من وقف إطلاق النار بين البلدين في تاريخ 18 يوليو ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في وقت لاحق خلال يومين. لكن السلفادور رفضت سحب قواتها إلا عندما تنفذ حكومة هندوراس العقوبات المطلوبة بحق من صادروا أراضي المهاجرين في السلفادور. وبدأت حكومة الرئيس فيدل سانشيز هيرنانديز تلين أخيرا وغادرت قوات السلفادور الأراضي الهندوراسية في 2 أغسطس 1969م. وتلقت الحكومة وعدًا بأن المهاجرين في هندوراس سيعيشون تحت حماية الحكومة.

بعد المعركة

خلال النزاع، لقي نحو 250 جندي هندوراسي حتفهم إضافة إلى نحو 2000 مدني. أما خسائر السلفادور فقد بلغ مجملها نحو 2000 قتيل. وبعد الصراع، حاول حوالي 130 ألف سلفادوري من المهاجرين العودة إلى ديارهم، وأدى وصولهم إلى البلاد إلى زعزعة الأوضاع الاقتصادية. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار تم في عام 1969، لم يتم التوقيع على اتفاق السلام إلى في 30 أكتوبر عام 1980م.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى