منوعات

لماذا كان يُتوقع أن يسقط برج إيفل بعد 20 عاماً من بنائه؟

ما هي أول صورة تأتي في مُخيلتك عندما تسمع باسم العاصمة الفرنسية باريس؟ من المُوكد أنها صورة برج إيفل الشهير. هل تعلم أنه مضى على تشييد هذا البرج الحديدي 128 عاماً، وهو الذي يبلغ طوله 324 متراً؟ ليس هذا فحسب، بل إنه عندما بُني كان يُتوقع ألا يصمد لأكثر من 20 عاماً!

برج إيفل

لماذا كان يُتوقع أن يسقط برج إيفل بعد 20 عاماً من بنائه؟

يُذكر بأنه تم اختيار مشروع تشييد البرج من بين 107 مشاريع مُقدّمة، والذي اشترك فيه كل من المعماري ورائد الأعمال جوستاف إيفل، والمهندسون موريس كويشلين وإميل نوغير، والمهندس المعماري ستيفن سوفيستر، وذلك للمشاركة في المعرض العالمي للعام 1889 والذي أقيم بمناسبة الذكرى المئوية الأولى للثورة الفرنسية.

برج إيفل

لكن لم يكن كل شيء وردياً فيما يتعلق بهذه التحفة المعمارية؛ فقد واجهت عمليات التشييد العديد من الانتقادات في البداية وقامت الكثير من الاحتجاجات أثناء فترة البناء.

في رسالة نشرتها صحيفة لوتان الفرنسية في 14 فبراير من العام 1887، شكك العديد من الفنانين والمهندسين المعماريين وعدد من الشخصيات البارزة في تلك الفترة في هذا العمل باعتباره تهديداً للذوق والثقافة الفرنسية في قلب عاصمتهم، واصفين إياه بالعمل الوحشي عديم الفائدة.

وفي نص هذه الرسالة ورد ما يلي: “وخلال 20 عاماً، سوف نلاحظ انحسار ظل هذا البناء الحديدي البغيض عن مدينتنا”.

في البداية، آمن الكثيرون بأن هذا البرج سيتدمر بعد 20 عاماً، لكن كانت لدى جوستاف إيفل خططاً أخرى لتحفته العظيمة.

برج إيفل

منذ لحظة اقتراح المشروع في العام 1886، كان إيفل يعلم أنه إذا كان النصب مفيداً للعلم فإن “هذا سيحميه ضد أعداء فكرته، ويطيل أمدَه”. وهكذا، ومنذ لحظة افتتاحه في 31 مارس من العام 1889، استُخدم البرج كمعملٍ للعلوم الطبية والتجارب العلمية.

وفي الطابق الثالث، اتخذ جوستاف لنفسه مكتباً لالتقاط الظواهر الفلكية والفيزيائية. وكما رأى العالم بأسره، برهن التاريخ على أن البرج استطاع الصمود رغم انتهاء تاريخ الصلاحية الذي افترضه أعداءه منذ البداية، والذين غيروا آراءهم بعد أن وصفوه بالنصب “الوحشي”.

وقد كان رأي إيفل في دفاعه عن تحفته “لأننا مهندسون، يعتقد الناس أن الجمال لا يلعب دوراً فيما نقوم بتشييده، وأننا إذا كنا نبحث عن الصلابة والقوة فإننا لا يمكن أن نحصل  في نفس الوقت على الأناقة والذوق الراقي”.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى