رسائل المجموعة

نظام ساهر… عفوًا قصدت مشروع ساهر

كأني بهذا النظام أو المشروع أنه مشروع حق أريد به باطل؛ نعم وللأسف الشديد، وهذا من الواقع المرير الذي أصبحنا نعاني منه في بلادنا اليوم.

بلادنا تعج بالبطالة بين شبابها وخريجي جامعاتها، ناهيك عن خريجي المعاهد والكليات التقنية والمهنية، وحاملي الشهادات الثانوية الذين لم تتح لهم فرصة القبول في الجامعات لإكمال دراستهم الجامعية، وأصبحوا عالة على أنفسهم قبل أسرهم والمجتمع.

هذا غير موضة ارتفاع الأسعار واشتعالها؛ وبالذات المواد الأساسية كالأرز وحليب الأطفال، غير ارتفاع الأراضي والمساكن والإيجارات وحدث ولا حرج من الفواتير التي أصبحت تثقل كاهل كل رب أسرة؛ بل جعلت البعض يعزف عن الزواج "وإكمال نصف الدين" بسبب تلك الفواتير القاتلة.

ثم يطبق على أنفاس المواطنين "مشروع ساهر" الذي أسهر الناس وطرد طعم النوم عن عيونهم، ونفض ونظف جيوبهم، كل ذلك بحجة السلامة المرورية، وما يصدح به من هنا وهناك سعادة مدير المشروع؛ في كل لقاء ومقابلة بأن هذا النظام عفوًا المشروع قد حقق نسبة عالية وملموسة في انخفاض عدد الحوادث المرورية والإصابات، ناهيك عن انخفاض عدد الوفيات "ماشاء الله وكأن ساهر طارد للموت" بينما الشارع بأسره يؤكد ارتفاع نسبة الحوادث المرورية؛ خاصة حوادث الاصطدام الجماعي ومن الخلف، وكل ذلك بسبب كاميرات ساهر.

أنا لست ضد ساهر عندما يكون نظامًا مروريًا حقيقيًا.
ولست ضده عندما يكون مطبقًا تطبيقًا حقيقيًا لا تطبيق جباية وتنظيف جيوب.

نعم لساهر عندما تقوم الجهة المعنية بالتوعية والإرشاد.
نعم لساهر عندما تقوم الجهة المعنية بتهيئة البنية التحتية لتطبيق هذا النظام من تحديد السرعات القصوى للطرق بشكل صحيح وإيجابي؛ لا كما هو الحال الآن حيث تجد أن السرعة القصوى في طريق رئيسي 70كم/س، وفي شارع فرعي نفس السرعة!؟!؟! ناهيك عن الغياب الكامل للوحات الإرشادية على الطرقات وإن وجدت وجدت مختبئة خلف شجرة أو في موقع غير صحيح أو اختفت معالمها من عوامل التعرية!!! ومع ذلك يقول لنا سعادة مدير المشروع بأن الإحصاءات والمسح الميداني يثبت بأن اللوحات منتشرة وسليمة!؟!؟!

نعم لساهر عندما نجد المرور متواجد بشكل فوري عند أي اختناقات مرورية أو وقوع حوادث أو أي موجب لتواجده؛ لا كما هو الحال وللأسف لا نشاهد دوريات المرور ورجالاته إلا عند تطبيق المخالفات المرورية فهم أكثر من عدد المخالفين في الموقع!!!

نعم لساهر عندما يكون نظامًا هادفًا للسلامة، وليس مشروعًا هادفًا للربح المادي وللأسف الشديد!!

نعم لساهر عندما يكون هناك شفافية في المخالفات وتطبيق العقوبات والاعتراضات؛ لا أن يكون المطبق والحكم هو ذات الجهة، وقولها الفصل الذي لا يمكن الرجوع عنه!!!

نعم لساهر عندما تلتزم فرق سيارات ساهر بالأنظمة؛ من حيث الالتزام بالسرعة المحددة أثناء انطلاقها لمواقع الصيد الثمين، وكذلك أثناء وقوفها بأن تقف في مواقف نظامية وليست مواقف مخالفة؛ حيث لا يحلو لسيارات ساهر إلا الوقف على الأرصفة، وفي المواقف الممنوع الوقوف فيها!!!

نعم لساهر عندما تلتزم جميع فرق المرور بالأنظمة والتعليمات المرورية؛ خلال العمل الرسمي، وكذلك أفراد المرور عندما يقودون سياراتهم الخاصة وهم يرتدون الزي الرسمي؛ فكثيرًا ما نشاهد المخالفات من السيارات الرسمية، ومن رجال المرور وهم يقودون سياراتهم الخاصة، وللأسف أنها ليست حالات شاذة؛ بل هي منتشرة نراها كل لحظة!!!

إن الدول تحرص كل الحرص على النهوض بشعوبها، وأن توفر لهم وسائل السلامة والحفاظ على سلامتهم وصحتهم وممتلكاتهم وكرامة العيش الرغيد لهم، وهو ما تحرص عليه القيادة الرشيدة في بلاد الحرمين ولله الحمد؛ إلا أن الجهات المعنية بالتنفيذ لا تبالي بذلك وترمي بكل ذلك بعرض الحائط؛ حتى أصبح ساهر عقدة المجتمع وشغله الشاغل، فالكل يخشى ساهر أكثر من غيره، لأنه وبكل بساطه أشعل في صدره حرقة وحرارة الظلم والجور الذي لا ترضاه القيادة، ولن ترضى أن يكون هذا وضع أي مواطن، وخير دليل على ذلك تثبيت بدل غلا المعيشة، وكذلك تخفيض رسوم الجوازات ورخص السير ونقل الملكية وتجديد رخصة الإقامة للعمالة المنزلية، وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها القيادة لتوفير حياة كريمة للمواطن – والخير قادم بإذن الله –.

لكن كل ذلك ذهب في مهب الريح لما تفرضه وتصر على فرضه من مخالفات مبالغ فيها ولم يقصد منها السلامة المرورية؛ بل توفير العائد المجزي لحساب المرور، وكأن الدولة بحاجة لهذه المخالفات التي يترصدها ساهر لكل سالك الطريق، بل وبالتهديد وبالوعيد إذا لم تسدد سوف تضاعف عليك المخالفة؛ بل وصلت الجراءة في القائمين على هذا المشروع الاستثماري أن ضربت بفتوى سماحة المفتي جانبًا ولم تبالي بها، ونسيت أن نظام الدولة مستمد من الكتاب والسنة، وأن المرجع في كل أنظمة البلاد هو هذين المصدرين وهيئة كبار العلماء تستند في كل فتاواها إليهما، ولكن ما على عيونهم من ضبابية ومطامع مادية جعلهم لا يلتفتون إليها " ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".

ساهر في الأصل هو نظام حضاري وقائي يهدف إلى السلامة المرورية في بيئة مرورية آمنة للجميع بتنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية للحفاظ على النفس والمال الخاص والعام من الهدر والهلاك، وهذا واضح وجلي في أهداف المشروع، إلا أن القائمون عليه أهملوا ذلك واتجهوا إلى إيقاع المخالفات والتضييق على الناس، دون البدء في التوعية والمعالجة والإرشاد والبناء الهادف والسليم للطرق وما عليها من وسائل سلامة وإرشاد.

وفي النهاية كلنا مع الأنظمة التي تحافظ على حياة الناس وسلامتهم، وفي الوقت نفسه ضد المخالفات التي ترتكب بأسم النظام، وكم أتمنى من سعادة مدير المشروع أن يعي ذلك ويدركه ويرفع بذلك للجهات العليا – فهو لا يملك الصلاحية بالأصل وهذا واضح من تصريحاته المتكررة – قبل أن نفاجأ بـ – أبوعزيزي أو شباب 25 فبراير – فكلها قامت بشرارة لا تستحق الذكر، وأخشى أن تكون شرارة شبابنا تنطلق من – مشروع ساهر – ولا أقول ذلك مبالغًا، ولكن أنقل هنا مشاعر كل مواطن سعودي يؤسفه الوضع الذي وصلنا إليه بسبب هذا المشروع الذي كنا نؤمل ونتمنى أن يفعل بشكل يخدم الوطن والمواطن، لا أن يكون سببًا في حرقته وظلمه والتضييق عليه، ومشاركته في قوته وقوت أسرته وأولاده.

حفظ الله على بلادنا أمنها واستقرارها في ظل قيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعضده سلطان الخير ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسمو النائب الثاني وزير الداخلية – حفظهم الله جميعًا وأدام عزهم – فهم غيورين على مصلحة المواطن وحياته الكريمة.

شذرات بقلم مواطن محب لوطنه
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. اشكرك كل الشكر على كلامك اللي طرحته والحمد لله ان النت هو الوحيد والموصل الاصرع لشكاوينا على المسؤلين الله يطول لنا اعمارهم ويخافون الله فينا وبارك الله في مفتي المملكه اللي حاول ردع تدبيل المخالفات عند عدم السداد ومانقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. اشكرك جزيل الشكر على هذا المقال الرائع والذي شرحت واوضحت فيه مايكنه كل مواطن سعودي من الم وحسرة وضيق بسبب هذا المشروع الربوي اللعين والذي اصبح قاطعا للارزاق حيث ان الشباب الان لايقبلون في اي وظيفة حكومية الا بعد تسديد مخالفات ساهر القذر التي تصل الى مبالغ تجعل المواطن يتذمر من العيش في بلده منهوبا من قبل اقساط البنوك والسيارات وايجارات السكن الباهظة جدا وغلا المعيشة ومخالفات المرور ثم يضاف الى كل هذه المصائب ساهر ليحكم القبضة على ارزاقنا ولقمة عيشنا واتمنى وادعوالله ان يحفظ بلادنا من المخربين وادعو الله ان يعي ملكنا والاسرة الحاكمة الكريمة مايعانيه ابنا شعبهم من هموم جعلتهم يستمعون لبعض الكلاب التي تنبح من الخارج -سعد الفقيه -والذي يحرض الشعب ضد قيادته التي لانرضى غيرها بديلا من خلال ضربه على جرح المواطن السعودي في معاناته المادية ورتفاع اسعار كل شي ……….. نسال الله ان يحفظ لبلادنا امنها وامانها

  3. مشروع حق أريد به باطل هذي افضل ما في الموضوع وفي النهاية كأي مواطن سعودي نلقي اللوم على همان المسكين!!

  4. مثل ما قلت اخي الكريم و رد اخي ابو عماد اشكرك كل الشكر على كلامك اللي طرحته والحمد لله ان النت هو الوحيد والموصل الاصرع لشكاوينا على المسؤلين الله يطول لنا اعمارهم ويخافون الله فينا وبارك الله في مفتي المملكه اللي حاول ردع تدبيل المخالفات عند عدم السداد ومانقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل و إن شاء الله يوقفون التدبيل والله ما نلحق على السداد و الراتب 2500 ريال تحياتي لك

  5. الأخ أبوعماد الأخ أبوشيماء الأخ صالح الجربوع الأخ زايد بارك الله فيك وشكر لكم تواصلكم، وإن شاء الله يصل صوت كل منادي بالحق للمسؤولين للنظر فيه، وفي هذا الموضوع على وجه الخصوص، فلا أظن أن أي مسؤول مخلص يتق الله يقبل الظلم لأي أحد وفق الجميع للخير والسداد والطريق المستقيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى