رسائل المجموعة

مقامة القرصان الصومالي .. جالي بن قالي

width=282

width=346
حدثني صاحب المعالي الأبيض الثنايا والأسمر (طوّالي) جالي بن قالي، وهو قرصانٌ صومالي، يتحدث بتعالٍ أيِّ تعالِ، وإن كان لا بنطالُه كبنطالي ولا نعالُه كنعالي، قال:

إذن.. أنت مروان؟ الإعلامي النبهان؟؟ الذي أراد الانفراد بلقاء حصري مع أعظم قرصان؟؟؟ وتظن نفسك فهمان؟؟؟؟ يا أحمق الحمقان؟؟؟؟؟!.. أما إنك قد خضت البحر ومُغرِقُكَ الفنجان، ولقد صدق قائلكم – معشرَ العربان – : يا معاند البحر.. أنت خسران.

مررت يدي على خدّي، عقب هذا الكف الودّي! وقررت التحدّي، ثم ما لبثتُ أن ابتسمت مذكراً نفسي أنني وحدي! وأن كل تصدٍّ لأية إهانةٍ هنا لن يجدي، فالأسلم إذن أن أنجو بجلدي و.. جيدي.

قلت: قبل أن أبدأ حواري الشفاف مع سموكم المضياف أود الاستفسار عن اسمكم الحقيقي؛ وَيْكأنَّ جالي بن قالي – وأحسبها تعني (غالي ابن غالي) – هو مجرد غلاف، لاسم آخر رغم بعض الاختلاف، أو أنك اتخذته زهواً باختطافكم (سيريوس ستار) بئس الاختطاف؟!

ابتسم ثم أخذ ورقة.. وكتب Google وما أرشقه!
قال: اقرأ.. قلت: جوجل!
قال: على فرض أنك الناطق باسم اليمن.. فهذا أول اللَّحَن.. وإخوانكم المصريون ليسوا بأقل منكم أبداً.. فهم ينطقونها قوقل.. والصواب غوغل.. لكنكم جميعاً.. لم تدركوا هذا الخطأ، ولن!

قلت: وإذن؟

قال: اعلم – هُديت – أن الاختطاف لا (بِئسَ) فيه ولا (نِعمَ)! وإنما كله خيرٌ ونُعمى، وإن كنا لا ننكر فيه الظلما! ثمَّ – وركِّز لي على ثمَّ – أنت صحافي فلا تُبدِ لا رأياً ولا فهماً. قلت: سَمْ وأسررتُ: سَمَّ الله بدنك سَمَّاً.

أردفَ: وأما اسمي، فكأنه لم يملأ عينيك، نعم.. هو اسمٌ حقيقي رغم أنفك وحنجرتك وأذنيك، ولو كنت أعلم أنك ستسأل مثل هذا السؤال.. لأحضرت معي (بطاقة الأحوال).. لعلك تُطْلع وكالات الأنباء عليها، وتكون حقيقة أصلي وفصلي بين يديها.

قلت: ما دمتَ من أصلٍ وفصل.. ولك فخذٌ وركبةٌ ونصل.. وش سالفة أهلكم مع هالاختطافات؟ أفلا أعدتم الحقوق لأهلها وما فات مات؟!

قال: ارفع صوتك واجعله أوضح.. قلت: لا شيء.. كنت فقط أتنحنح.

سألته: ما تعني بقولك السابق؛ أن الاختطاف كله نُعمى يا حاذق؟ أجاب: تقول حاذق؛ عن إيمانٍ صادق؟ أم أنك تنافق؟

قلت: اعلم – بدورك – أنني أنا من يسأل هنا وأنت من يجيب، ثم الحق؛ والحق يقال، إنك لحاذقٌ لبيب، وأزيدك من الشعر نصيب: أنت عجيبٌ غريبٌ مريب! ما صدَّقتَ أن البحر منك قريب؛ حتى أتيتنا بهذا الديدن الرهيب؟! تركتَ البيضة والجمل وقصدتَ السفينَ النجيب؟!!

قال: أحسنتَ؛ إذ قلتَ (نجيب)، فإننا ما رأينا اختطافاتنا (العقيمة) تأتي بخير كما رأيناه من اختطافات النفط الحبيب، ولا ينبئك مثل لبيب، واصلَ: وإنك لأنت العجيب، فها أنت ذا تسأل وتجيب !!

قلت: هات يا فهلوي! قال: ليعلم كل ذي عقلٍ سوي، أننا واضحون ولا نرضى بأي أسلوب تفاوضٍ ملتوي، وقد قررنا إبقاء كل سفينة نختطفها – ضحىً أو عشيةً – رهينة، رافضين كل الرفض لأية فدية قبل أن تكون لنا دولةٌ ومدينة.

قلت: أهاه؟ دولة ومدينة؛ يا ريا وسكينة؟ استمرَ: كما نعد أن نحيي مبادرات تبادل مصالح مشتركة متينة؛ مع كل دول العالم دون أدنى عداوة أو ضغينة.

قلت: وما عساكم ستسمون حاضرة البلدان؟ جمهورية اختطا.. فستان؟ أجاب: وبلوزة وتنورة كمان!

قلت: وماذا إن رفض معشر العربان، وفرس إيران، وروم الأمريكان؟ وسائر الإنس والجان؟.

قال: أما معشر العربان فرفضهم في الحسبان، وكذلك فرس إيران، وحتى سائر الإنس والجان، وأما الأمريكان فما كان لأمثالنا من الصعاليك أن يقوموا بما ترى لو لم يكن لنا من مثلهم شريك، ودعني أريك ….

قاطعته: هذا تصريح خطير!

قال: بَلا خطير، بَلا فطير، هذا أمر معلوم لكل صغير وكبير، ناهيك عن كل سياسي وكل اقتصادي وكل خبير، وربما فصلك مدراؤك لو جئتهم مبتهجاً بهذا التصريح الحقير.

بلعت لساني المرير، وما هي إلا ثوان حتى دخل علينا عجوز قصير، مقدمته كمؤخرته فما تعلم متى يستدير، قلت: ومن هذا يا قالي؟ قال: هذا خالي.

رددت: والنعم فيه يا صاحب، بس.. أنا مو جاي أناسب.. قصدت: أله صلة بقرصنتكم والمطالب؟

قال: نعم ياحبُّوب، هذا الخال مدمن على YouTube، وقد اقترح علي أن ننشئ قناة على هذا الموقع آسر العقول والقلوب، لنعلن فيه أننا عازمون.. على بيع السفن عبر مزاد e-bay المجنون أو.. موقع Amazon.

انفجرت ضاحكاً من هذا التفكير المستحيل، غاب عن أصحاب المفاطيح واقتنصه هذا المسمار النحيل، قلت:

صارحني يا قالي: ما تقول في وسائل الإعلام؟ قال: هي السم الزؤام، مأكلها أفلام، ومشربها أنغام، وغذيت باللئام، فأنى يستجاب لها؟ أما إنها لتنخر في نخاع العظام، وإنها لحرامٌ.. حرامٌ.. حرام.

قلت: ويل جدك لأمك وجدتك لأبيك، أتحسبني لو أردت الفتوى كنت أستفتيك، أما إن علماءنا لو كانوا في المكسيك، لأتيتهم وما كنت لآتيك.

سألتك عن وسائل الإعلام، لأرى أأنصفتكم؟ أم زاغت الأحلام؟

قال: أنصفونا عينَ النَّصف، كما أنصفوا غزة ساعَ القصف عقّبتُ: حتى الجزيرة؟ أصرَّ: حتى الأخيرة.

قلت: لكنها لطالما سعت إلى تقديم تقارير.. ومعلومات وإحصائيات وتحاليل وتفاسير.. وما كنا لنعرف قصصكم والأساطير.. لو لم تصلنا عبر كاميراتها ومراسليها المغاوير.

تراجع قليلاً؛ وأضاف: أصلاً.. نحن في العموم لا نحب الإعلام ولا منه نخاف.. وإنما نضع خططاً واضحة الأهداف.. مفادها الآلاف لا الأوصاف.

قلت: تقصد الملايين؟

قال: هي كذلك.. وأسأل الله أن يكفينا الحسد والحاسدين.. قل آمين

قلت: اتفقنا سابقاً أنني صحافي.. لا أبدي لا رأياً ولا فهما [وأسررت للمرة الثانية: سمَّ الله بدنك سمَّا].

سألته بوضوح: ما هي طلباتكم من حكومتكم؟

قال: نفس طلباتكم من حكومتكم.

قلت: يعني؟

قال: ألم يقل شاعركم العبقري.. (فؤاد الحميري):

واعدتِنا بالمعجزاتِ فطبقي
بعضاً؛ إذا كان الهراءُ يُطبَّقُ !

أو.. وفِّري بعضَ الرغيفِ وقطرةَ ال
ـماءِ النظيفِ وكلنا سيُصفِّقُ!

قلت: وإن لم؟

قال:

إن لم تكن في حاكمينا قدرةُ ال
ـتغيير؛ فليتغيروا ويفارقوا!

ما واعدونا قط.. إلا أخلفو
فعلى مخالفةِ الوعودِ تخلَّقُو

فتشرّقُ الآمالُ إن هم غرَّبُو
وتُغرّبُ الآمالُ إن هم شرّقو

قلت: اسمح لي أن أعبر بحيادية عن إعجابي الشديد بذائقتك الشعرية.. [ثم إنني صمت قليلاً لأقول في سري: أتراه يحفظ شيئاً لمحمد بن حمد بن فطيس المري؟!].

ماذا عن انفلونزا الخنازير؟ با درته بالسؤال.
أجابني: أساطير في أساطير وخيال في خيال.

قلت: ما سمعنا بمثل هذا يقال؟
قال: يا رجل.. احتيال في احتيال.

قلت: ومن المستفيد؟
قال: نعم السؤال.
المستفيد هو من سيجني الأموال، من عائدات الأدوية وهمية الاستعمال!

قلت: معقول؟
قال: قل لي أنت، كيف أصيب بهذا الداء (العضال) رجل في المكسيك كما يقال، كان قد أكل الطعام مع أوباما المحتال الذي لم يصب بأي اعتلال؟!

قلت: والله قصة! أوباما.. محتال؟؟!! لقد أغرمت به نساؤنا والرجال! ولقد عقدت عليه الآمال، حتى إن أحدنا ليراه مفتاح كل الأقفال، والحلاّل لكل إشكال!

قال: إن لقيته فقل له ولوكالات الأنباء الغثيثة.. أين اختفت الجمرة الخبيثة؟

قلت: ويت أمينيت! تريد الآن أن تقنع الدنيا كلها؟ أن أنفلونزا الخنازير لا وجود لها؟؟ تظن نفسك مدركاً والعالم كله أبلها؟؟؟ أما علمت أن هذا الداء كان له وجود قبل عقود؟ أتعلم كم من الآلاف ماتوا جراء هذا الداء اللدود؟

قال: بيننا الأيام والمستقبل خير دليل، ولَتَرَيَنَّ أنما الأمر تضليل في تضليل. [لم أقتنع بقوله وللأمانة أخافتني لَتَرَيَنَّ هذه].

قلت: محور آخر لدي هو اليمن.
قال: وبالتأكيد ستهلكنا في هذا المحور لأنك من هذا الوطن.

قلت: البتة! كل ما أريد معرفته – ولو بلفتة – هو واقع قرصنتكم في هذه الـحتة لا سيما وأن أهلها اليوم ليسوا على ما يرام، فالوضع الاقتصادي نهشهم حتى العظام، ومتمردو الجنوب عزموا الانفصام، أما حوثيو الشمال فاستعصوا على الانهزام، فلا تزيدوا البلوى على هؤلاء الأنام يا كرام يا أولاد الكرام.. والله حرام!

قال: اشوي وإلا تشحذ؟!

قلت: إن كنت تعني أشحذ الهمم فإنك لأنت الهُمام ابن الهُمام، وإن كنت تقصد الأخرى، فلا بارك الله فيكم من لئام، أما إنني قد أطلت لديكم المقام وما عرفت عندكم من الشراب والطعام إلا الماء والكلام!

قال: لا تستقلن الماء، فإنه لأغلى مفقود وإن كان أرخص موجود!

قلت: فأخبرني عن عزمكم باليمن يا حكيم آخر الزمن.

قال: ………………….. (يتبع في الجزء الثاني؛ قريباً بمشيئة الله).


هنا مدونتي

/

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. ………… (^_^) استمتعت بالقصة والاسلوب , بانتظار اللجزء الثاني يالبيب

  2. قصة رائعة و فصاحة بالغة و ابتسامة واضحة لا تحرمنا من المزيد فالشوق يزيدحتى تفيد

  3. ما هذا الإبداع يا فنان ,,, أين أنت من زمان ,, اسلوبك جداً رهيب ,,, ومقالك غريب عجيب ,, أبدع هذا الجالي ابن قالي ,,, اشهد انه افهم مني ومن امثالي ,, لا فض فوك ولا قلمك ,,, وزادك الله في علمك ,, بفارغ الصبر ننتظر الجزء الثاني ,,, وكل منتظر سيعاني ,, تقبل مروري الثقيل ,,, فمقالك حقاً جميل ,, لك أرق التحايا ,, ابو ميام

  4. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته صراحه رووعه هههه من جد اسلوبك حلو مشاء الله فاهم في اللغه انا اذا كتبت لو جمله مثل كذا أروح أبشر خواتي هههههه من الفرحه

  5. كبر دماغك ما هي خربانة منذ امد طويـــــــــــــــــــــــــــــل فا ماجتش علي الصومالي و لا الاثيوبي:$

  6. أشكر عبر المجموعة المتئلقة الأكثر من رائعة الأستاذ/مروان المريسي على مقامته ومقالته ومقاطعه ومشاركاته الرائعة والمفيدة والتي هي بمثابة إبداع محض من قرينة وبنات أفكار كاتبنا وأستاذنا المتئلق/مروان المريسي, وأقول له مزيداً من العطاْ والإزدهار والتقدم. أخوكم/أبى أمير.

  7. أسلوب أكثر من رائع .. شدني بقوة بس عندي ملاحظة :$ (غوغل) تكتب هكذا صحيح لكن تنطق بالجيم المصرية أو على قولتك ( الناطق باسم اليمن ) تحياتي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى