رسائل المجموعة

كيف أنتقم !!!

/

ليس منا من لم يتعرض في يوم ما للاضطهاد من قبل أي شخص سواء أكان في محيط عائلته أو في مجال عمله أو في حتى في وقوفه خارج منزله دون أن يعرف ماهي الأسباب..يتبادر إلى ذهنه دوما ً، لماذا؟؟ أنا لم أفعل شيئاً أستحق عيه هذا الأمر!!!!لذلك ترى دوما التفكير في الانتقام م قبل الجنسين دون ترجيح كفة على أخرى وإن كنت أميل إلى أن فنون النساء الانتقامية تكون أعمق..وقد يصل بها ذلك أن تنتقم من أقرب الناس لها غير عابئة بأي أمر آخر فكيف بمن تربطها به علاقة عابرة!!!

ولكن أسوأ ماقد يرى الإنسان على وجه هذه الخليقة أن يصل أمر هذا الانتقام إلى الأبناء ويتم تشويه الصورة الفعلية لهذا الشخص بالحديث عنه أمامهم وذكر الأكاذيب والتي تجعل منهم أداة في يد هذه الأم تسيرها كيف تشاء .. فتجد ذلك الابن يخرج لمجتمع بعيد تماما عن هذا الشخص وحين يُذكر اسمه يبدأ بالكيل له وتشويهه بكل ماتم شحنه به من أكاذيب وأقاويل لايستطيع بها أن يُكذّب والدته أو والده لأنهما القدوة الحسنة أمامه ويكفينا هذا مثلا..ناهيك عن الأشياء الأخرى والتي مر بها معظمنا من أنواع الانتقام لأنك فلان من الناس،أو ذا سمعة طيبة ، أو ذو عقل مطور وناجح ..

قرأتُ كثيراً لعلي أعرف السبب الذي يجعل الآخرين ينتقمون من بعضهم البعض ولماذا ينتقمون ولماذا الاستنقاص من قدرهم وماحجة الناقل في تشويه صورة أياً كان لدى الغير .. فلم أجد سوى دراسات تؤكد على طبيعة النفس البشرية والتي تتعرض لانتكاسة مرضية سببها الغيرة والكره والحسد والحقد..

ومع ذلك ظللت أبحث عن الباعث لهذه الأمور بالأصل لعلمي أن الإنسان يولد على فطرته وهي الفطرة السليمة المحبة التي خُلقنا جميعاً عليها..فتوصلت إلى أن التربية هي الأساس في كل شئ .. فحين يتربى الطفل على الأنانية فمن الطبيعي أن يولد معها طبع الانتقام حين يرنو شخصاً لما في يده.

وحين يتربى على أن يكون كل أمر بين يديه فمن الطبيعي أن ينتقم لمن يمس شيئاً له ..وحين يتربى على أن يكون الأفضل بين أقرانه فمن الطبيعي أن تنشأ الغيرة القاتلة بداخله والتي يتبعها الكره لمن علا عليه في أي مجال كان حتى لو لباسه..وإلى ذلك من الأمور التي قد تنشأ هذه الأمراض في داخل النفس..

ولكن السبب الحقيقي ذكره شاعر أسباني تفوق على نظرائه في عالم الشعر إلا انه رفض أن ينشر من شعره في أي مجال كان واحتفظ به في منزله .. وحين سُئل عن السبب .. قال:لاأريد أن تتمتع البشرية بقراءة شعري لأنهم لايستحقونه .. وحين سُئل لماذا قال : لأنهم لم يعرفوا معنى الحب الحقيقي ولم يدركوا مفهومه .

وهذا هوا لسبب فعلاً لما وصلنا إليه من التفنن في أمورنا الانتقامية.لأننا فقدنا أصلا من الأصول الإسلامية والتي من المفترض أن تجعل منا مجتمعاً يقود العالم إلى الإمام بفكره وعقله وقلبه..ولكن للأسف أخذ العالم يقودنا نحو بعضنا البعض بحقدنا وكرهنا وحسدنا وأنانيتنا تجاه بعضنا البعض ، فحاربنا الأخ قبل الجار،وهجرنا الوالدين والإخوة لأجل الأبناء ، وقطعنا الرحم تحججاً بالمسافات ، وشوهنا صورة الصديق من أجل الغيرة وعد الثقة بالنفس ، وقاتلنا بعضنا البعض من أجل دنيا فانية منتهية ليس لنا منها إلا تحصيل الأجر أو الذنب ..

تذكروا أن لذة العطاء تفوق لذة الأخذ .. فلتكن تلك دعوة للحب وعودته لقلوبنا واسترجعوا معي ( لايؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه مايحب لنفسه ) ..

مـدونـتـي


تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر

/
twitter.com/AbuNawafNet

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. موضوع رائع جدا فعلا اتقنتي في انتقاء هذهالمفردات وهذه التعبيرات سلمت يمناك

  2. بعتقادي ان الأم هي من يعطي للطفل احاسيسه وتأتي هذه الصفات بالرضاعه

  3. شكرا لك أخ مصطفى … وصدقت ياأخ فواز الأم هي الأساس وهي المرضع الرئيسي للأبناء سواء أكانوا صغارا أو كبارا … فمجالستها يستقي منها الإبن جميل الطباع وعكسها وقد لايلحظ هو ذلك ولكن على العكس قليلا قليلا حتى يبدأ بالتعامل والحديث والتعايش كأمه … فالإنسان مهما كان يستقي من جليسه الدائم كثير الطباع دون أن يلحظ . بارك الله فيكم على مروركم وتعليقكم

  4. اله يجزيك الخير . موضوع جميل جدا و يحكي عن اللي يصير بموضوعية. سلمت اناملك

  5. سم الله الرحمن الرحيم
    .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    فالعيش في الماضي واجترار الماضي ومصاعب الماضي وحتى إيجابيات الماضي لا يفيد كثيراً، لأن كل المدارس النفسية تتفق الآن اتفاقاً ثابتاً وقويًّا وصارماً أن الماضي – خاصة مرحلة الطفولة – يجب أن تتخذ وسيلة فقط لتطوير الحاضر والمستقبل، ومع هذا أنا أحترم مشاعرك جدًّا ولكن لا أود أن تعيش مع هذه الدفاعات النفسية السلبية القائمة على التبرير وعلى النكران وعلى العيش في الماضي، فهناك من عاشوا طفولة قاسية وصعبة ونعرف ذلك ولكن بفضل الله تعالى استطاعوا أن يبنوا حياتهم بصورة إيجابية جدًّا.

    وأنت تقول أنك تريد أن تنتقم من الذين أهانوك في طفولتك، فهذا المبدأ غير مقبول وليس مشروعا أبداً، فعليك أن تعيش الحاضر بقوة وتعيش المستقبل بأمل، ولا تعش هذه الاجترارات السلبية، كما أن الانتقام في حد ذاته ليس شيئاً مفضلاً وليس من الأمور التي يمكن أن يقرها الإنسان شرعيًّا، وأيضاً فأنت لا تستطيع أن تحدد حجم أخطاء الماضي وأخطاء الطفولة، ولا تستطيع أن تحدد كم كانت مشاركتك في هذه الأخطاء، فالإنسان لا بد أن يكون متجرداً، فالذي أدعوك بقوة هو أن تفكر في الحاضر وأن تكون فعّالاً وأن تكون منتجاً وأن تكون مربيًّا للآخرين، فلا تترك ما حدث لك في الطفولة يحدث للآخرين؛ فهي تجربة تستفيد منها بكل إيجابية وبكل قوة.

    أنت قلت أنك كنت جباناً، لماذا اعتقدت ووصفت نفسك بالجبن في الطفولة، فربما تقييمك لنفسك ليس صحيحاً مع احترامي الشديد جدًّا، فهذه الأمور أمور نسبية يساهم فيها المجتمع والطريقة التي ينشأ بها الإنسان، وحقيقة أنا أراك الآن رجلاً تبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً تملك كل مقومات الرجولة، وهذا يجب أن يكون البداية الصحيحة وتكون الانطلاقة الصحيحة، لن يفيدك أبداً هذا التفكير السلبي، ولن يفيدك أبداً أن تقول أنك قد شعرت بالإهانة من الآخرين وأنك تريد أن تنتقم منهم، فاترك أمرهم إلى الله، وكن مسامحاً، وكما ذكرت لك أنا لا أتفق معك أن كل الأخطاء كانت من الآخرين، حتى الضحية كثيراً ما يشارك في الخطأ، فهذا مبدأ معروف.

    فعش الحاضر بقوة، فإذا كنت في العمل كن منتجا، وإذا كنت في المحيط الاجتماعي كن متواصلاً، وكن كريماً مع نفسك ومع الآخرين في أن تقدم المساعدة وفي أن تكون متسامحاً، وقو من مقدراتك المعرفية ومن ثقافتك، وكن ملتزماً بدينك وتطبيقه، وحين تقرأ عن العبادات وعن المعاملات سوف تكتشف تماماً أن الانتقام أمر بغيض وأن التسامح هو الأفضل.

    أرجو أن تطرح هذه الأمور مع من تثق فيهم من الأخوة الأفاضل الصالحين، اطرح مع إمام المسجد على سبيل المثال أو من تثق فيهم من العلماء والمشايخ، ومصر العزيزة بفضل الله تعالى مليئة بأهل العلم والمعرفة، ولا تكتم هذه الأفكار في نفسك أبداً، وحاول أن تحقرها ولا تعطيها قيمة ولا تتصرف على ضوئها، فالماضي قد انتهى وهو حقيقة أمر يجب أن نستفيد منه ونعتبره مزرعة وارفة وطيبة للحاضر والمستقبل.

    أسأل الله لك التوفيق والسداد وأن تعيش حياة سعيدة، وعفا الله عمَّا سلف، ابدأ وانطلق انطلاقة جديدة وسوف تجد أن الدنيا مشرقة أمامك وسوف تجد أن شخصيتك قوية وفعّالة وأنك قد اكتشف أموراً إيجابية كثيرة في نفسك كنت تغفل عنها ولا تعرفها منذ البداية.

    أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية.

    وبالله التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى