رسائل المجموعة

كن صفرا على يمين العدد !!

إنها معادلة حياتية وليست معادله رياضية تحفز على الايجابية وعلى العمل بكل حماس وإيمان لتحقيق الهدف الأسمى وهو رضا الله عزوجل وحسن الاستخلاف في الأرض حيث اختار الله العلي القدير الإنسان ليستخلفه في الأرض لكي يعمرها ويبشر بالخير في أطنابها وعلى سطحها وكان هذا اختيار حصريا خص الله به البشر من عرض المخلوقات التي لا حصر لها وهو من هنا يفهم أن ذلك الاختيار لهذه الرسالة السامية انه تكليف و تشريف في نفس الوقت.

ولو تفكر الخلق بهذا التشريف من وجهة النظر البسيطة لعلموا أن خالقهم ومولاهم يترقب منهم الكثير من العمل والجد والاجتهاد في الخيرات والصالحات وبقدر النعمة العظيمة التي أسدها لهم وهي العقل والتي استوجبت التكليف وميزهم عن سائل المخلوقات على اختلاف أجناسها.

وجعلهم يتنافسون في أعمار الأرض والسماء بكل ما يبهج ويسر وينفع ولا يضر وان يكونوا من أرباب العلم والعمل وليسوا من أهل النوم والكسل ففيهم كان السر الأكبر لهذا الكون العظيم الذي كسب هذه الصفة من خالقة وبانيه سبحانه.

إن البناء الداخلي للإنسان بحاجة لتقوية وتحفيز وعمل وتدعيم, نبدأ بالأساس وتجهيز الإحساس لكي نبني من أنفسنا بناء عظيما يشع منه الخلق الرفيع والنبل العظيم والرقي الصادق يكون الكل فيه من المبشرين بالخير والفضائل وأحسن المنازل, بالبر والإحسان وطاعة المنان وخدمة الأنام,

النفس البشرية هي ارض بور إن لم توفق بالمزارع الماهر الذي يعمل إلى تحويلها إلى مروج خضراء وأغصان غناء وارض منتجه مبهجة ذات مردود ومنفعة تسر الناظرين وتشرح صدور القاصدين.

وهي شواطئ بكر لم يتعرف الإنسان على أسرارها وجمال شعابها وصفاء مائعا وتناغم مخلوقاتها وتلونها بألوان الطيف الجميل وهدوء أجوائها ورومانسية حياتها فأين ذاك الصياد الشاطر ؟؟

فهي كالنهر الرقراق في هدوؤه في الملمات وصبره على عوارض الزمن و كالبحر في غناه بالجواهر والزمرد المتمثل بالحكمة والتعقل وعمق التفكير وبعد النظر وكالمحيط في عظمته و تدفقه وحماسه للتقدم والسمو والبناء والرفعة !!

انه شلال متمرد على كل الظروف أو الصعوبات يقهر القهر نفسه ويصر على شق

الطرق الموصلة للمجد وبناء الجسور العابرة للعقبات وترك بصمة خالدة له بالخير والعطاء والإنجاز عندما يغادر هذا المكان

و يترجل الفارس عن فرسه ذات يوم ويرفع على أعناق الرجال بعد توقف قصري للرحلة في آخر محطة لها.

إنها النفس البشرية والتي أعدها الله لبناء هذا الكوكب وأعماره بكل ايجابية وحماس بكل إيمان وتقوى بكل طموح و حنين إلى العلياء.

إلى القمم ولا شئ غير القمم الشاهقات.

هل فكرنا واعتبرنا ووضعنا أنفسنا في وضع البناء والأعمار, نبنيها بكلام المنان وسيرة خير الأنام والعلم النافع والعمل الصالح والاستفادة من تجارب من ملؤا الدنيا وشغلوا الناس بنجاحاتهم وأبدعاتهم عبر التاريخ.

هل فكرنا في التخلص من السلبية والاتكالية والانهزامية المتجذرة في نفوسنا التواقة إلى المعالي ؟؟

هل فكرنا من التخلص من الوهم بالعجز وقلة الحيلة والتشاؤم الذي يقتل مشاريع بداخلنا هي غاية في الجمال والروعة ولاكنها حبيسة هذه النفس المهزومة !!

هل عزمنا على تطوير إمكانياتنا وتحفيز قدراتنا التي من شأنها تهيئتنا على الإبداع في المجالات التي نحب أن نتخصص فيها ونعمر الدنيا طولا عرضا بالانجازات والبطولات بأذن الله ؟؟

هل عزمنا على التوكل بعد أن نتخذ القرار ونفعل الأسباب على ملك إذا قال كن فيكون .

إن الهواء في العلالي نقي بارد منعش يبهج النفس وبنعش الروح ويفتح العقل ويلهب الجوارح, فهل حدثتك نفسك بأن تعيش هذه الأجواء الصافية النقية الباعثة على الارتقاء الفكري والروحي والعملي ؟

إنها أجواء الطموح الأخاذ والرغبة السامية في تغير الواقع المعاش للأفضل وعشق التطوير وحب التغير فأن كنتوا من أولئك فرفعوا رؤوسكم وافتخروا فأنتم أصفار لها قيمة على يمين العدد وليس على يساره بلا قيمة أو قامة.

وبعدها ستكون الأمة والعالم بأسره بأذن الله على موعد مع النجوم الذين طاروا إلى السماء بجناحين أولهما إيمان ارتقى بعلم والجناح الثاني صبر يوصل إلى يقين.

هل عرفتوا الان أنكم تحملون بين طيات أنفسكم وخبايا أرواحكم ودواخل جماجمكم كنوزا عظيمة لا يعدلها كنوز ولا يضاهيها مال أو نفوذ أو مكانه ؟

هل بدأ تداعبكم شعور جميل وفضول ساحر لاكتشاف ذواتكم ومن ثم تطويرها والارتقاء بها فوق السحاب كالكواكب الدرية التي يتغزل بها الشعراء وتوصف بها الحسناوات ويستدل بها الحيارى في الليل البهيم ؟

عندما تفيقون في الصباح انظروا إلى السماء نظرة المتأمل الحالم واسأل الله أن يوفقك بأن يكون لك مكان كنجم لامع بين النجوم وعاهد نفسك بأن تتذكر أن من أعزك هو الله ومن يستحق انه تخلص له العمل هو الله وعندها سوف تعرفه وعندما تعرفه سوف تحبه وعندما تحبه سوف تعيش في كنفه حيث العزة والرفعة والأنس والطمأنينة فهو المعز المذل الرافع الخافض فعال لما يريد سبحانه وتعالى.

وعاهد نفسك على خدمة الإسلام والمسلمين بما تستطيع وأنت تستطيع بأذن الله ففي كلن خير وان تكون الرقم الصعب فيمن حولك وان تبحث عن التفوق أينما حليت وأينما حللت
عندها فقط سوف تكون الصفر الذي له قيمة على يمين العدد .


محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات.
sultan@alothaim.com

مدونة نحو القمة

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. لا فض الله فاك!!اليد العليا خير من اليد السفلىويجب على الانسان ان يعمر الارض ويبنيهالا تحرمنا من مقالاتك

  2. great expictation that you have in your mind ! so… i want to thank you for all over that and, make up all , my thinking……..

  3. يعافيك الرب سلطان .. على هذا الطرح القيم .الوصول للقمم بالعزيمة ..

  4. طرحك في غاية الروعة والفائدة .. هو خلاصة علمك الراقي المستقى من خير منبعين الكتاب والسنة .. سلمت وبارك الله فيك وحفظك ووفقك وأسعدك .. استفدت كثيراً .

  5. رائع ماقرات مهما كانت هناك عوامل للهزيمه يجب التخلص منها والتقدم الى الامام شاكره لك ماكتبت فلقد حفز فيني الكثير جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى