رسائل المجموعة

كل سنة وانتم طيبين …واحنا لأ

كل سنة وانت طيب ، كلمة هتسمعها من دلوقتي لغاية بعد العيد الصغير ، يخلص العيد الصغير تلاقي العيد الكبير وراه ، صدفة غريبة ..انا بقول كده برضه ، كل سنة وانت طيب بقت كلمة تسمعها طول السنة في اشارات المرور والمطار ومع كل سواق تاكسي وكل حد حابب يقدم خدمة مفروض انها من طبيعة عمله ، ده غير اننا ممكن نسمعها حتى اوقات الموت ، الراجل بتاع المقابر ممكن ينسى ويقولها لك بحكم العادة يعني

لكن ليه الناس اللي محتاجين يسمعوا الكلمة دي فعلا محدش بيقولها لهم ؟ مش لازم تتقال بوقيقي يعني عشان يبقى اسمها اتقالت وخلاص، في الحقيقة في ناس بيتملكها الحزن والاسى من الكلمة دي بالذات ، ومن فرحة الناس بالاعياد والمواسم عموما ، لانهم مبيلاقوش حد يقولهم كل سنة وانتم طيبين من قلوبهم و بجد ، مبيسمعوش من حد كلمة تهنئة مصحوبة بحب وود مش بشفقة وعطف لمجرد القيام بواجب وخلاص ، عارف مين بيقول كل سنة وانتم طيبين واحنا لا؟

كل دول بيقولوها

كل اب وام ولادهم وبناتهم اتلهوا في حياتهم وقسوا عليهم وبيقولوها لهم لما يفتكروا بتليفون ووعد بالزيارة ، كل اب وام مسن ولاده كرموه ورموهم في شقة بدل دار المسنين عشان سمعة العيلة واكراما ليهم ! وبياخدوا لهم اكلة في رمضان ويروحوا ياكلوها ! … كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل طفل في ملجأ بيجيبله زوار من السنة للسنة لانه في دار مش مشهورة ولان الحياة بتاخد الواحد ، بيطبطبوا عليهم وشوية هدايا وشفقة وعطف .. ونشوفكم بعدين .. ويمشوا وميرجعوش الا بعدها بسنة في نفس الوقت ! .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل طلاب ابتدائي اللي بيروحوا المدرسة ويشوفوا سندوتشات اصحابهم ويبقوا مكسوفين يطلعوا سندوتشاتهم بعيش الفرن ابو شلن عشان محدش يتريق عليهم .. بيفرحوا برمضان عشان هيعملوا صايمين وميطلعوش سندوتشاتهم ، اصحابهم يتكلموا عن الياميش وهم ميعرفوش الا التمر ! .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل سواق اتوبيس عام بتيجي عليه ساعة الفطار وميقدرش يروح ياكل مع ولاده وشايف العربيات ادامه بتجري عشان تلحق ، والركاب واقفين وبيستعجلوه عشان يوصلوا ياكلوا مع ولادهم وهو لا … كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل فلسطيني بيتفرج على قناة مصرية او خليجية ويشوف الجنون الاستهلاكي ومظاهر الاحتفال وهو يدوب مستني يقبض راتب متاخر عشان يقدر يدفع مديونياته ويكفي بيته باقل الزاد .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل بواب بيشيل اكياس مؤن رمضان عن السكان ويبقى مستنى بواقي الاكل.. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل المرضى في الدمرداش ومعهد الاورام ومستشفيات التأمين الصحي … كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل ست كبيرة مريضة مصممة تصوم اليوم اللي هتنزل فيه تقف في الطابور عشان تقبض المعاش ..سبعين جنيه ! كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي..كل معتقلي جوانتنامو .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل فقير لا يسأل الناس إلحافاً ، قافل عليه بابه بهمومه واوجاعه وراضي بالفول البيتي وزبدية على الفطار.. وفي السحور.. في رمضان .. وطول السنة ! كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل اطفال الشوارع اللي بيستنوا مائدة الرحمن عشان هياكلوا فيها اكل بني ادمين .. كل سنة وانتم طيبين واحنا لأ

كل سنة وانتم طيبين… واحنا لأ

عبد الرحمن جادو

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أعجبني كثيرا هذا الموضوع – بالفعل انت جريء يا أخي – هذا الشهر يجب ان نشعر به مع الالاف المعذبين والمقهورين والمتألمين والناظرين الى اخوتهم وهم يفرحون ويضحكون ويسهرون سهرات رمضانية بدون اي اكتراث لغيرهم ومع ذلك نتمنى لنا ولكم ولهم الخير في الشهر الفضيل وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى