مقالات

كليجا القصمان، ودونات الأمريكان .!‎

/

كليجا القصمان، ودونات الأمريكان .!

هانسون جريجوري طفل نجيب كان يلهو بجانب والدته وهي تطهو وتعد الفطائر ، لاحظ هانسون أن أمه تقضي وقتا طويلا للتأكد من نضج الجزء الداخلي للفطائر، لأن النار لاتصل إليها بسهولة، فكر هانسون بحل لهذه المشكلة فاقترح على أمه أن تضع ثقبا بوسط الفطيرة لتسهل عليها عملية التأكد من نضجها، وبهذه البساطة بدأت فكرة الدونات. 
وفي عام 1937 قرر الصديقان بول و فيرنون بافتتاح محل في مدينة ناشفلا في أمريكا لإعداد وبيع الدونات اسموه لاحقا بكرسبي كريم، تطورت عملية إعداد الدونات عاما بعد عام حتى وصلت أرباحهم إلى أكثر من مليار ريال في عام 2011. وعدد موظفين يقارب 3700 موظف.
في حالات مشابهة كثيرة تبرز العقلية الأمريكية في استغلال وتطوير الأفكار، وجلب المنتجات والمشاريع المتميزة، فمثلا تعتبر منتجات مثل ( البيتزا ) و ( البرقر ) وغيرها منتجات مصدرها ليس امريكيا بالأصل، لكن الأمريكيين كعادتهم بارعون في استغلال الفرص، فجلبوها من موطنها الأصلي وحولوها من حرفة، وعمل شعبي، إلى عمل مؤسسي كبير، حتى تميزت شركات البيتزا الأمريكية كدومنيوز وبيتزا هت، على نظيراتها الإيطالية، وتميزت مطاعم البرقر الأمريكي كماكدونالدز على الألمان ( الموطن الأصلي للبرقر ). بل لا تكاد أن تتذكر شركة ألمانية تنتج البرقر.
في العالم العربي لدينا الكثير من المنتجات، التي تستحق الانتشار فعلا، ولكن تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل، لكن كيف نجح الأمريكان بتحويل المنتج البسيط إلى صناعة ضخمة تجني مليارات الأرباح سنويا ؟ لهذا عوامل كثيرة من أهمها من وجهة نظري هو إيمانهم بأن التسويق جزء أساسي من نجاح المنتج لا يقل أهمية عن جودة المنتج نفسه، حينما يوفر لك دانكن دونات –مثلا- مكان رائع للجلوس، ذو ديكور جذاب، وخدمة سريعة، وقهوة رائعة، وتعامل مميز، ستقرر أن يكون احتساؤك القهوة وتناولك الدونات هذا الصباح في مقرهم الجميل.! الاسم والعلامة التجارية الخفيفان، التنوع، التطوير، الإيمان بضرورة الإعلان التجاري عن المنتج، وربما أي ريال تدفعه على الاعلانات سيزيد مبيعاتك بعشرة. 
حين تقرأ – مثلا- عن الأسس التسويقية التي اتبعتها دانكن دونات في تسويق علاماتها التجارية، ترتسم على وجهك علامات الانبهار، يقول جون لوثر مدير التسويق بالشركة: يتناول الناس القهوة يوميا، لماذا لا نجعل دانكن دونات جزء من عملهم اليومي ؟، ويقول المدير التنفيذي للشركة: أصبحنا شركة رائدة بصناعة القهوة، متنكرة خلف شركة رائدة بصناعة الدونات، فانظر إلى المقدرة المذهلة على الجمع بين مجالين والتحدي على النجاح والبروز بكليهما. وإيمان قادة الشركة على قدرتهم على التصدر وكسب ثقة الناس
أمثلة النجاح في العالم كثيرة، فمتى يأتي اليوم الذي تكون ” منتجاتنا ” جزء من هذا النجاح ؟
أتوق كثيرا لليوم الذي أرى فيه الكليجا تباع في شارع الشانزليزيه في باريس، أو التايمز سكوير في نيويورك

 

رابط الموضوع في المدونة

 

سليمان عبدالله السلطان

جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

isulimans@

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى