رسائل المجموعة

::قصه حب::7+8::

بسم الله الرحمن الرحيم
اعزائي الاعضاء اتأسف منكم على التاخير…واشكر الي دزوا لي الرسايل الي يطالبون بالاجزاء… لكم الاجزاء..

الفصل السابع

لم يكن من الهين أو من المحال أن يتركها حائرة أو غير فاهمة لما يحصل معه فهو أراد الإفصاح لكن الخجل والخوف من أن تكرهه كما فعلوا الآخرين
انه مظلوم الله والحق والكل يشهد بأنه مظلوم لا ذنب له بما يجري ما حصل كان لا يد له فيها…….لكن أتقتنع هي
وقف متهالكا على طوله وهو ينظر للأفق البعيد غائر العين منهد القوى دموع حائرة بين الخروج والعبور على خديه أو البقاء بمحجريها …. صوت الأذان هدأه والمنادي للصلاة اسكن أنينه ولو لثانية … وقف أمام النافذة وعاد بالذكرى بعيدا قبل أن يعود إلى هذه الجنة المقدسة ……كانت روائح الموتى عامرة بتلك الوديان السحيقة ……والوحل يعتري كل جانب من جوانبها والصيحات المخنوقة بالقهر والعيون تراقب الركام المحطم والرجالات المهشمة بالأطلال الغائبة عن الحياة لم يرافقهم بل بقي مع من بقوا على الحياة ……لم يدري لما ..تكفيرا لذنوبه؟ أم ندما وحسرة …..أو الإحساس القاتل بالغلط والرعب مما ترتكب يد البشر ببني خلقه.
لم بعرف ماذا يفعل ..أيرفع الجثث المرمية ……أم يساعد المرأة بدفع أولادها على القيام من عند الأطلال …. أم يشد رحال دابة هالكة يا للمصيبة …ماذا فعلوه ماذا ارتكبوا هؤلاء الأبرياء …ماذا ……ماذا………أسأله لا إجابات عليها ولا شجاعة لسألها…. فلم يقدر على الصمود اكثر فهو على تلك الأرض المشبعة بدماء بريئة ……جلس يعفر الأرض بجبينه وهو يرتجف من هول المصيبة ….. لم يحتمل ….لم يقدر …..امسك بكلتا قبضتيه حفنة من التراب ورفع يديه للسماء صارخا: لماذا؟؟؟؟؟؟ لمـــــــــــــــاذا؟ لم يلقى جواب فالفراغ أحدق بالأفق المسجى والدموع تحجرت بالمقلات …..وليس هناك من حل.. فجرى بأقصى سرعته نحو البعيد ….لم يعرف اليمين من الغرب ولا الشمال من الجنوب ……فقط أراد الابتعاد …..
انتفضت الذكريات من رأسه عند سماع الطرق على بابه ….. مسح عينيه من الدموع المحبوسة وأجاب: الباب مفتوح !!! اقترب من الباب ليجد أبيه عنده: ولدي؟ لقد افتقدت بالمسجد!! أين كنت؟ نظر والده إليه نظرة عتاب واستغراب فكما يذكر عدي لم يتغيب يوما عن الصلاة قبل رحيله وحتى بعد رحيله, فلم يألف من ابنه كذا تصرف..
لم أذهب اليوم؟ قالها وهو يشيح بوجهه: اكتفيت بالصلاة في المنزل, لم اشعر بالقوة للمغادرة, كما ترى أنا نعس ( وهو يلتفت لأبيه يضحك ضحكه صبيانية لتغطية الأسى الشديد بداخله وهو يستعد للاستلقاء على الفراش) ماذا بك؟ جمد مكانه من سؤال أبيه وبقى على حاله من الجمود والذهول المخفي ببراعة خلف وجه مرتاح لكن والده لم يهتم بما قال, فاقترب نحو بكل صرامة لم يعهدها عدي من والده: أما أن تكون افضل ممثل على الإطلاق و أما انك تحمل سرً عظيم واليم بقلبك هذا؟ لا تحاول الإخفاء يا ولد هذا أنا والدك وان عرفك أحد فلن يعرفك افضل مني؟ اقترب اكثر ووضع يده على كتف ابنه البار وقال بحنان: قل لي يا بني ماذا جرى لك؟ شعر عدي بالاكتفاء …لم عليه أن يتحمل اكثر ……لم عليه أن يعاني اكثر ……لقد اكتفى من العذاب وكلٌ منه وقف لوالده ليفوقه طولا ولكن النظرة اصغرته بكثير عن عمره الحالي: أبى …..أنا لم اذهب بحرب أو بمعركة …..إنما أنا ذهبت لقتل و سفك وتعذيب وإحراق البيوت على أهلها …… خنقته العبرة فصاح بصوت باكٍ يهز كيان الانسان : أنا مجرم يا أبى …..مجرم
 
الجزء الثامن:
 
صمت رهيب حل بالجو، لم يقطعه إلا صوت العصافير المغردة… لم يصدق الوالد ما سمعه .. لم يصدق ما اتهم ولده نفسه … عدي قاتل؟ عدي قاتل؟؟؟ كرر هذه الكلمة بباله مطولا محاولا أن يفهم أو أن يستوعب هذا الاتهام. يتهم الناس أنفسهم بشتى الصفات لكن القتل…؟؟
 
استجمع الأب قواه وانزل ناظريه المتعبين ناحية ابنه المتكور على نفسه كالمريض جسده يهتز من شده النواح والبكاء .. لم يتحمل هذا الضعف من قبل ابنه فشده من ذراعه ليوقفه لم يستطع فابنه كان اثقل من أن يرفعه رجل واحد، لم يجد مخرجا إلا أن ينزل هو إليه جلس أمامه متوكئً ناسيا آلام الظهر التي تنتابه والتي أقعدته شهورا طوال طريحا للفراش: ولدي … ما تقوله غير منطقي … كيف يمكن لك أن تكون قاتلا؟؟
 
قالها من دون وعي أو تفكير بما كان يريد قوله … علها خرجت لتعبر عن مدى الخوف أو الفزع الذي ينتابه: قل لي … قل لي يا ولدي ما بك؟؟ رفع عدي بصره المغرق بالدموع الساخنة المكبوتة بداخله وهو يعصر ملامحه من شده الألم المبرح: ما بي .؟؟ تسألني ما بي؟؟ هل فرغ الجميع من التعبير عن مدى فرحتهم بعودة عدي واستطاعوا أن يجدوا وقتا لسأله … ماذا فعلت هناك يا عدي … خمسة أعوام يا عدي ماذا فعلت بها؟؟ هل أسست حياتا؟ هل مضيت بالبحث عن ما ترمي له نفسك؟؟ لماذا رحلت عدي هاا؟؟ لماذا؟؟ صمت .. ومازال يبكي ولكن هدأت وتيرة البكاء المستضعفة المترجية وهو ينظر بحنق وغضب شديد لأبيه: أبي لِمَ لم توقفني؟ لِمَ لم تسألني فور عودتي عن سبب تأخري طوال تلك الأعوام ماذا فعلت ماذا أنجزت هل حققت أحلامي أم مازلت فاشلا كما كنت صغيرا….. كفى؟ صرخ الأب ليسكت ابنه عن ما يتفوه به… ما تقوله ليس مبررا لما قلته أنت. أنت اتهمت نفسك بالقتل وهذه تهمه شنيعة به بني بحق نفسك .. قاطعه .. ولكنها الحقيقة أبتاه … صارخا بأعلى صوته… أنا قاتل وقاتل عديم الرحمة ولم أشفق على أولائك النسوة أو اولائك الأطفال أو الرجال الذين شنقوا وذبحوا وقتلوا باسم العدالة والتحرير .. لم اكن إلا جائرا على أناس مستضعفين لا ذنب لهم بما جرى….. صمتت معه الدنيا وصمت الأب الحزين على مصاب ابنه المسكين ولا كلمة يمكن أن يقولها وتريح ابنه المتهالك على نفسه كما انه لم يرغب بان يتحدث فقط أراد أن يؤنب نفسه على ما فعله بابنه … كيف سمح لابنه الوحيد بالضياع… ولكن مهلا؟؟ ما قاله لا يبرر شيئا أيضا أو يوضح ما جرى معه طوال تلك الأعوام… اخذ الأب يفكر بعمق ويحادث نفسه لابد لي أن اعرف. اتجه ناحية ابنه بطيء الخطى … بني (بدأها بحزم) أتحاول أن تقول لي انك حملت السلاح وانك كنت قائدا لتلك الجماعات المريبة والمخيفة (ارتفعت وتيرة صوته لتتحول إلى صياح) أتحاول أن تقول لي إن كل ما علمتك إياه عن حرية الإنسان قد محوته، أغرقته بدماء الأبرياء؟؟ أتريد أن تقنعني انك نسيت ربك ونسيت والدك ونسيت واجبك تجاه وطنك؟؟
 
وقف بعد جلوس طويل… يمسح عينيه بيديه النحيلتين ….أبعدهما .. اتجه ناحية النافذة … ليتنفس …. ليحس بالهواء يمر بصدره …..لكن هيهات!!!! ما تريد قوله أنني على الرغم من كوني هناك لا أكون قاتلا (وهو يلتفت إلى أبيه) ما أدراك إنني أقول الصدق…… (يتكلم بكل سخرية وتهكم) لربما أنا متعمد إخفاء ما يرتجف البدن من سماعه.. (وهو يحرك ذراعيه بحركة مسرحية) ولربما إنني قد هتكت عرضا أو قتلت أبا أو …….. لم يكمل عدي كلامه بسبب صفعه التي هوت على وجهه النجيل لتدير جسده كله ……. ابتلع ريقا مختلطا بطعم الدم … كانت صفعة والده من القوة حيث جرحت طرف فمه …. لم يكاد يرجع صوابه حتى أداره والده لوجهه وهو يصرخ به: ليس ولدي من يقتل ..وليس ربيب آمنة (اسم العمة الحبيبة) من يهتك عرضا ..وليس مثال سلام (سبق ذكره هو ابن العمة الصغير) من يقتل أطفالا …. عد لصوابك يا عدي ..
 
عاد عدي لصوابه وهو يعقد حاجبيه ألما من الصفعة المدوية مستغيث النظرات بوالده يطلب تفسيرا مقنعا: بني (قالها الأب وهو يخفف من قبضته على ذراعي عدي) الكل بسبيل أفكاره يرتكب ما لا يخطر بالبال ولا الحس الإنساني، وهذا عاصم الذي ذكرته ليس رجلا وليس محررا وليس بجندي السلام كما يدعي، بل هو إنسان مريض لا عقل له ولا منطق بل هو حاقد على الناس، مفرق لا جامع بين الناس، ليس لشيء وإنما إرضاء للنزوات… هو القاتل……… لا أنت هو يا بني ….
 
لم يستطع عدي أن يصدق أو أن يقبل دماغه فكرة أن أباه يحاول الدفاع عنه أو أن يتغاضى عن جرمه، نظر لوالده غير مصدق ولكن لمحة أمل نقية برزت في عينيه بتلهف شديد استدار ناحية أبيه: أتحاول أن تقول لي (يا للدنيا عندما تتفتح أمام عينيك أبواب رحمة الله) أتريد أن تقول لي أن لا …..( ولسان ثقيل لا يقوى على القول) .. أنا بريء … لا ذنب لي؟؟؟؟ (وعينيه متسعتين يطلب الرحمة)

ابتسم الأب له: لا ذنب لك…. لا ذنب لك……. أسمعتني؟؟ لا ذنب لك …
عدي لم يحتمل هذه السعادة تهللت العينين بدموع الفرح ودموع الخلاص وهو يشهق عالياً بالبكاء ويضع عينيه جلس على فراشه …. بدى جسده اثقل من المحتمل ومن غير المستطاع أن يفكر…. عائشة …. يستطيع أن ينظر بعينيها البريئتين… عائشة !!! يااااااااااااه لم يرها منذ يومين ولكن تبدو كأنها جيلين أو قرنين ……….. وقف وهو يمسح عينيه بسرعة كالفتى الذي وجد ضالته ركض بكل قواه ناحية بيت عمته، لم يراوده ألا وجه عائشة وهي تراه قادما ناحيتها …….. اجمل وجه
 
دخل المنزل كالضائع، كالأعمى، لا يرى وجهته، انتبه للدرج فتراءت له مرة أخرى وجه عائشة ..عمته كانت واقفة بجانب باب المطبخ وهي تراه، متعجبة منه، متسائلة عما جلب نور عينيها لمنزلها بهذا الصباح، نادته: عدي؟؟ نور عيني عدي؟؟ التفت إليها كالفتى المجرم الذي كان يحاول سرقة حلوى العيد، بصوت متقطع … أتيت لرؤية ( وهو يحك رأسه متحيرا ماذا يقول؟؟) … أتيت لرؤيتها .. هب مسرعا للأعلى وقلبه يدق من الفرحة … دخل الغرفة وهو يتلفت باحثا عنها ..لم يجدها ازداد ضياعا عن السابق …. نزل الدرجات دفعة واحدة والتوت قدمه ليقع على الأرض متراخ الجسد ……. توقف كل شي .. حاول النهوض حرك قدمه فوخزه ألم السقطة وعقد حاجبيه ولكنه لم يأبه أوقف طوله الفارع -وهو يعرج- مشى ناحية المطبخ متجاهلا عمته التي تنظر إليه والحيرة تلبسها، وصل للباحة الخلفية ليجد عائشة تسعل من شدة الدخان المتصاعد من فرن الخبازة وهي تمسح وجهها ليتلطخ بالفحم .. انتبهت للقادم وهي تدير رأسها الأسود ناحية القادم وجدته حبيب حياته، كم هي غاضبة منه، بخل عليها بوجهه ليومين ما اقساااه: عادت لما كانت تقوم به وهي غاضبة منه كثيرا وهي تردد: ها قد أتى المسافر …. يومين لم يأت ليراها ومن هي لكي يضع لها اعتبارا ليست إلا عائشة المزعجة.
توقفت عن الكلم وتوقفت عن العمل كما لو كانت قد أحست بقربه منها وهي تضع يديها على صدرها متوجسة وخائفة من هذا الذي يحدث، أما هو فكان ينظر إليها بحنان كبير، راغبا بعتابها اللطيف كما يرغب العطشان بالسراب… فوقفت أمامه وهي تتصنع البؤس بوجهها الملائكي: ماذا يا جي (مصطلح هندي يطلق على الزوج أو الكبير بالسن) ألم تعد ترغب برؤية عائشة؟؟ أم أصابتك بالملل؟؟ صامتا لا يرد عليها وهو يهاجم ملامحها بعينيه كما لو أحست به فسكتت وقللت من تجهمها فسألته: ماذا جرى؟؟ ابتسم لها وهو يمسك بيديها: اشتقت لهاتين اليدين. وهو بصدد تقبيلهما أبعدتهما عنه وجلست مرة أخرى بحنق بالغ: اشتقت لهاتين اليدين الحمد لله أدامه الله شوقا… وهي بغاية الحزن تخفي يديها بحجرها فأجفلت عندما أحست بشي غريب غير يديها قابعا بحجره أنزلت النظر فوجدته عدي قد ألقى بطوله على الأرض وهو يضع رأسه بحجرها: لم انم منذ مده يا نور حياتي أرقديني ولو للحظات بجنتك .. فقد وحشتني هذه الجنة
لم تصدق أذناها هذا الكلام فما قالت شيئا إلا مخاطبة نفسها: احبه يا ربي احبه
وهي تنشد له أغنية أطفال ………… غرق عدي بنوم لذيذ وهو لملم رجليه ليمسك جسده كله بعائشة وليحلم بحلم جميل لأول مرة منذ 5 أعوام     
*/~ UM SADA7 ~/*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى