رسائل المجموعة

قصة قصيرة – سمكة زرقاء

( سمكة زرقاء )

بقلم : عبدالعزيز الحشاش

جلست وحدها في غرفتها .. أمامها اللاب توب .. و بهدوء طبعت عليه كلماتها:
 فــي حوضها الزجاجي المستديرة تسبح .. وحدها .. بسأم وفتور تسبح .. مثلي ، تدور حول نفسها .. تحدق في الأشياء من حولها وكأن كل شيء أصبح بلا معنى .. مثلي ..!

في بيتي سمكة زرقاء، قدمها زوجي لي في رحلتنا إلى جزر البيبي في تايلند .. حين كنا نقضي شهر العسل .. حيث الطبيعة الخلابة والحياة الساحرة .. كان يسبح في البحر الذي يمتد بدرجات ألوانه الزرقاء إلى ما لا نهاية .. فجأة هتف :

– وجدت سمكة .. إنها زرقاء !

حملها بين راحتي يده .. ووضعها في كيس ملأه من ماء البحر .. لتبدأ رحلة اعتقالها .. وفقدان حريتها .. مثلي أنا !!..

منذ أن عدنا من تلك الرحلة التي أطلق عليها مجازا ( شهر العسل ) وأنا أعيش حياة رتيبة مملة مقيدة بأغلال الصبر والانتظار .. انتظار ماذا؟ لا أعلم .. ربما هو انتظار لحظة التمرد .. والحرية .. من زنزانة رجل تزوجته باقتناعي ومن دون أي أسباب أو مقدمات عاطفية ..ربما هي القصة ذاتها التي تتكرر عند ملايين النساء في كل مكان ..امرأة تتزوج رجلا بينما هي تعشق آخر .. نعم أعترف .. أنا امرأة تعيش مع رجل وقلبها مع رجل آخر .. لست خائنة أو ناكرة للجميل .. بل أنا أعيش دوري معه كزوجة بمنتهى الصدق والإخلاص .. ولكن قلبي ليس بيدي .. لا أستطيع أن أمنعه من أن يفكر بذاك الذي صارحته بعشقي يوما فرد علي بالرفض وبصعوبة العلاقة بيننا .. جرحت .. أحسست بالمهانة .. قبلت الزواج بالآخر.. وأنا على قناعة بأنني أقتاد نفسي إلى زنزانة أنا اخترتها بنفسي .. بكل تفاصيلها .. بأثاثها وديكوراتها .. بسجانها والمفاتيح المعلقة في رقبته .. نعم .. سلمته مفاتيح حياتي وأنا امرأة محطمة يائسة لا تعرف ما الذي تنتظره من الحياة .. وكلما مررت في صالون بيتي وجدت تلك الزرقاء المسكينة تسبح في حوضها الصغير وحدها .. بانتظار يوم تنطلق فيه إلى الحرية .. إلى بحر أكبر يجمعها ربما مع من تحب ..

سمكة زرقاء أنا .. لا أختلف عن تلك المحبوسة في الحوض المستدير الشفاف .. أسبح في بحر غير بحري .. بحر صغير لا يكفيني .. يخنقني .. أدور حول نفسي .. لا أعرف ماذا أنتظر حتى أطلق العنان لذاتي فأهرب من هذا الحبس الذي اخترته بنفسي.. سمكة زرقاء أنا بانتظار لحظة تمرد .. وأعود بها إلى بحر يحتويني .. ويحتوي قلبي المجروح
في اليوم التالي انتشر خبر في البلدة .. عن امرأة هجرت زوجها .. بعد أن تركت رسالة في صندوق ايميلاته. و حوض سمك فارغ .. يقال بأنه كانت تسبح فيه .. سمكة زرقاء.
– تمت –

www.Abdlaziz.com

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. ماشاءالله عليك اخي عبدالعزيز دائما مبدع في كلماتك أعجبتني طريقة سردك كثيرا ولكن عندي تعليق بسيط كانت القصة جميلة الى ان جاءت جملة ((امرأة تتزوج رجلا بينما هي تعشق آخر )) وخربت القصة كلها .. لا ادري ولكننا سئمنا هذه القصص الروتينية.. ولكم وددت انك اكملتها بنهاية اخرى كذلك غير نهاية الهجر وكأنك تقول من تتزوج بشخص لا تحبه فإنها سوف تعيش وكأنها مسجونة وتصبح حياتها خاوية ..!! ليتك بدل هذا الكلام وضعت ما يعطي القصة مغزى اكبر بذكر الحلول وماذا تفعل لتمكن حبه في قلبها بدل من الهرب والتحرر من القيود كما ذكرت.. ادري ربما أطلت .. ولكنني كقارئة أحب اني بعد القراءة اخرج بشئ مفيد لا أنكر انك مبدع .. واعتبرها لفتة من اختك قد تتفق او تختلف معها 🙂 دمـــ مبدعاً ــت

  2. اهنيك يا اخ عبد العزيز على هذه القصه الهادفه والممتعه في نفس الوقت وهي تلتمس الواقع لذالك يبقى سؤال وجيه؟؟ من يحتوي الزرقاء لتشعر بمتعة الحياه وليس روتينها وتبقى ذكرياتها جزء من الماضي… فلك الشكر على هذه القصه الرائعه.

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصة جميلة ،، وتأثرت حقيقة بحروفها ولكن في نظري أنها أخطأت منذا البداية عندما فكرة بالزواج لابد لها ان تكون شخصية جديده وخاصة ان الرجل الذي تعشقه يرفضها على كل حال قصتك قصة واقعيه فهناك الكثيرات من تفعل نفس السمكه الزرقاء شكراً لك بالرغم من تأثري إلا اني استمتعت بالقرأة موفق إن شاء الله

  4. نعم اخ عبد العزيز أخطأت ولم تصب بهذه القصة ان جهلت بعض السيدات فليس الخطا هو مضرب المثل وكونك رجل فلا تستطيع ان تعبر عن شعور المراة وميلها الشديد للاستقرار حتى لو بعيدا عن من تحب والمسالة مسالة وقت لان البعيد عن العين بعيد عن القلب والروتين يمكن كسره بفعل اشياء مفيدة كثيرة جدا وبعيدا عن ندب الحظ والبكاء على الاطلال………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى