رسائل المجموعة

فيديو + صور : رحلتي إلى المدينة المنورة

منذ طفولتنا و أهالينا يلعبون علينا بجملة ( ما فيه سفر إلا إذا نجح البيت كله ) .. و بعد أن كبرنا أدركنا حقيقة انه لا يمكن لسبعة أفراد من الأسرة أن ينجحوا في نفس السنة إلا أن يشاء الله مع ملاحظة أن مستوانا الدراسي يحتضر قبل استلام الكتب .. و مرت السنوات و قررت أمي أن تكمل دراستها بتعليم الكبار حتى سنحت لي فرصة الإنتقام و خصوصاً في الإملاء .. فقد كان أخوتي يملون عليها الكلمات البسيطة مثل ( زرع – حصد ) و كانت تتفاخر عليهم بكتابتها .. أما أنا فمنذ أن أمليت عليها كلمة ( بؤبؤة ) و هي في حالة تشنج فكري تام لم ينفك عنها حتى كتبت لها الكلمة فقالت بلكاعة: ” صح علي طيب .. هذي اللي كنت بكتبه ” .. و ذات يوم رق لها قلبي و قررت أن لا أكون تعجيزياً فطلبت منها كتابة كلمة ( اللهم ) .. ما أسهلها من كلمة لدرجة أن أمي إلى الأن تكتبها بلام وحدة .. فعلاً نقطة ضعفي هي رقة قلبي << ايه واضح

و بفضل الله استطاعت أمي أن ترد كيدي في نحري بحصولها على درجات جيدة في شهادة الفصل الدراسي الأول .. لذا فقد أعلنت الهدنة معها و قررت أن أكافئها بالسفر يومين إلى المدينة المنورة .. أعلم انها مدة قصيرة و لكن كما تعلمون بأن إجازاتنا في السنوات الأخيرة أصبحت عقوبة و ليست مكافئة .. أجل بين الفصلين إجازة أسبوع واحد بس .. يعني ما لقيتوا شي تقلدون به اليابان الا الإجازات !!

تنوية: لا أخفي عليكم بأن فكرة عمل تقرير لهذه الرحلة لم تكن في الحسبان .. فقد كنت اوثق الرحلة توثيق شخصي لمجرد الذكرى .. و بينما كنت أستعرض الصور أحببت أن تشاركوني .. لذا إن رأيتم تقصيراً فأنا اعتذر منكم و إن أعجبكم التقرير فأنا رهيب << مقلب

عودة إلى إجازة منتصف العام و بالتحديد يوم الثلاثاء الساعة 11 ليلاً حيث أقلعت طائرتنا من مطار الرياض إلى مطار المدينة المنورة وأنا اشدوا على مسامع أمي الناجحة أنشودة: مين الشاطر مين مين !! .. و أمي تدور بمريولها المدرسي قائله: أنااااا !! << نبذة من خيالي الواسع

كنت سعيداً جداً بهذه الرحلة و ذلك لكونها زيارتي الأولى إلى المدينة المنورة .. أخيراً سأزورها بعد أن انتقدني الكثير حتى أن أحدهم انهال علي بالتسفيل المبرح ثم وجه أصابع الإتهام نحوي قائلاً: الأخ اندونيسي جالس يجمع قيمة التأشيرة عشان يجي السعودية ولا مسلم جديد ؟ .. ياخي المدينة جنبك دق موترك سلف ولا يردك الا سور الحرم !!

قد يكون كلامه صحيحاً و لكن ربما لأن النفس البشرية تسعى دائماً لما هو ليس في متناول يديها .. فقد نجد سعودي لم يزر مكة إلا مره أو مرتين و بالمقابل نجد نيجيرياً زارها بعدد سنوات حياته و أكثر !! .. أما المضحك المبكي أن أمي استغلت نقطة ( زيارتي الأولى ) و أخذت تتباهى أمامي بزيارتها الوحيدة إلى المدينة و التي إن لم تكن قبل الهجرة فهي قبل التوسعة

وصلنا بحمد الله على الساعة 2 فجراً تقريباً ثم تأسفت لأمي على عقوقي الملحوظ لها بالحجز ( مكرهاً و بشق الأنفس ) على الخطوط السعودية .. تلك الشركة الحكومية ( في إستهتارها ) و الأهلية ( في إستغلالها ) .. فكم هو مخجل أننا في عصر الخصخصة و التنافس الساخن بين الشركات لكسب ثقة الزبون و لا زلنا نرى مساوئ الإحتكار في هذه الشركة من تهميش صريح للزبائن و إستهتار شديد بعموم الرحلات و خصوصاً الرحلات الداخلية التي تكثر المعاناة فيها من رداءة طائرات قديمة و إغلاق دائم للحجوزات مرددين كلمة ( فـُل ) .. و المصيبة بعد ما تركب الطيارة تكتشف ان الكراسي الفاضية اكثر من المليانة .. حتى كرسي الطيار فاضي .. بل إن التناقض العجيب أن الخطوط السعودية هي الشركة الوحيدة التي تقدم إعلانات على ( الفاضي ) .. يعني بنسوي أكشن و نعلمكم ان فيه شركات منافسه لنا و هي في الحقيقة شركات ذليلة تعيش على فتات الخطوط السعودية و تنطوي تحت سيادتها .. و الأدهى و الأمر أن هذه الشركات السطحية تردد كلمة ( فـُل ) ايضا .. شكلها نشيد وطني عند هيئة الطيران ههههههه

أما بالنسبة لرداءة الطائرات , فقد سبق لي و سافرت عبر الخطوط السعودية إلى مكة المكرمة و قد أصابني ذهول انجرف له عقلي .. أجل معقولة الطيارات اللي يحطون تلفزيون صغير واحد في سقف ممراتها عايشه إلى الأن ؟ .. ياخي حتى باصات سابتكو شالتها ههههههه

بإختصار شديد هذه الشركة تتعامل مع نقل المسافرين على أساس أنهم أسرى و مساجين و عمالة مخالفة و ليسوا مسافرين أعزاء يدفعون المبالغ الطائلة و يخوضون زحام الحجوزات في تسابق مع الزمن لأجل رحلة داخلية لا تستغرق من المسافة سوى ( حذفة حصى ) .. لذا أنا اقترح على ( الدائرة الحكومية الجوية ) أن يلغوا الوجبات و يستبدلوا المضيفات بجلادين و يضعوا كلبشات بدل أحزمة الأمان و أقفاص حول الكراسي .. و على طاري الكراسي أقترح أن يستبدلوها بكراسي صعق كهربائي .. بل أقترح أن يختصروا الأمر و يربطوا الركاب في مراوح الطائرة تحت شعار ( عاجبك ولا طقها كعابي ) .. فكما نعلم جميعاً بأن المسافر على متنها لا يأبه لأي سلبيات داخل الطائرة لإعتقاده بأن ركوبها بحد ذاته إنتصار و في رواية ( زيييين لقى حجز ) .. و من يجد بأن مقارنته بالأسير و المسجون و المخالف غير عادلة , فهي فعلاً غير عادلة لأن المسجون و الأسير و المخالف مقاعدهم مضمونة ولا يقال لهم ( فـُل )

المهم .. بمجرد خروجنا من الصالات , توجهت إلى أحد مكاتب تأجير سيارات و استأجرت سيارة شفرولية صغيرة لتفادي إستغلال التكاسي .. ثم ركبنا و بدأت أمي بتهبيط عزيمتي وهي تسرد جمل الإحباط التي تتميز بها عفوية الكبار .. فقالت بنبرة زاجرة: وشو له تستأجر سيارة وانت ما تدل ولا تعرف شي .. رح رجعها بس لا تصدم بسيارة الناس أو تنسرق منك و نبتلش !! .. عندها أخذت أطمئنها و أحاول إقناعها و بالفعل أقتنعت حتى قصمت ظهري بأقسى عبارات قتل الثقة بالنفس حيث قالت بعد أن أطمئنت: طيب اجل شف أي واحد يوصف لك لا تضيعنا .. تراك مهناش !! << تراك مهناش تعني: انت لا شيء .. يا حبي لها دايم تحب تمزح معي << محاولة تحسين صورة

سرت وأنا أبحث عن الفندق بسرية تامة لا تتجاوز ذهني حتى لا تعلم أمي و تنتهز فرصة ضعف موقفي فتصرخ منتشية: شفت .. انا قايله انك بتضيع .. إحساسي ما يخيب ابد.. ولدي و أعرفك زين .. الخ

و بناء على مقولة ( مكره أخاك لا بطل ) اضطررت أن أتوقف عند بعض الفنادق المجاورة للسؤال حتى أرشدوني إلى فندقنا و بالفعل وصلت إليه بسرعة خشية أن افقد ثقة الوالدة بي << على أساس انك ما بعد فقدتها للحين !!

نظرت إلى اللوحة و إذ بها تحمل نفس أسم فندقنا وهو فندق ( المدينة كريم ) .. و لكن ما إن دخلت حتى صعقني موظف الإستقبال بقوله أن حجزي يبدأ بعد الساعة الخامسة فجراً .. فرجعت بالحقيبة إلى السيارة و بدأنا بجولة ( عشوائية ) في شوارع المدينة حتى وصلنا إلى جبل أحد .. عندها لم أتردد بالتقاط هاتين الصورتين الليلية لجبل أحد .. ذلك الجبل الذي قال عنه نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم: ( جبل أحد يحبنا و نحبه )

صورة أخرى من زاوية متقدمة عشان أثبت لكم أن إحترافية المصور لا تنضب بتغير المكان

وصولي إلى جبل أحد كان من الصدف الخارقة التي استغليتها بإستعراض قدراتي الملاحية على الوالدة و أنا أنظر إليها بنظرات نرجسية يعني وش رايك فيني جبتك للجبل .. و لكن لم أطيل التباهي كي لا تحبطني قائله: إذا ما عرفت مكان هالجبل الكبيييير.. وش بتعرف اجل !!

اقترب موعد أذان الفجر و لم نشعر بأننا مطرودين من الفندق و نجوب الطرقات بإنتظار حلول موعد حجزنا .. فقد كان الجو في منتهى السكينة و الهدوء و البهجة و الإنشراح إلى درجة اننا لم نشعر بإنغلاق الأسواق و المحلات و المطاعم ، بل إن هذا الركود الحضاري جعلنا نشاهد المدينة المنورة بصورتها التاريخية البدائية المشرقة !!

توجهنا إلى المسجد النبوي الشريف بفضل الله ثم بفضل هذه اللوحة التي رمقتها على مضض ثم تجاهلتها يعني اني عارف الطريق

ما إن رأيت أنوار المسجد المشعة حتى أوقفت السيارة ( عند أقرب رصيف ) و نزلنا نمشي معتقدين بأن المسجد قريب كقرب أنواره .. فأخذنا نمشي و نمشي حتى كدنا أن ندخل بوابة الساحة زحفاً على بطوننا !!

دخلت ساحة الحرم وأنا أتأمل بدهشة و تعابير ( الشفاحة ) على وجهي تقول: واااااااو !! << الله يخلف

هنا تجلى ( تميلح ) أمي و هي تحاول أن تقهرني بزيارتها الوحيدة و تستذكر بعض تفاصيل زيارتها بمكيدة أنثوية خفية و كأنها تريد أن تقول لي: مسكين جيت قبله وهو أول مره يجي !!

أوصلت أمي إلى حدود مدخل النساء من المسجد .. حينها رأيتها تخرج من حقيبتها كيس أزرق صغير و الشهير بلقب ( باغة بقالة ) و ذلك لتحمل به حذاءها تحسباً للسرقة .. عندها عاتبتني قائله: وين كيستك ؟ .. فأجبتها بأن الحرم النبوي ليس كالحرم المكي من حيث الزحام و كذا .. فأنطلق كل منا في طريقه نحو المسجد إلى أن اقتربت من البوابة وانا متشوق للسلام على النبي و الصلاة في روضته الشريفة .. فوضعت حذائي على الرفوف المخصصة للأحذية ثم دخلت وأنا اتمتم بدعاء دخول المسجد و أثناء سيري توقفت لأشحن طاقتي بكأسين م ماء زمزم ثم واصلت المسير حتى وصلت إلى بقعة سجادها أخضر اللون و مكتظة بالمصلين .. فما إن رأيت منبر الرسول و الحجرة التي تحتضن قبره الشريف و صاحبيه الكرام حتى أيقنت بأنها الروضة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة )

على الرغم من أني أعاني من صعوبة في التنفس داخل الأماكن المزدحمة بل ولا أطيق المرور بها فكيف بالجلوس فيها , إلا أن روحانية المكان دبت في قلبي حتى رحُـب جسدي برحابة روحي و صليت الركعتين بإرتياح تام ولله الحمد .. بعدها نهضت للسلام على النبي و على صاحبيه أبي بكر و عمر رضي الله عنهما !!

و بعد صلاة الفجر .. خرجت للقاء أمي و إذ بالكارثة عند باب المسجد حيث وقفت أمام رفوف الأحذية وأنا ابتسم إبتسامة المغبون قائلاً: افااا !!

ثم سرعان ما اكفهرت ملامحي و انا اتخيل نفسي امشي حافياً إلى موقف السيارة ( البعيييدة جداً ) و انتقل بي الخيال إلى منظري وانا داخل الفندق حافي .. من جد شكلي غلط .. حينها نفضت رأسي لأشتت الغيمة التي تعرض ذلك الخيال المزعج بجانبه ثم كثفت البحث عن حذائي في جميع الرفوف حتى أصابني اليأس و خرجت للقاء أمي بعد أن قطعت عهد على نفسي بحمل حذائي معي في المرة القادمة حتى لو أضعها في جيبي .. أو استخدم الحل التالي

عموماً أنا على الأقل أفضل من غاندي في قصة حذاءه الشهيرة حيث كان ( غاندي ) يجري للحاق بالقطار حتى بدأ القطار يتحرك .. و عند صعوده القطار سقطت إحدى فردتي حذاءه .. فما كان منه إلا أن خلع الفردة الثانية و رماها بجانب الفردة الأولى كي يتسنى لمن يجد الحذاء أن يجدها فردتين لينتفع بها .. أما انا فقد تركت كلى الفردتين بجانب بعضهم و في نفس اللحظة .. موب انتظر اللين تطيح وحده عشان اتصدق بالثنتين << محاولة ترقيع فاشله لغباءه

وقفت انتظر أمي حتى جاءتني مسرعة ثم رمت هاتفها نحوي وهي تردد: صوّر صوّر بسررررعه !! .. لم أكد أن اخبرها عن سرقة حذائي حتى دفعتني نحو مظلات الساحة وهي تنادي بنفس الأمر .. و نظرت وإذ بالمظلات تنفتح كتفتح الزهور , فوجهت كاميرا هاتفها لأصور الحدث على وجه السرعة
ربما أني تأخرت قليلاً و لكن اعتبروه تصوير متواضع

المقطع الأول

ايضاًَ التقطت صورة فوتوغرافية حاولت من خلالها إثبات إحترافيتي بتصوير الساحة على بزوغ الفجر << ما ينعطى وجه

و أثناء تصويري تملكتني الفرحة برؤية محلات قريبه جداً لسور الساحة .. فأنطلقت حافياً و خلفي أمي ( تصفط ) كيستها الزرقاء داخل شنطتها .. و تلك كانت إشارة واضحة لإستفزازي ههههههه

لطالما ترددت بشراء الحذاء و بذلت الجهد و الوقت من أجل البحث عن الأفضل إلا في لحظة دخولي أول محل أحذية .. فقد كانت لدي القابلية بإنتعال أي شي إبتداء بالقبقاب إلى بوت العمّـال الطويل .. بل حتى لو وجدت هذا الشيء لأنتعلته

رجعنا إلى السيارة حتى بلغناها بحمد الله و تبقى أمامنا مشكلة البحث عن سائق << فقد السيطرة على رجوله

بعد ذلك سرنا و أنا واضعاً يدي على قلبي خشية أن أفقد الفندق حتى تكررت نفس معجزة وصولي إلى جبل أحد .. فقد وصلنا الفندق بدون أي عناء إلى درجة أن أمي تنازلت عن مخاوفها نحو سذاجتي و أثنت على فطنتي مع الطرق .. و بعد التفكير بالأمر اكتشفت أن الفندق مجاور للحرم و لا يقطع بينهم إلا شارع .. فواسيت نفسي بأني أملك البراعة على الأقل في الوصول إلى جبل أحد حتى تبين لي فيما بعد أن جبل احد خلف الفندق هههههه !!

دخلنا الغرفة وإذ بأمي تستنكر صغر حجمها .. فقلت في نفسي: خل عنتس بس .. موقع الفندق إستراتيجي هههههههه

نمنا و قمنا << ذمة في السيناريو

بعد أن استيقظنا خرجنا إلى ( ستار بكس ) و عانينا الأمرين من كثرة السؤال عن موقعه و الدوران حول الفنادق الملاصقة للحرم النبوي و الصعود بمصاعدها حتى وجدناه بعد جهداً جهيد .. فبمجرد دخولي انتابني شعور الإنتصار إلى درجة أني كدت أحضن الكاشير حينها !!

تناولنا قدحاً من القهوة مع قضمة من مافن كيك و أبديت إعجابي بإلغاء صورة المرأه من شعار ( ستار بكس ) داخل الحرم .. كما أردت أن اجعلها حجة أمام أمي بأني لم اعرف مكان الموقع بسبب إختلاف الشعار .. و لكن خشيت من كلمة ( نصاب ) !!

نزلنا إلى المسجد النبوي و في الطريق توقفت عند بسطة و أخذت كيسة فاضية .. فالمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين .. ثم دخلنا الساحة و تركت أمي عند مدخل النساء و انطلقت متجهاً نحو مدخل الرجال و هناك رأيت قامة إسلامية جليلة و صرح شامخ من صروح العلم الا وهو الشيخ الجزائري الجهبذ ( ناصر سي عبدالله ) وهو أحد متسابقين برنامج الواقع ( زد رصيدك ) على قناة بداية !!

ذهبت إليه و صافحته و بلغته إعجابي الشديد بما قدمه من فائدة في خضم متعة ذلك البرنامج .. هذا و قد أعرب الشيخ عن إمتنانه ثم عزمني على بسكوت كان يأكله مع الأطفال الذين معه .. فأمتنعت شاكراً و مقدراً له حسن كرمه .. و لكن ما ألمني حينها هو أن نهوضهم من مكانهم لمصافحتي أدى لإنزلاق علبة البسكوت حتى أنبني ضميري و لحقتها قبل وقوعها من الدرج .. عندها شعر الشيخ بلقافة السعوديين تشع في عيناي وهي تنظر للأطفال .. هل هم أولاده أم ماذا ؟؟؟ .. فقال لي: أعرفك على الشباب من مصر !! .. فرحبت بهم ثم صافحت الشيخ معرباً عن إعتزازي بلقائه و داعياً له بالإستمرار على هذا الطريق القويم .. و أخيراً ودعتهم كي لا أصبح زائراً ثقيلاً و كي أعطيهم فرصة يخلصون البسكوت

بعد أن صلينا العصر .. خرجت مع أمي من الساحة إلى الفنادق المجاورة و المكتظة شوارعها بالمحلات و بائعين البسطة .. فأخذنا نمشي حتى صادفنا مرشداً سياحياً من أهل المدينة .. فتشاورت مع أمي ثم عزمنا على الذهاب برفقته لنأخذ جولة على معالم المدينة !!

أبو أحمد .. شخصية تعجز الحروف عن وصف نقاءها و حبابتها و تقبلها للأخر .. و يكفيه من المدح انه ( متحملني ) .. أولى الصعوبات التي واجهت ( أبو أحمد ) هي في البحث عن موقف لسيارتي سيراً على قدميه .. و معلوم لدى الجميع عن مدى صعوبة هذه المهمة بجانب الحرم !!

وجدنا موقف مشكوك في صحته ثم تركت سيارتي بعد أن دقيت فليشر .. و ركبنا مع ( أبو أحمد ) الذي كان يلهث و لسان حاله يقول: من أولها تعب هههههه !!

قبل أن أبدأ أريد التنويه بأن فترة العصر كانت قصيرة جداً و كنا نحاول زيارة أماكن أكثر قبل مغيب الشمس .. لذا أعتذر منكم مرة أخرى على التقصير بالتفصيل في تغطية بعض الأماكن !!

بدأنا بجولتنا السياحية و بدأت أسئلتي تنهال على ( أبو أحمد ) كالسهام حتى كاد أن يفتح باب الراكب و يرجفني ههههههه !!

المحطة الأولى – جبل الرماة

أولى محطات جولتنا كانت في أرض ( معركة أحد ) حيث زرنا مقبرة شهداء أحد والتي تحتضن قبر الشهيد حمزة بن عبد المطلب – عم النبي صلى الله عليه و سلم – ثم انتقلنا إلى جبل الرماة .. ذلك الجبل الذي أمر النبي خمسين رجلاً بالتمركز فيه و ( شدد ) عليهم بأن لا يبرحوا مكانهم حتى يرسل إليهم .. و لكن بعد أن انتصر المسلمين بسقوط راية المشركين و هروبهم , ظن الرماة بأن المعركة قد انتهت و خالفوا أمر النبي بتركهم لمواقعهم طمعاً في المشاركة بجمع الغنائم ( ما عدا عبدالله بن جبير و معه عشرة رماة فقط ) .. عندها استغلت كتيبة خالد بن الوليد خلو الجبل فألتفت على المسلمين من وراء الجبل و قتلت منهم أعدادً كبيره بل إن الأمر اشتد على المسلمين برجوع المشركين الهاربين فهجموا هجمة شرسة عليهم حتى اختلط المسلمين و صاروا يقتلون و يضربون بعضهم البعض .. حينها أستغل بعض الكفار فرصة إبتعاد بعض الصحابة عن النبي أثناء المعركة فأنقضوا عليه دفعه واحدة بمحاولات متكررة على قتله حتى كسرت رباعيته و شج رأسه عليه الصلاة و السلام .. ثم توالت المصائب على المسلمين حتى أشيع خبر مقتل النبي صلى الله عليه و سلم فانكفأ جيش المسلمين و ترك بعضهم القتال و دبت الفوضى في صفوفهم إلى أخر أحداث تلك المعركة التي نقلت لنا دروس و مواعظ مفادها أهمية طاعة النبي و الإلتزام بأوامره .. فلا يوجد من يهتم بمصلحتنا كالنبي صلى الله عليه وسلم .. فهو أرحم بنا من أبائنا و أمهاتنا بل أرحم بنا من أنفسنا عليه الصلاة و السلام .. كيف لا و قد بعثه الله سبحانه رحمة للعالمين.

مقطع فيديو قصير جداً لجبل الرماة ( عن قولة اني زرته )

المقطع الثاني

المحطة الثانية – غار أحد

ثم تقدمنا حتى وصلنا إلى غار داخل جبل أحد و الذي يبعد عن جبل الرماة كيلو متراً واحداً باتجاه الشمال .. يحكى بأن الرسول و أصحابه لجئوا إلى هذا الغار بعد معركة أحد و ذلك لم يثبت في السيرة النبوية و لم يرد فيه نقل كما ذكر ابن النجار.

مقطع فيديو قصير للغار قبل صعودي عليه .. و يظهر فيه مجموعة من الباكستانيين الأشداء أصحاب البنية الصلبة و هم يصعدون الجبل بل الجبل يصعد عليهم على ما يبدو ههههههه .. ما شاء الله عليهم

المقطع الثالث

صعدت الغار بعد أن ( تحرولت رجولي ) من المراوغة بين الصخور .. و ما إن وصلت حتى التقطت أزحم صورة في تاريخ الغار هههههه

زين ما انهد الغار علينا
الا فيه سؤال يقرقع في قلبي .. الحين الولد ابو فنيله مخططه عاليسار وين باقي يده !!

بعدها بدأت بإلتقاط المناظر المطلة على الغار

منظر الجبل على يميني

منظر الجبل على يساري



منظر العشوائيات أمامي حيث تتجلى الرعاية الفائقة من أمانة المدينة أو هيئة الآثار أو هيئة السياحة و كل واحد يرميها عالثاني طبعاً

واخيراً استوت قدمي على الأرض بعد أن نجوت من محاولات سقوط متكررة أثناء نزولي من الغار .. الله يخلف بس .. لو اني باكستاني كان نزلت من الجبل كني انزل من سيارة !!

المحطة الثالثة – مزرعة بئر عثمان رضي الله عنه ( بئر رومة )

ومن الغار توجهنا إلى مزرعة بئر عثمان بن عفان رضي الله عنه ( بئر رومة ) و التي تقع في شمال غرب المدينة المنورة .. و إليكم قصتها:

كان لرجل من يهود بني غفار بئر تجري بالماء العذب يقال لها ( بئر رومة ) .. و كان يبيع الماء على المسلمين بأغلى الأثمان .. فأستاء الصحابة و تألموا لهذه الأزمة ثم شكوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم .. فقال النبي: ” من يشتري بئر رومة ليجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة ” .. ما إن سمع عثمان بكلام النبي صلى الله عليه و سلم حتى سابق الريح و ذهب إلى اليهودي فعرض عليه شراء البئر لكن اليهودي أبى و رفض لأنها تدر عليه ربحاً كثيراً فقد كان يبيع القربة بالمد .. عندها عرض عليه عثمان أن يشتري نصفها .. فتعجب اليهودي قائلاً: كيف ذلك ؟ .. فأجابه عثمان: على أن تكون البئر لي يوماً و أن تكون لك اليوم الأخر !! .. فقبل اليهودي الغبي و أصبح المسلمون الأذكياء يستقون الماء في يوم عثمان لما يكفيهم ليومين حتى رأى اليهودي أن تجارته الرابحة قد كسدت و توقفت و لم يعد قادراً على البيع فذهب بنفسه إلى عثمان ليعرض عليه النصف الأخر فأشتراه عثمان رضي الله عنه و جعل البئر وقفاً يشرب منها كافة المسلمين. الحديث رواه الترمذي

تلك هي قصة بئر عثمان بن عفان رضي الله عنه .. ذلك الصحابي الجليل الذي قال عنه أبو هريرة بأنه اشترى الجنة مرتين .. حين حفر بئر رومة و حين جهز جيش العسرة !! .. لذا ينبغي علينا كمسلمين أن نقتدي بخليفتنا و أن نشتري نعيم الأخرة الخالد بنعيم الدنيا الزائل !!

مقطع لإستدارتنا على كامل سياج المزرعة بالسيارة و دخولنا الطفيف فيها

المقطع الرابع

عذراً على كتم الصوت في المقدمة و النهاية .. لكن خفت على اذانكم من صوت الهوا

المحطة الرابعة – مسجد القبلتين

و من مزرعة ذي النورين إلى ذلك المعلم الإسلامي البارز حيث يقع في الجنوب الغربي من مزرعة بئر عثمان بن عفان

بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة , تحولت قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة .. و في حينها كان هناك جماعة من المسلمين يصلون تجاه بيت المقدس في ( مسجد بني سلمة ) و إذ بمنادي خلفهم يصيح ويخبرهم بأن الوحي قد نزل على النبي – صلى الله عليه وسلم – بتحويل اتجاه القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إمتثالاً لقول الله تعالى ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) .. عندها و في نفس الصلاة استدار الصحابة رضوان الله عليهم شطر المسجد الحرام بمكة .. فأطلق عليه ( مسجد القبلتين ) و ذلك لأن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين.

قبل أن أدخل المسجد .. التقطت هذه الصورة من باب الشمولية بالتغطية

و في الداخل

صليت تحية المسجد ثم أخذت أتأمل في محرابه و أرجاءه و زواياه وأنا استشعر مدى عمق طاعة الله و رسوله عند الصحابة الكرام و استجابتهم الصارمة و السريعة جداً دون الاستنكار أو الإستفسار أو حتى المماطلة بكثرة السؤال كما كان يفعل بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام !!

و نحن في طريقنا إلى وجهتنا الجديدة , أخبرني ( أبو أحمد ) بأن اثر محراب قبلة الأقصى كان موجوداً و كان هناك فئة من المبتدعين يصلون الصلاة نحو القبلتين و ذلك لإعتقادهم بأنه اقتداء بالنبي عليه الصلاة و السلام حيث كان يصلي جهة المسجد الأقصى ثم بعد ذلك صلى جهة المسجد الحرام و كأنهم يتجاهلون نزول الأية الصريحة التي أسقطت التشريع القديم بفرض التشريع الجديد .. لذا و من باب القضاء على تلك البدعة , فقد جعلت الحكومة السعودية باب الدخول إلى المسجد من خلال المحراب القديم !! .. و العهده على الراوي

المحطة الخامسة – المساجد السبعة ( غزوة الخندق )

غزوة الخندق ( الأحزاب ) .. من أشد الغزوات بأساً على المسلمين حيث تحالفت ضدهم جيوش الكفر ، فتحرك نحوهم من الجنوب جيش قريش و كنانة و أهل تهامة و بنو سليم و من الشرق قبائل غطفان و بنو فرازة و بنو مرة و بنو أشجع و بنو أسد حتى بلغ عددهم عشرة الاف مقاتل و جيش المسلمين لا يتجاوز ثلاثة الاف مقاتل فقط .. بعد أن علم الرسول بالأمر استشار أصحابه فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق في الجهة الوحيدة المفتوحة من المدينة حيث كان يحيط بها جبلين أما الجهة الجنوبية فكان يحميها يهود بني قريظة و ذلك لوجود إتفاقية مكتوبة بينهم و بين المسلمين !! .. و بالفعل عمل المسلمين على حفر الخندق مع ما أصابهم من الفقر و الجوع الشديد الذي يصفه أبو طلحة رضي الله عنه قائلاً: ( فشددنا على بطوننا من الجوع عن حجر حجر و كشف النبي بطنه و قد رفع عليها من الجوع عن حجرين حجرين ) !!

فلما اجتمعت جحافل الكفر حول المدينة وضيقوا عليها الخناق اشتد الحال بالمسلمين وعظم عليهم الكرب بحراسة الخندق ليلاً و نهاراً و التصدي لمحاولات إقتحام المشركين له و التراشق بين الفريقين بالنبال حتى فاتت المسلمين بعض الصلوات .. و بقيت الساعات العصيبة أيام و ليالي مع اشتداد الريح و البرد القارص إلى أن حدث أمر خطير لم يكن في الحسبان وهو نقض يهود بني قريظة للعهد الذي بينهم وبين النبي ..
فضاق الأمر بالمسلمين كما قال الله تعالى: ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ ) يعني الأحزاب ، ( وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) يعني يهود بني قريظة ( وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا .. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ) ومع شدة الكرب وعظم البلاء مازاد المؤمنون على أن قالوا: ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ) أما المنافقون فقد قالوا: ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً.

استمرت أحداث تلك المعركة إلى أن استجاب الله لدعاء رسوله و المسلمين .. فبعد أن دبت الفرقة في صفوف المشركين وسرى بينهم التخاذل أرسل الله عليهم جنداً من الريح فجعلت تقوض خيامهم، ولا تدع لهم قدرًا إلا كفأتها، ولا طنبًا إلا قلعته، ولا يقر لهم قرار .. كما أرسل جنداً من الملائكة يزلزلونهم، ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف حتى رحل المشركين و كفى الله المؤمنين شر القتال .. فسبحانه الذي صدق وعده و أعز جنده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده.

كانت هذه الغزوة إمتحاناً لقلوب المؤمنين و كشف لعوار المنافقين .. فالمؤمن الحق هو من يزداد إيمانه في أحلك المواقف و الظروف .. فلا رفعة ولا تمكين للمسلم إلا إذ عمل بالأية الكريمة: ( إن تنصروا الله ينصركم )

تلك كانت قصة معركة الأحزاب ( الخندق ) .. و الأن انتقل وإياكم إلى قلب الحدث حيث المساجد السبعة و التي تقع على أرض غزوة الأحزاب

هي مجموعة مساجد عددها الحقيقي ستة و ليس سبعة لكنها اشتهرت بهذا الأسم و ذلك لإعتقاد البعض بأن مسجد القبلتين يضاف إليها. تقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش و القبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة. و يروى انها كانت مواقع مرابطة و مراقبة في تلك الغزوة و قد سمي كل مسجد بإسم من رابط فيه.

مسجد الفتح



وهو أكبر المساجد السبعة ، مبني فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع، ويروى أنه سمي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول عليه الصلاة و السلام و في موضعه دعا الرسول على الأحزاب يوم الأثنين و الثلاثاء و الأربعاء فأستجيب له بين الصلاتين من يوم الأربعاء كما في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه !!

مسجد سلمان الفارسي

ويقع على بعد عشرين متراً من مسجد الفتح جنوباً مباشرة في قاعدة جبل سلع وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزو الأحزاب.

من الأمام

طلة فضولية

مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

و يبعد عن مسجد أبي بكر عشرة أمتار جنوبا

جامع الخندق

مسجد بني حديثاً و سمي بمسجد الخندق حيث تم توجيه المصلين له بعد إغلاق المساجد السبعة و تسليمها لوزارة الشؤون البلدية لتضطلع من خلال أمانة المنطقة بمهمة ترميمها كي تصبح أثراً تاريخياً يحظى بالعناية و الإهتمام << نتمنى ذلك

أما ما تبقى من المساجد فلم يتسنى لي فرصة تصويرهم لحلول موعد أذان المغرب و كنا قد عزمنا على أداء صلاة المغرب في مسجد قباء فتوجهنا إليه.

المحطة السادسة – مسجد قباء

بدأت قصة هذا المسجد بوصول رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية قباء في هجرته المباركة للمدينة المنورة في شهر ربيع الأول حيث لبث في بني عمرو بن عوف بضعة أيام وأسس مسجد قباء حيث كان صلى الله عليه وسلم ينقل بنفسه الحجر والصخر والتراب مع صحابته رضوان الله عليهم .. وهو أول مسجد أسس على التقوى و ذلك لقوله تعالى في سورة التوبة: ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) .

و فضل هذا المسجد المبارك كبير حيث روى الطبراني بسنده إلى سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة “

بعد أن أنعم علينا بأداء صلاة المغرب في هذا المسجد المبارك .. خرجت و التقطت لكم صورتين تحبها قلوبكم

و كعادة إلهامي الفوتوغرافي يأبى إلا أن يتفلسف بصور إضافية

نافورة أمام مسجد قباء أعجبتني فقررت أن أزيدها جمالاً بفلاشي الأخاذ << اشوا انك كنت تصور أي شي لأنك كنت تنتظر امك تطلع من المسجد

المحطة السابعة – مسجد الجمعة

عندما هاجر الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة التي وصل إليها يوم الاثنين 12 من ربيع الأول من العام الهجري الأول أقام عليه الصلاة والسلام في قباء أربعة أيام حتى صباح يوم الجمعة الموافق 16 من شهر ربيع أول من العام نفسه , ثم خرج صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المدينة المنورة ( وعلى مقربة من محل إقامته بقباء ) أدركته صلاة الجمعة فصلاها في بطن ( وادي الرانوناء ) .. وقد حدد المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة وسمي بعد ذلك ( بمسجد الجمعة ) .. وتم بناؤه من الحجر الذي تهدم عدة مرات، فأعيد بناؤه وتجديده

مقطع مرئي قصير لمرورنا على مسجد الجمعة

المقطع الخامس

و في الطريق مررنا على مسجد يعتقد البعض بأنه مسجد بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه و سلم وهو في الحقيقة سمي بأسمه فقط .. كما مررنا على مقبرة البقيع و شاهدنا أسوارها الخارجية و قد صورتها فيديو و لكن ليل و على المسار الثاني من الشارع و السيارة تمشي .. يعني بتجلدوني

عموماً بما أنكم مصرين تشوفونها .. تفضلوا المقطع القصير جداً و اعذروني من الحين موب تقولون ما قلته ههههههه

المقطع السادس

و بهذا انتهت جولتنا السياحية مع ( أبو أحمد ) و عاد بنا إلى سيارتي المستأجرة و كأني به يتنفس الصعداء بعد نزولي .. و بعد أن شكرته و أعتذرت منه على فضاضتي , أخرجت جوالي و حفظت رقمه بأسم ( قارمن المدينة أبو احمد ) ثم ودعته بحرقة ليس لأني سأفتقده و إنما عندي بعض الأسئلة لم يتسع الوقت للإجابه عليها .. موب مشكلة .. الزيارة القادمة بإذن الله << هذا إذا رد عليك أو طلع الرقم رقمه اصلن

و الأن تنتقل بكم الكاميرا من جديد إلى قيادتي الحكيمة .. و قبل أن انتقل اسمحوا لي أن استرجع ذكرى حدثت مع ( أبو أحمد ) .. فبينما كنا عائدون إلى سيارتي سألته بصوت خفيف جداً عن مكان ( مطعم البيك ) لكي أظهر لأمي بأني أعرف مكانه بدون سؤال أو مساعدة أحد .. و لكن ( أبو أحمد ) الفضيحة أجابني بصوت عالي .. و الأدهى انه كان يوصف بيديه يعني الفضيحة كانت صوتية و مرئية بعد هههههه

نعود إلى قيادتي الحكيمة حيث خرجت بسيارتي مع أمي من الموقف حتى وصلنا إلى مطعم البيك و لسان حال أمي يقول: الله يخلي أبو أحمد

و كالعادة أصابنا الذهول من زحمة البشر اللي كلهم جايين من الرياض .. فقالت أمي بكل برود و ثقة فيني: خلنا نروح مطعم ثاني بس !! .. فأجبتها بسرعة: حرام عليتس أحد يفوت البيك !! << طبعاً اكيد عارفين ليه تمسكت فيه هههههه

دخلنا السوق للوصول إلى قسم العوائل بالأعلى و دفعني الفضول من جديد لتصوير الأشياء النادرة في بلادي

يبدو أن الطفل صاحب اليد السريعة ما صدق مثلي ههههههه .. مسكين ما يدري أنها عطلانه ههههه << إحساس طبعاً

و بعد أن شبعنا و حمدنا الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى , تبادلنا نظرات التأييد لشرب مشروبنا القومي ( الشاهي ) فتوجهنا إلى أقرب بوفية و عبيت شاهي في زمزمية فاضية كنا جايبينها معنا ثم انطلقنا إلى حديقة أحد .. و هناك ابهرنا منظر الشلال وهو ينهمر من أعلى الجبل فأبيت إلا أني أوقف الشارع كله عشان اصوره !!

المقطع السابع

مواقف السيارات في الحديقة

صعدنا الجبل و لم نواصل الصعود كثيراً كي لا ننزل منه متدحرجين

صورة لممر صعودنا من مواقف السيارات

توقفنا عند مكان قريب مجوف داخل الجبل بداخله صخرة أفقية طويلة على هيئة مقعد .. ما إن تجلس داخل هذا المكان حتى تشعر بأنك جالس في تلفريك

المنظر المطل من مكاننا الجميل

أبحرت بنا السواليف وسط الأجواء الهادئة و الطقس المنعش الذي اختلط انتعاشه برائحة الشاي الزكية

على طاري الشاهي أن الأوان اصور لكم الزمزمية

كانت حديقة أحد أخر محطات زيارتنا .. فقد عدنا إلى الفندق و نمنا حتى الفجر .. و بعد صلاة الفجر حزمنا حقيبتنا و تركنا الفندق متجهين إلى المطار و ذلك لأن موعد رحلتنا كان في تمام الساعة 7 صباحاً تقريبا

أرجعت السيارة إلى مكتب التأجير ثم انتظرنا عند البوابة إلى أن ركبنا الطائرة و أقلعنا عائدون إلى الرياض الحبيبة .. انا بس قاهرني شي واحد .. ليه كل ما وصلت مطار الرياض ارجع لبيتنا بتاكسي .. امنيتي انزل من الطيارة القى اهلي و اقاربي واقفين ورا الحاجز يلوحون لي بيديهم ثمن نركض الليين نتعدا الحاجز و نحضن بعض .. اوكيه خلونا نقول الحضن فشيله .. عالأقل ابي اشوف دموع الفرح هاللي نسمع عنها ولا نشوفها .. وش هالشعب اللي ما تدمع عينه الا على حزن أو تقطيع بصل !!

و اخيراً .. استقرينا في منزلنا المتواضع و عادت حالة التشنج الفكري إلى أمي و ذلك بعد أن أمليت عليها كلمة ( لألئ ) .. هذا وانا مقرب لها الإجابة و قايل ان الكلمة جمع ( لؤلؤة ) .. صراحه بديت اخاف من المبالغة في رقة قلبي لا يستغلها شرار القوم و يستغفلوني !! << الله يعظم أجر أمك بس

شكراً جزيلاً لكم على القراءة .. كما اعتذر بشدة على الإطالة لكن جلستكم ما تنمل << كيف إمتصاص الغضب ؟

  عبدالعزيز الهديب

شبكة حصن المسلم
www.hmuslim.com


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى