رسائل المجموعة

عندما تحركت جبنة فهد !!

في إحدى الدورات التدريبية الرائعة التي تشرفت بأن أكون أحد الحضور ، والتي كانت تتحدث عن التغيير في الحياة للأفضل ، ساق لنا المحاضر عدة وصايا لكتب عظيمة ، أحد هذه الكتب هو كتاب : (من الذي حرّك قطعة الجبن الخاصة بي ؟ ) للمؤلف سبنسر جونسون ، والذي يتكلم عن قصة أربع شخصيات صغيرة ، يبحثون عن قطع الجبن في متاهة ، فأران اثنان منهما كسولان جداً وهما “هيم وهاو” ، حيث وجدا مزيد من الجبن في محطة ما من المتاهة ، فأكلا منها ولم يفكرا بأن هذا الجبن سينفد ، وعاشا دون تفكير ، وبالفعل نفد وتحرّك الجبن ، ولكن المشكلة الأعظم أنهما رفضوا أن يتحركوا للبحث عن مزيد من الجبن في المتاهة ، وأخذوا يلقون اللوم على غيرهم ، بعكس زميليهما “سنيف وسكوري” ، فهما قد تحركا مع الجبن كلما تحرّك ، وعاشا حياة أسعد من غيرهم ، إلى نهاية القصة الممتعة والشيقة والتي تحمل معانٍ كثيرة حول التغيير .

فقطعة الجبن –كما ذكر المؤلف- تمثل استعارة مجازية عما تريد تحقيقه في العمل الذي تعمل به ، والذي بالتأكيد لن يستمر على نمط واحد ، بل سيتحرك ويتغير ، والناجح من يتغير معه ولا يتوقف ، والفاشل من يقف حائراً متردداً ، ويلقي اللوم على الآخرين ، ويتبرأ من ذنوبه ، لينسب الخطأ إلى غيره من مدير أو زميل عمل أو غيرهم .

سأترك الكتاب جانباً وأذهب إلى قطعة الجبن الخاصة بـفهد .

فهد موظف يعمل في مجال الصحة ، ويعيش في دوامة العمل اليومي الروتيني ، وهو في أتم راحة ، ومكان عمله صغير والزوار يمثلون نسبة لا بأس بها .

لكنه رشح للعمل منتدباً إلى أحد الأسواق المزدحمة بالمتسوقين ، بل إن هذا السوق هو السوق الرئيس في المنطقة ، وكان انتدابه ليعمل في مجال التوعية الصحية حول الأمراض المزمنة كالسكر والضغط .

يقول فهد : ” اتصل بي مديري وأخبرني بترشيحي لهذه المهمة الجديدة ، ترددت كثيراً ، فالمكان جديد ، والناس سيلتفون بكثرة ، وكل الظروف المحيطة جديدة ومتغيرة ، ولم أكن معتاداً عليها ، وقد تحركت قطعة الجبنة الخاصة بي

لكن فهد عزم على التغيير ، وتحرّك مع قطعة الجبن الخاصة به ، وقال : ” سأجرب وسأنجح –بحول الله وقوته- ” .
فذهب بكل نشاط وهمّة ، ليفاجأ بأن العمل هناك رائعاً وممتعاً ، والناس يتلهفون لمعرفة أحوالهم الصحية ، ومما زاده سعادةً أنه اكتشف الكثير من حالات السكر والضغط في أناس لا يعرفون أنهم مصابون بهذين المرضين .

أتدرون لمَ تغيّر فهد وغيّر ونجح واستمتع ؟
بالطبع هو توفيق الله له ، ولكن من أهم أسباب نجاحه ، أنه لم يكن أسير البيئة القديمة فقط ، لأن أصحاب هذا التفكير العقيم يصعب عليهم التغيير ، ولأنه اقتنع بتحرك قطعة الجبن الخاصة به ، لذا لم يتوانَ أبداً في التحرك صوب قطعة الجبن الخاصة به ، ولم يجلس أسيراً للماضي الجميل ، ولم يلقي اللوم على الآخرين ، بعكس غيره من العاملين ، الذين يرفضون حتى أن يتغير لون جدار مكتبهم فضلاً عن مكان عملهم ، لأنهم قد اعتادوا على هذا الروتين اليومي !!

لذلك فإن ركائز النجاح في العمل والحياة دوماً دعاء الله أن يوفقك في عملك ، ثم التأقلم مع متغيرات العمل ، ومتغيرات الحياة بشكل أوسع ، وأن هذا الحل هو الحل الأصح ، بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين ، والجلوس في دوامة الماضي الجميل .

لذا –أخي وأختي- تحرّك دوماً كلما تحركت قطعة الجبن الخاصة بك !!
وما يدريك لعل الجديد هو الأمتع المفيد ؟؟
والخيرة فيما اختاره الله لك !!

محبكم : يوسف الدهمشي
مدونتي


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كلالالالام ميييه الميييه والله عجبني جدا جدا بس اش تسوي بالناس اللي كل ماتجي تغير من نفسك للأفضل يحطمونك بكلامهم ويرجعوك لورآ < حالة صعببه صرراحه ! تسسلم يدك ع كل كللمة مرا عججبني الكلام ^^

  2. me just me أشكرك على لطافة عباراتك وكلامك العاطر . تذكر أن للنجاح والتغيير ضريبة -في بعض الأحيان- ، وتخيل معي لو أنك تغيرت ثم نجحت -رغم التثبيط- ، كيف سيكون شعورك ؟؟ ثم انظر لهؤلاء المثبطين ستجدهم هم أول من يهنئك ويلتمس رضاك ، وتنقلب سخريتهم إلى ثناء وإعجاب بك . وقد درس العلماء سير المبدعون فوجدوا أنهم محط سخرية في بداية أفكارهم ، لكنهم الآن محط احترام وتقدير ، وسميت الشوارع والجامعات باسمهم . ألم تسمع بأن انشتاين ، والذي يعرفه الصغير قبل الكبير الآن ، ويعتبر من العقول السيامية ، وممن غيّر العالم بنظرياته النسبية ، طرد من مدرسته ، بل وكان مدير المدرسة الذي يدرس بها يقول له : أنت فاشل ، ولن تنجح في أي شي أبداً ؟؟!! وصدقني -أيها الفاضل- لو سلم بشر من الكلام والتثبيط والسخرية لسلم منها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وإخوانه الأنبياء من قبله . دمت بود ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى