رسائل المجموعة

صادق إبنك بهدم تفكيره !!

خرجت مره مع أحد الشباب وكالعاده يدور الحديث هنا وهناك ..
فشدني عندما بدا بالتكلم عن أساسيات تربية إبنه بالمستقبل أو بمعنى أخر مقترحات لتعليم إبنه الحياة ..
فقال : عندما أكون أب سوف أكون لأبني الصديق الوافي سوف أجعله يفعل مايتمناه لن أحرمه من كذا وكذا .. وإلخ ..ويطول حديثه لكن من ما قال إن لو إبنه ينوي الخراب الى هو كان ناويه .. ماراح يمنعه بحكم إنه متفهم رغبت إبنه !! .. طبعا سألته انا وقلت : والدافع الى يخليك تسوي كذا ماهو ؟ ..
قال : لو امنعه من رغباته وأخليه ينصاع على ما أنا أبي .. راح يبتعد عني وراح يخرب مع غيري وراح يزاول الخراب وانا ماراح أكون موجود وقتها .. لكن لو انا فيه وبدا يتلاعب أكون رقيب عليه وأكون بمثابة صديقه .. فأجبته وقلت : يعني أنت بمفهومك الخراب راح يصير .. سواء عندك أو عند غيرك ؟
فاستغربت منه الإستسلام وهو يقول : إيه ..
انقطع الحوار ..

صادق إبنك ..

ليست أول مره اسمعها من الشباب عندما يقولون لي ذالك .. لكن الأغرب إنهم راح يكونون معينين على التربيه السلبيه بحكم إن الحياة مايحتاج لها إلا كذا ..
طبعا مع التربيه هذي يمشون على قاعدة ( إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ) لكن مافكروا هم إن الذئب عندما يكبر لن يبحث عن الحليب كالسابق بل يود بغرز أنيابه باللحم لأن هذه فطرته ويمكن يغرز أنيابه فيك فتذكر ذالك ..
طيب أنا ليش ما أجعل تربيته صالحه بعيدا عن تلك النظرات العنفوانيه .. وهذا لا يبعدني إني ما ألقنه إن الحياة فيها غدر وكذب وغش .. لكن أحاول أزرع فيه خصله صالحه ..
بحيث هو نفسه لو أقدم على أمر فيه ضلم وشقاق تذكر وخاف إن في يوم راح يحاسب.. ولكن لو نبعد عنه تلك الهيبه صدقني أول من يخدع ويضلم أنت يالأب .. والأحداث تشهد على ذالك ..
بعدين أنت راح تحمل ذنب أفعال إبنك ..
لقول الرسول اللهم صلي وسلم عليه ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته )
وأنت لم ترعاه الرعايه السليمه ..

للأسف مفهوم ( صادق إبنك ) مفهوم خاطئ عند الأغلبيه حتى الكبير ومن لديه أبناء وجدت إنهم بعيدين كل البعد عن الهدف الأساسي لمعنى هذه الجمله ..
صادق إبنك .. لا تفسرها بالتفسير العامي بأنك تكون ملازم له .. لا .. فالإبن يحتاج إلى مساحه لينفرد ويجرب الحياة بنفسه .. وأيضا يحتاج إلى من هم بعمره لكي تكون الأفكار متقاربه ..
ولا تفسرها بالمعنى المتدحرج بأنك تكون شخص ( متساهل ) مع أبنائك تجعلهم يمرحون ويسرحون على مايرغبون ..
بل كن صديقه عندما يحين وقتك ( الصديق وقت الضيق ) عندما يحتاجك .. عندما يغوص بشر أخطائه هنا كن موجود له .. ولا تكن مثل الذي يرفع يديه كأن ليس له دخل بالمشكله أساسا فهذا مايبعدك عن إبنك حقيقتا ..
كن صديقه برسم الطريق الصحيح له .. اجعل وجهته على ماهو مفيد ..
كن صديقه بتلقينه إن الحياة يوجد فيها الصالح والطالح .. بحيث يلازم ذالك ويتجنب ذاك ..

مقوله جميله قرأتها من الدكتور سلمان العوده أطال الله في عمره ..
يقول : ينبغي على الأباء والمربين أن يربوا أبنائهم ومن تحت أيديهم على الخوف من الله , والرقابه الذاتيه , وليس على الخوف من أنفسهم , لأن ذالك يجعلهم يعملون الأشياء الحسنه فقط أمامهم , فإذا كانوا بعيدين عن الأنظار فعلوا مايريدون , أما التربيه على الخوف من الله فهي تجعلهم يشعرون بمراقبة الله لهم في كل وقت ..

أختتم رسالتي بقول ..
من زينة الحياة وجود الأبناء من حولك ..
فزينهم أنت أكثر بجعلهم يقولون الحق ويعملون بالخير ويفكرون بما هو صالح لهم ..
إخوكم ( منصور ) ..
لزيارة مدونتي

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. الله يعطيك العافيه ، فعلا يجب ان نزرع في ابنائنا الخوف من الله منذ الصغر و فيه مثل يقول (من شب على شيء شاب عليه).

  2. بصراااحة شدني اسلوبك جدا مقنع وقرأت اغلب رسايلك الى الامام دوما وفقك الله ورعاك

  3. صدقت يا أخي الغالي .. ولكن فعلا التربيه في هذا الزمان صعبه والله المستعان .. لان الكل يشاركك في تربية ابنك / بنتك المدرسة والصحبه فيها والتلفزيون و و و و و و ؟؟؟

  4. كلام جميل ومهم … يعطيك ألف عافية رسالة الى الادارة….. أريد ان اكون عضو في موقعكم لأنه رائع لكنه يرفض ايميلي فكيف اشترك !!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى