رسائل المجموعة

سأشتري بقرة ..

سأشتري بقرة..
كتبه: محمد المخلفي

تكرعت كوباً من اللبن البارد ولكن هذه المرة ليست بعد طبق من الكبسة الفاخر فلم تعد تحلو لي بعد أن زادت قائمة المحظورات على سفرتي لدرجة أنني أتعب في إيجاد ما آكل، فهل يا ترى سأشرب كوباً آخر قبل أن أحرم طبياً منه، لن أفكر lمطلقاً في ذلك سأبدأ بالعزف المنفرد على أوتار الأحلام، وصوت الناي أجمل وأرق من صوت فيروز مع تغريد العصافير في الصباح الباكر، فربما ربط الريال بالدولار هو السبب الحقيقي في عدم ثقة الأطفال بالريال، أتذكر عندما كنت أصغر وأوسم وأحلى وأشيك (مصدق على باله) كان الريال يشتري لي كل شيء من علبة العصير إلى السيكل، والآن لم أعد أسمع أبغى ريال فقد تطور الوضع من بخمسة ريال إلى العشرة، ولم يمر إطلاقاً على العشرين وإنما تجاوزها مباشرة إلى الخمسين، أعتقد أننا وصلنا لعصر الخمسمائة..
فكرت مراراً وتكراراً ليس من منطلق صحي هذه المرة.. هل أستطيع أن أشرب كوباً آخر من اللبن أم أنها المرة الأخيرة فالجشع البشري أصبح ميزة هذا العصر بعد العولمة والانفتاح والإنترنت، وبعد طول تفكير كان قراري أن أشتري بقرة، فيبدوا أنها أفضل خيار اقتصادي بعد أن أصبحت الحياة لا تطاق فسابقاً كانت السلع متوسطة الجودة سعرها في متناول الجميع، أما الآن فالسيئ لا يطاق سعره، ولكني وقعت في معضلة المكان فأين سأضعها؟..
– أمام باب العمارة!..
* خلك عاقل يا أبو الشباب جارك سُرقت سيارته المغرب ولا أحد عبره.. وهذي بقرة تمشى ورى البرسيم..
– سأربطها بباب الشقة!..
* نسيت يوم دق عليك واحد الساعة ست الفجر وروع أهلك مسوي نفسه هندي..
– إذاً ماذا أفعل؟
* المجلس خصصه للبقرة.. والله يعينك على الريحة..
– فعلاً المجلس هو المكان المناسب بجانب جهاز الحاسب..
* بس يا أبو الشباب.. من بيحلب البقرة؟!..
مشكلة أخرى أعقد من مشكلة الشرق الأوسط، فالمدام أم عصرية وليست أم تقليدية، يبدوا أن البقرة ليست الخيار المناسب، هنا لا بد أن أترك فراشي وسأبحث عن نتائج المقاطعة ربما أسمع ما يسرني.
اتجهت إلى الركن المجاور وسألت صاحبي السوداني المحاسب عن أخبارها حتى صدمني بأنه لا يوجد هناك أي تأثير لها فنسبة المبيعات لم تتأثر.
أوجست في نفسي خيفة فالإنترنت تروج لنجاحها على كافة الأصعدة، سأرى السوبر ماركت الكبير فصاحبي اليمني سيكون أصدق معي، إلى أن أحبطني بإجابة دبلوماسية بأن تأثير المقاطعة كان في أول يومين فقط ثم تأقلم الناس مع السعر الجديد، يا إلهي بدأ راسي بالدوار هل المقاطعة سلاح العاجز!..
– الثالثة ثابتة كما يقال سأذهب إلى صاحبي الهندي ربما أجد عنده الإجابة الشافية..
* لحظة سوداني.. يمني.. هندي.. طيب أين السعودي..
– عاطل عن العمل في بلد العمل!
* والسعودة..
– أحلام اليقظة بعد كوب لبن وهو مشتق من لبنان..
* على ذكر لبنان ما سمعت نجوى كرم في انطلاق ستار أكاديمي وهي تقول ‘من سانتر هالأرض بلبنان نتطلع للسماء’
– شكلها نصراوية تدق على سامي الجابر..
كانت إجابة صاحبي الهندي مشابهة لغيره وأنا في حيرة من أمري ما العمل؟!، إذاً سأشتري بقرة!، وسأحلبها بنفسي وسأصنع لبناً وقشطاً وجبناً، وسيكون لدي فائض سأوزعه على الجيران..
* بلا جيران بلا هم، ليش ما تبيعه..
– اتفقنا سأبيعه بريال لأعيد الثقة بالاقتصاد..
* ليت كل التجار مثلك..
– وعندما أشتهر سأبيعه بأربعة ريالات..
* حتى أنت يا بروتس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى