رسائل المجموعة

رسالة من عمرو خالد بخصوص الحرب

رسالة من عمرو خالد بخصوص الحرب على العراق
كلمة إلى شباب الإمة :
(إن الله لا يغيرما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم)
حول قضية العراق:
بغداد ، تلك المدينة على ضفاف نهر الدجلة، التي تسعى ححافل العدوان اليوم لمحاصرتها و إسقاطها . تلك المدينة كانت عاصمة دولة الإسلام بل و عاصمة العالم لمئات السنين ومن هذه المدينة قاد المسلمون العالم .
بغداد، عاصمة الثقافة و العلوم ، بغداد مدينة عاش المسيحيون و اليهود في كنفها آمنين مستقرين مكفولة لهم حرية العبادات مئات السنين .
بغداد ، تلك المدينة العريقة المسلمة الصامدة ، حاصرها تتار الأمس، و إنتهكوا حرمتها ، و اسالوا دماء نسائها و أطفالها ، يحاصرها تتار اليوم هؤلاء الحمقى أو قل الكذبة ، الذين يدعون أنهم ما جاؤوا إلا لينقذوا شعبا من حصار طال لما يزيد عنعشر سنوات، يفعلون ذلك بسفك الدماء، وهدم البيوت ، و قتل الرجال و النساء و الولدان . الذين يقولون ربنا إجعل لنا من لدنك وليا و إجعل من لدنك نصيرا. فهل تعلم أيها الشاب أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة المشرفة و إنا نخاف أن يحاسبنا الله اليوم حسابا شديدا أعظم من الحساب على ذنوبنا و معاصبنا ( و تحسبونه عند الله هينا و هو عند الله عظيم ) هل تعلم أننا سنسأل بين يدي الله ماذاقدمتم لإسلامكم ؟ ماذا قدمتم لإمتكم؟
لكننا قبل أن نحدد ماذا نقدم لإخواننا في العراق ، لابد أن تعرفوا يا شباب أن ما نعانيه اليوم ليس فقط محنة الحرب الحالية على العراق، ولكنها محنة المائة عام الماضية. قرن من الزمان تعاني فيه
الإمة من أمراض شتى ، لعل من أهمها :
البعد عن الله و ترك منهاج السماء
التخلف العلمي و التكنولوجي
الإنهيار الأخلاقي و القيمي
التبعية الغير مبصرة في كل نواحي الحياة
الفرقة و تغليب النزعة الفردية على مصالح الوطن و الإمة
الفهم الخاطئ للإسلام
و كان من نتائج ذلكأن أصبحت الإمة مغيبة لا تعي أهدافها و مصالحها ولا هويتها ، مما شجع أعدائها أن يستهزئوا بها ، و يصوروا لها باطلهم حقا ، و أطماعهم عدلا، و أصبحت الشعوب الإسلامية تعاني من الإحباط و اليأس إضافة إلى التخبط و الحيرة و العجز.
فظهرت أعراض المرض الإجتماعي في جسد الإمة كما تظهر أعراض المرض الجسدي على المريض و لعل هذه الأمراض الإجتماعية أشد خطورة من الأمراض العضوية لأنها تصيب عقول الناس فتعطلها و عواطفها فتبلدها.
فتعالت صيحات المخلصين من أبناء الإمة و شبابها تسأل في حيرة: هل من مخرج ؟ هل للظلمة من نهاية ؟ هل للتيه من هداية ؟ هل لهذا الواقع من تغيير ؟ نريد تغيير واقعنا الأليم لكنه لن يحدث تغيير لواقع الأمة إلا بتنفيذ قانون السلوك الإجتماعي الإلهي، و هذا القانون هو:
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .

إن هذا القانون ليس شعارا أجوفا، إنما هو الطريق الوحيد للخروج من محنة الإمة ولن يحدث تغيير في واقعنا إلا إذاسبق ذلك التغيير في أنفسنا . إن الظلم الخارجي و العدوان الواقع على المسلمين إلا بتغيير المسلمين ما بأنفسهم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
و لعلك تسأل فما هو التغيير المطلوب أن يحدث في النفوس؟
ينبغي أن يحدث عشرة أشياء.
ينبغي أن تحل التوبة مكان المعصية
ينبغي أن تحل الطاعة مكان الغفلة
ينبغي أن تحل الجدية و الرجولة و الهمة العالية مكان الميوعة و الكسل و الفتور
ينبغي أن يحل الإهتمام بالتفوق العلمي و الإبداع مكان جمود الفكر و العقل
ينبغي ان تحل الإيجابية مكان السلبية
ينبغي أن تحل الإنتماء للإمة مكان التبعية الغربية
ينبغي أن يحل العمل النافع المجدي مكان الفراغ و إضاعة الوقت في توافه الإمور
ينبغي أن يحل الفهم الشامل للإسلام محل الفهم المنقوص أوالمغلوط
ينبغي أن يحل إيثار المجتمع و الإمة على الفردية و الأنانية
ينبغي أن يحل الأمل مكان اليأس

هذه ليست كلمات منمقة تحرك المشاعر بل هي مفردات قانون ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
في كل يوم أنتم تسألون: ماذا نفعل ؟ هذه هي الإجابة : غيروا هذه الإمور العشر و إنتظروا نصر الله. عندها سيغير الله لكم مجرى التاريخ، فلقد قام الإسلام في جيله الأول على يد شباب مثل أعماركم . و أرى هذه الإمور العشرة هي الواجب الأساسي لكم يا شباب الإمة، و انتم أكثر أفراد المجتمع قدرة على تغييرها في أنفسكم ثم في مجتمعاتكم. فأنتم تملكون الحماسة و القوة و الهمة، و كم من همة أحيت أمة. و لو تغيرت هذه الإمور العشر في نفوسكم و غلبت بين أفراد المجتمع فأعلمو أن الواقع سيتغير لا محالة، لأنكم يومها ستكونون قد أمتلكتمقانون التغير: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
نصر الله قريب
يقول الله تعالى: ( وعد الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض…) و ( كتب الله لأغلبن أنا و رسلي…) و ( يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون) و (إنا لننصر رسلنا و الذين أمنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد ) و يقول النبي صلى الله عليه و سلم (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر . فيقول الحجر و الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال و إقتله) و يقول ” إن الله زوى لي الأرض فوجدت أن ملك إمتي سيبلغ ما زوى الله لي من الأرض”
ارأيتم كل هذه الوعود الربانية و المبشرات النبوية: أليست الأرض يورثها من يشاء من عباده ؟ ألم ينصر الله المؤمنين في كل وقت عندما كانوا مؤمنين حقا, ( إن وعد الله لا يتغير و لا يتبدل) ( إن الله لا يخلف الميعاد) إن ميدانكم الأول أنفسكم ، فأنتم إذا إنتصرتم عليها تكفل الله بنصركم و نصر الإمة على أيديكم. و لا يتسربن إليكم أبدا إحباط أو يأس بأن الطريق مستحيلة ( و يسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا).
و تذكروا دائما أن قضية إمتنا الكبرى ستظل دائما هي قضية فلسطين إلى أن نحررها .
ماذا نصنع من أجل إخواننا في العراق؟
التضرع إلى الله و الإلحاح في الدعاء أن يحفظ الله إخواننا في العراق وفلسطين
نشر و بث الوعي بقضايا الإمة من خلال كافة الوسائل المتاحة و خاصة شبكة الإنترنت، حيث يتحول كل شاب إلى جهاز إعلام متحرك … ( عبر الرسائل و الإيمايلات )
مقاطعة المنتجات الأمركية و البريطانية الكمالية بشكل قاطع
الإغاثة المادية بكل أشكالها عند الحاجة إليها من خلال القنوات الشرعية
مراسلة الصحف و الجرائد و كبار الصحفيين بشكل مستمر لإحياء القضية
مراسلة سفارات الدول المعتدية للإحتجاج المنطقي الذي يتناسب مع رقي الإسلام
مقاطعة أي عمل إعلامي يدعو الإمة إلى الإنحلال أو المجون أو الغفلة عن قضاياها
الإتصال بأي رقم عشوائي بإخواننا في العراق لمواساتهم و إن لم نكن نعرفهم و ذلك عبر الإتصال الرقم 00964 ثم و ضع رمز بغداد 1 ثم ضع احد الأرقام التالية 55أو 51 أو 71 ثم ضع اي خمسة أرقام
و أخيرا فهذه التوصيات لا تغني ابدا عن الحل الكامل لمشكلة الإمة العربية و الإسلامية و التي حلها بين أيديكم يا شباب ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
عمرو خالد
إرسلها لكل من تعرفه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى