رسائل المجموعة

رحلتي الى أوروبا – لوزان – ج6

لوزان

مدة الرحله : يوم واحد
الوصول : 23 – 8 – 2007
المغادره : 25 – 8 – 2007
a la chotte : الإقامه


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للاطلاع على الأجزاء السابقه

رحلتي إلى أوروبا – فيينا – ج1
رحلتي إلى أوروبا – فيينا – ج2
رحلتي إلى أوروبا – سالزبورغ – ج3
رحلتي إلى أوروبا – زيلامسي – ج4
رحلتي إلى أوروبا – انترلاكن – ج5


بسم الله نبدأ

..
المحطه هي لوزان في سويسرا .. والفندق في نفس المدينه لكن على جنب شوي .. يعني مو بالسنتر .. بينه وبين السنتر 7 دقائق بالسياره تقريبا

لما وصلنا لوزان , كان جهاز الملاحه يشير الى اننا وصلنا للموقع .. لكن لم نستطع إيجاد الفندق .. أخذنا الشارع طوله بعرضه .. وما في فائده .. والمشكله اننا لما نسأل أحد , يؤشّر لنا تأشيره مباشره .. وكأنه يقول شوفوه قدامكم يامال العما .. في الأخير حصلناه .. وعرفت السبب ليش ما شفناه من البدايه .. الفندق على الشارع , وهذا صحيح تماما .. لكنه مقلوب .. تسألوني كيف؟ .. اقول لكم مقلوب يعني وجهه لم الحاره وظهره للشارع .. ولم أجد تفسيرًا لهذه الحركه الغريبه .. يعني هل لعبوا عليهم البلديه؟ .. قالوا لهم بنحط الشارع من هنا .. ولما بنوا الفندق .. حطوه في الجهه الثانيه؟ .. يعني منكح .. النقطه الثانيه حتى لو لم يكن مقلوب , ما كان شفناه بعد .. لأن لوحته صغيره جدا .. وبابه أصغر من لوحته .. يعني اللي يشوفه يقول فندق متنكر بشكل بقاله

لوزان

نزلت كالعاده أشوف الحجز وما حجز .. وسألته الاسئله المعتاده عن المواقف والنت والفطور والغسيل وما إلى ذلك .. بعدين طلعت معه للغرفه وشفتها .. الغرفه جيده لكن فيها عيب , وعيب كبير بعد .. وهو أن فيه كنيسه مقابل الغرفه .. وبينهما شارع 5 متر تقريباً أو أقل .. يعني قريب مره .. لدرجة اني أستطيع من شباك غرفتنا أشوف مقاس العبايه حقت القسيس في الكنيسه .. وكل شوي بيأذّن عندهم وهات ياطقطقه .. عندها توسلت الموظف انه يشوف لنا غرفه ثانيه .. حتى لو بـ نص سرير .. لكنه اعتذر مني وقال ان كل الغرف محجوزه .. وما عندنا الا هالغرفه .. رضخت للأمر الواقع .. وقلت الله يعين على خويي الحين .. وتجنبت اني أخبّره .. قلت خله يكتشف بنفسه .. بعدين راح الموظف وانا نزلت أساعد الخوي في شيل الشنط

كان فيه كلب عند الباب .. وكانوا حاطين له زي الوساده .. الكلب هذا غريب .. ما تشوفه الا منسدح ويتقلب .. ماقد شفته صاحي .. واذا جاه نشاط .. غيّر مكانه وانسدح في مكان ثاني .. والحقيقه اني كنت شاره عليه .. وكنت متوقع منه أداء أفضل .. يعني شلون كلب يسوي كذا!؟ .. وين الحراسه والتركيز والتأهّب .. أشك انه رابي بين دجاج

لوزان

خويي لما دخل الغرفه أخذ السرير اللي قريب من الشباك .. علشان التهويه .. يعني على أساس انه سبقني على الموقع الزين .. أنا سمحت له بكل سرور .. ورحت أرتّب الشنط وأفرز الملابس .. وهو استلقا على السرير وصار ينزّل الصور في اللابتوب عشان يفضّي الكاميرات .. قلت له أنا باروح دورة المياه آخذ دش .. قال وانا يمكن أنام شوي .. اذا طلعت من دورة المياه وحصّلتني نايم , فوّقني .. قلت أوكي .. ودخلت وأخذت لي دش راهي .. ما استعجلت فيه .. ولما طلعت حصّلت الخوي يشاخر .. قلت خله ينام شوي .. ورحت ألبس وأرتب .. شغلت التلفزيون .. قلّبت في القنوات .. ووش شفت؟ .. قناة العربيه .. يامرحبا تراحيب المطر

فيما أنا مندمج مع العربيه ومع شخير خويي .. وبصوره مفاجئه وبدون سابق انذار .. طق جرس الكنيسه .. والله من قوته شكيت انه معلّق في غرفتنا .. خويي فزّ من سريره وبغا يتخبى في الدولاب من الروعه .. وكان لسان حاله يقول يارب لطفك .. والمشكله ان الجرس قعد يطق مرات متتاليه .. يمكن 14 او 15 مره .. خويي صار يسمي بالله .. وقال وجع! وش ذا؟! .. قلت هذي الظاهر انها كنيسه .. بالله لا تفوتك قناة العربيه << أبي أصرّف الموضوع بأي طريقه .. قال وقد تأبط شرًا .. وش جاب الكنيسه!؟ .. قلت شايفني عمدة المدينه!؟ .. وش عرفني وش جاب الكنيسه .. المهم لا تفوتك العربيه << محاوله أخيره .. قال ياخي أنت وش سالفتك مع الكنائس؟ .. تراك ذبحتنا .. الفندق اللي راح فيه كنيسه ومشّيناها وتحمّلنا .. والحين حاجز لنا غرفه تطل على كنيسه .. ياخي النصارى ما سووا سواتك .. والله لو يدري البابا كان بيعطيك نوط الولاء او أي جائزه .. ياخي خاف الله فيني .. جبت لي الهم .. أنا آخر عمري أصحا على جرس كنيسه .. يالطيف الطف بنا .. وأنا كنت ساكت وأستقبل التأنيب الشديد بروح رياضيه .. وما كان عندي شي أقوله .. وبعد الكثير من الكلام اللي ماله آخر .. وبعد ما حسيت ان الخوي برد وطلع كل اللي في قلبه .. قلت له لا تفوتك العربيه .. وهالمره قلتها جاد .. قال والله اني أسمعها وانا نايم وكنت أحسب اني أحلم .. وبعدها قام ودخل دورة المياه

والله انها بلشه هالكنيسه .. شلون ننام في الليل؟ .. والله اني شلت همها لان صوتها مزعج جدا .. ولو أدري انه عادي .. كان دقيت على القسيس واستأذنته انه ما يدقها في الليل على الأقل .. أو يحط جرس مدرسه او يشوف له أي حل .. عموما .. استعدينا للخروج وشلنا دفاترنا وأوراقنا .. حددنا وسط مدينه لوزان على جهاز الملاحه في السياره .. وتوكلنا على الله .. وهذه بعض صور هذه الجوله

هذا مطار للطائرات الخاصه الصغيره .. اللي تجيك مرتبتين او ثلاثه

لوزان

وهذا المطعم التابع للمطار .. زي ما تقول نادي لملاك هذه الطائرات الخاصه ومن يحتك فيهم

النمسا

وهذا مقر اللجنه الأولومبيه

لوزان

وهذه محطة القطارات

النمسا

الهدف كان إيجاد مطعم عربي ممتاز نأكل فيه .. لأن الحاله وصلت لمرحله خطيره وما عاد فيني صبر على اني آكل أي شيء ..أبي آكل لحم وطبيخ بأي طريقه .. لذلك صرنا نبحث عن العرب لكي نسألهم عن المطاعم الهنديه أو المغربيه أو ما غير ذلك .. وكانت هذه هي مهمة الخوي .. حيث بالاضافه الى ميزات الخوي الكثيره .. فإن عنده ميزه فريده من نوعها .. تتلخص في ان الخوي يقدر يطلّع لك العربي من بين مليون شخص .. أنت ممكن تحسب ان الشئ هذا بسيط .. لان اشكال العرب مميزه خصوصا في البلدان الأوروبيه .. لكن اسمحلي اقول لك غلطان .. لأن فيه هنود وأتراك وأكراد وإيرانيين .. وكلهم أصحاب ملامح عربيه .. وكذلك فيه عرب مهاجرين وما يعرفون شئ عن العرب الا اسمهم .. لكن الخوي دقيق جدا .. يقدر يعرف ان الشخص هذا اللي قدامه عربي ويتكلم العربيه بعد .. ويقولون ان الخوي يقدر يعرف جنسية الشخص العربي هذا .. مغربي أو مصري أو خليجي .. وكلو بالنظر .. صحيح انه احيانا يخطئ .. لكن إذا حصل شئ من هذا القبيل على طول ينتقل لـ خطة الطوارئ .. حيث يسوي نفسه مهبول مظيع اهله

كل اللي سألناهم اعطونا اسم الشارع اللي فيه المطعم .. وكان مطعم مغربي .. وقالوا هذا أفضل مطعم مغربي في لوزن .. وصلنا للشارع اللي يقولون ولم نجد المطعم في البدايه .. لكن وجدنا مغسلة ملابس .. وكان عندنا ملابس كثيره تحتاج غسيل بخار .. وكنا شايلينها معنا في السياره في حالة صادفنا مغسله ملابس .. لذلك وقفنا سيارتنا عندها ونزلت أعطيهم الملابس اللي تحتاج غسيل .. وخويي قال انه بيروح على رجله يدوّر المطعم .. الشغّيله اللي في المطعم كانوا برتغاليين .. ولا يعرفون انجليزي .. ولا عرفت شلون تفاهمت معهم .. مع ان الملابس كانت كثيره واتفاقي معهم شمل الكثير من التفاصيل .. عموما جاني خويي يركض .. وقال انه وجد المطعم

لما وصلنا المطعم ما حصلنا مواقف الا بفلوس .. ولم يكن معنا عمله معدنيه (صرف) .. لذلك نزلنا لـ صاحب المطعم وسألناه عن المواقف .. ووضحنا له ان ما عندنا عمله معدنيه .. قال ما عليكم وقفوا في أي مكان لأن الشرطه ما تجي هالوقت .. وقفنا السياره بجوار المطعم مباشرةً .. والحقيقه ان صاحب المطعم رحّب فينا بحراره وكان في قمّة الضيافه والكرم .. وهو تونسي ومعاه شغّيله مغربيين وتوانسه .. وجوّ المطعم العام خيالي وحلو مره .. وكان واضح اهتمام ملّاكه فيه .. كذلك كان هناك عدّة عزف وطرب .. عود وأورغ وطبله .. وفيه جلسه مفصوله عن المطعم فيها تلفزيون .. مخليها مقهى .. سولفنا معاه شوي بعدين اعطانا قائمة الطعام

اسم المطعم وجبة جربا .. وجربا هي منطقه في تونس .. يعني كأني اقول وجبة الرياض .. المهم خويي حب يسوي نفسه فاهم كما هي العاده .. وفيما كنا نطالع في القائمه .. قال هاه وش رايك؟ .. قلت والله مادري .. انت وش رايك؟ .. قال انا ابيه يعمل لي رز مع لحم مشوي .. وانت لو تبي نصيحتي .. اطلب وجبة جربا .. قلت شلون وجبة جربا!؟ هذا مو وجبه , هذا اسم المطعم .. قال ياحبيبي وجبة جربا هذي أكله مشهوره في تونس .. وهو مسمّي مطعمه عليها .. زي لما اسمّي مطعمي المظغوط .. قلت طيب مو موجوده في القائمه .. قال يافهد انت صاير دبشه من تالي .. يعني تتوقع اللي مسمي مطعمه المظغوط .. ما راح يبيع مضغوط اذا ما كتب مظغوط في القائمه حقته!؟ .. قلت يعني تنصح فيها .. قال انا ما جربتها .. لكن انت اذا تبي تجرب شي جديد .. ليش لأ .. وبعدين تأكد انه راح يطلع حلو .. لأن أكلهم كله زين .. واذا تبي تعرف المكونات اسأل الموظف

الخوي كان يتكلم بـ ثقه مفرطه .. لذلك كنت مقتنع بـ كلامه جدا .. ناديت الموظف .. اللي هو صاحب المطعم .. جاء ومعه النوته عشان يسجّل طلبنا .. خويي طلب الرز مع اللحم المشوي .. مع خضار مسلوقه .. وهذا الطلب مو موجود في المنيو .. لكن خويي بثر شوي .. ولما جاء دوري .. قلت للموظف أنا ابي أجرب وجبة جربا .. بس ما اعرف مكوناتها .. فـ ياليت تقول لي هي ايش بالضبط؟ .. الموظف طالع فيني وكان مستغرب من سؤالي .. قال فيما معناه .. يعني انت وش تبي الحين؟ .. أعدت عليه نفس السؤال السابق مع بعض التوضيحات .. قال وجبة جربا هذا اسم المطعم .. قلت عارف انه اسم المطعم .. بس ابيها .. عطني واحد وجبة جربا لو سمحت .. الموظف كانت لغته العربيه ضعيفه .. وما يصيد الكلمات المناسبه .. لذلك ما عرف يوصّل لي النقطه .. وأنا مسكت معي .. والمشكله اني اتفلسف .. قلت ياخي انا أحب أجرب المأكولات المختلفه .. وكل شئ جربته الا وجبة جربا هذي .. والموظف راح صوته وهو يحاول يوصّل لي المعلومه .. في الأخير صار يضحك .. ومن كثر الضحك ما قدر يتكلم .. يعني ضحك هستيري .. أنا حسيت بالاهانه نوعا ما .. وكان واضح على ملامحي الاستياء .. بس اني سكتت وما أظهرت ردة فعل .. الخوي في الأخير فهم السالفه ووضح لي النقطه .. قال لا هذي مو وجبه .. هذا زي ما تقول وجبة الرياض .. ولما فهمت قلت خلاص عطني كسكسي باللحم .. ونضّج الخضار كويس .. وما عاد قلت شئ للخوي على هالموقف .. لأنه واضح انه ما كان يبي يسوي فيني مقلب .. لأن الحركات هذي ما نسويها بيننا .. بل كان يتفلسف من جدّه .. ويكفيه انه طلع غلطان وما عنده سالفه

الحقيقه ان الأكل ممتاز جدا .. وعلى مستوى عالي من الحرفيه .. لذلك كنت آكل بـ شكل مو طبيعي .. وملأت بطني أخيراً وبعد طول انتظار .. بعدها انتقلنا للقعده الخارجيه مع الشاي التونسي .. وهو نفس المغربي بس يحطون معه صنوبر .. وهذه المعلومه من عندهم .. صاحب المطعم اعتذر مننا لأن المفروض يكون فيه سهره وطرب .. لكن المطرب عنده حفله على كلامه .. وقال ان المطعم هذا حلاته بالليل .. تجي تتعشا وتسهر .. شكرناه مجددا وغادرنا

قررنا نرجع للفندق .. وأنا كنت سعيد بهذا القرار .. لأني كنت أبي أشوف قناة العربيه التي أكرمتني بالبرامج التي عجزت أصادفها وانا في الرياض .. طبعا هذا وقت السواليف الخاثره والسماجه .. يعني السواليف التي تخلو من أي نوع من أنواع المنطق .. والضحك اللي بسبب واللي بدون سبب .. سواءا مني او من خويي .. وبينما نحن كذلك اذا بجرس الكنيسه يدق .. وقطع جميع حبال الأفكار الموجوده في الغرفه .. وفزينا جميعًا من الروعه .. وبدأت الدربكه والاضطراب .. وهرمون الادرينالين شوي ويطلع من اذني .. ولما انتهت المسأله وأدركنا انه جرس الكنيسه .. خويي اعطاني نظره .. وكان يريد خلال هذه النظره أن يوصّل لي رساله يذكرني فيها بأن هذا خطئي واني ما زلت في دائرة التأنيب .. حتى لو كان يضحك معي ويسولف .. أنا فهمت الرساله ورديت عليه بنظره اقول له خلالها عاد لا يكثر انت ووجهك واحمد ربك اني معك أمشّي امورك , والا كانك مهيّت في الشوارع


اليوم الثاني في لوزان كان يوم حافل وحلو .. في الصباح نزلنا للفطور الذي لم يكن في غرفة الطعام الرئيسيه .. بل كان في غرفه صغيره .. ولما دخلنا لـ غرفة الطعام خويي صار يضحك على البوفيه .. لأنه شغل تلفيق .. والله حرام يسمونه بوفيه .. ثلاث أنواع من العصيرات في طاوله .. وكم نوع من الأجبان وكم وعاء مربى .. ووعاء زجاجي كبير يحوي أصناف مختلفه من زبادي الفواكه .. وخبز .. يعني فطور بنغلاديشين في شقه .. والمشكله ان البنت اللي تخدّم لابسه مرْيلة المطبخ .. وتتحرك كثير يعني على أساس مشغوله مره بالطبخ والتحضير .. والله بغيت أسحبها وافك المريله حقتها واقول ترا المسأله ما تستاهل .. روحي شوفي لك شغله ثانيه وعطيني رقم البقاله عشان لو نقص شيء من البوفيه أكلمهم

جابوا لي القهوه ولـ خويي الشاهي .. والحقيقه ان النوع هذا من البوفيهات ميزته الوحيده انك ما تحتار في شئ .. يعني روح البوفيه وخذ لك جبنتين ومربى وعلبة زبادي وخبز .. ما عندك غيرها أصلا .. لما أفطرنا طلعنا للسياره وتوجهنا لـ لوزان مره أخرى

المدينه هذه بالمختصر هي عباره عن مدن داخل مدينه .. وأنا أعتبرها مثال واضح على تطور مدرسة العمران في أوروبا عموما .. وفي سويسرا على وجه الخصوص .. ليش؟ .. لأن كل مجموعة انشاءات – سواءًا طرق أو جسور أو مباني أو ما شابه ذلك – تتبع زمن مّا .. بداية من المنتصف , ثم تأخذ بالتجدد وصولا إلى أطراف المدينه .. يعني من الدواعيس والأزقه إلى الكباري والأنفاق الحديثه .. ومن القلاع والأبنيه الحجريه إلى الخراسانه .. وهكذا .. كلها تأتي بتدرج زمني لطيف لاتكاد تلاحظه الا إذا ألقيت نظره على كامل المدينه من مكان مرتفع .. والنتيجه مثل ما ذكرت .. مدن في مدينه .. وكل مدينه تمثّل زمن معيّن

المدينه , عموما , مبنيه على هضبه أو مرتفع .. المدينه القديمه في رأس المرتفع ثم تأخذ بالتوسع والتجدد نزولا إلى أسفل .. الأرض ليست مستقره .. عباره عن مرتفعات ومنخفضات بينهما تفاوت كبير نوعا ما .. لذلك بالإضافه إلى شبكة الطرق المعبده أو المرصوفه بالحجاره , فإنها كذلك مربوطه بشكل جميل بالسلالم والجسور للمشاه

لوزان

لوزان

لوزان

لوزان

لوزان

لوزان

بعد ما أخذنا لفّه عريضه على الأقدام شملت منطقة التسوّق وغيرها من المناطق .. توجهنا للشاطئ .. وتمشينا فيه والتقطنا بعض الصور .. وجدنا شخص مصري .. توجهنا له وسألناه عن المطاعم العربيه الموجوده في المدينه .. وعن أماكن تواجد العرب .. أجاب بأن أكثر الأجانب في هذه المدينه هم من الجنسيات الآسيويه .. يعني يابانيين وكوريين ومن على شاكلتهم .. وانهم يأتون هنا للدراسه .. والعرب تواجدهم قليل .. وقال انه ما يعرف شئ عن العرب في هذه المنطقه .. شكرناه وراح .. بعدين حصلنا مغربيين .. وسألناهم واعطونا عنوان مطعم مغربي غير اللي جيناه بالأمس .. ذهبنا على وصفهم ووجدناه

هذا المطعم هو واحد من مجموعة متاجر عربيّه بجانب بعضها .. مطعم وملحمه وسوبر ماركت وعطاره .. يعني كل ما يشتهيه العربي والمسلم موجود .. وكانوا أصحابه ملتزمين .. حيث أن لحاهم طويله وواضحه على جباههم علامات السجود حقت المصريين .. لكن يبيعون دخان وتبغ للمعسل .. يمكن ما يدرون انها حرام! .. بغيت اقول لهم لكن تراجعت في الأخير .. بالنسبه للمطعم أكله حلو مره .. ويسوي سندويتشات من تصميمه الخاص .. وفوق كذا يسوي كسكسي وطاجين .. وكانوا الناس وخصوصا ربات البيوت يأتون عنده وياخذون الكسكسي او الطاجين سفري .. يعني تيك آوت .. أكلنا فيه سندويتشات وطلعنا .. وهذي صور لـ مجموعة المحلات

لوزان

لوزان

بعدين توجهنا لمقهى تركي على نفس الشارع وجلسنا فيه .. وكان فيه ولد صغير يمكن ابو ثلاث سنين او اربع .. وعلى طاري الأطفال .. أنا ما أعرف أتعامل مع الأطفال .. أحب أشوفهم يلعبون ومبسوطين .. لكن ما أعرف العب معهم .. والحقيقه اني أتجنبهم قدر المستطاع .. لأني أعتبر الطفل كائن فاغر وما عنده سالفه .. ما تسويله شئ الا ويضحك .. وياخذ المسأله كلها لعب ومزح .. وهذا الشئ لا يتناسب مع المعايير أوالبروتوكولات اللي أستعملها للتواصل مع الكائن البشري .. وعلى العكس من ذلك .. خويي يحب الاطفال بشكل كبير .. وما يردّ نفسه منهم .. يلعب معهم ويخربط بهم .. سواءا يعرف الطفل او ما يعرفه .. ولا عنده مشكله في اي نوع من الاطفال .. كلهم يحبهم

هذا التناقض بيني وبينه في مسألة الأطفال , سبّب بعض الحساسيات .. والتي سببت بدورها بعض المناوشات الحدوديه بيني وبين الخوي .. واحيانا هذه المناوشات تتعدى الحدود .. هو لما يشوف الطفل .. يروح يلعب معه ويحط ايده على راسه ويطبطب عليه ومن هالحركات .. وانا كنت اقول له لا تسوي كذا .. ياخي خلهم في حالهم .. وكنا نتهاوش كثير في هذه النقطه .. وكانت حجتي الوحيده اني كنت اخاف يتبلانا احد منهم .. يعني تحرّش بالاطفال وما شابه .. وهذه جنايه توديك ورا الشمس .. والحقيقه ان الحجه هذي جبتها من راسي .. يعني ما أحد وصاني او نصحني بالشئ هذا .. لكن مما أشوفه في الافلام والتلفزيون وما واقراه في الجرائد من قضايا التحرش الجنسي ضد الأطفال وكيف انها ترفع عندهم لأتفه الأسباب .. طبعا الشئ هذا مو منطقي في مجتمعنا .. بالعكس .. المنطقي انك لما تشوف الطفل .. تداعبه وتلعب معه او بالقليل تتبسم في وجهه .. لكن هنا ما ندري وش نظامهم .. عشان كذا كنت اوصي الخوي بأنه يمنع نفسه .. ياخي تجاهلهم .. صحيح ان الاطفال حلوين .. لكن ما تسوى علينا تسحيب في المحاكم .. الخوي في الأخير صار يستجيب لهذا الطلب .. مع انه ما كان مقتنع بـ حجتي .. لكنه فضّل انه يتفادى اننا نتهاوش بسببها .. كبير والله يالخوي

المهم الطفل هذا جاء ووقف قدامنا وقعد يتفرج علينا .. وطالت وقفته .. ولا يتكلم ولا يسوي شي .. بس واقف ويناظرنا .. وأنا بدأت تؤلمني عضلات الفك من كثر ما تبسّمت في وجهه .. حاولت اتجاهله انا وخويي لكن ما قدرنا .. وصار شكلنا بايخ .. في الاخير قلت لخويي ياخي شوف له حل هالبزر لا أخلي الفنجال يسلّم على جبهته .. طبعا خويي ما صدّق خبر .. ناداه وقام يبربس به شوي .. والولد يتكلم معه فرنسي .. في الاخير اعطاه خويي علك كان في شنطته .. واعطاه كذلك اذن بالانصراف .. والولد باقي يتكلم فرنسي وخويي يضحك .. أنا طالعت في خويي بـ استغراب .. سألته وش تضحك عليه انت ووجهك!؟ .. قال ياخي ياحليله هالولد .. قلت طيب يمكن انه قاعد يشرشح فيك الحين وانت قاعد تضحك .. وكان بـ جانبنا على الطاوله الثانيه واحد إيطالي كبير في السن .. وكان خلال معالجتنا لـ مسألة الولد , قاعد يطالع فينا .. ولما تطيح عيني بـ عينه .. يبتسم ويهز رأسه .. يعني كأنه يقول الله يعينكم على هالولد .. وكنت أبادله الابتسام .. ووجهي راح فيها .. لذلك وزعت المهام .. أنا اتبسّم للشايب وخويي للولد

وهذي صورة الولد

لوزان

في الاخير خويي كان يحاول يصْرف الولد وهو يقول له .. بابا بابا .. يالله روح لـ بابا .. بابا .. يالله .. ويؤشّر له خويي وهو يكرر .. بابا بابا .. والولد ما فهم او انه يستهبل .. في الاخير جاء ابوه واعتذر مننا بلطف .. وظفّ ولده واعطانا كرته وراح .. ابوه مغربي متزوج فرنسيه وعنده محل يبيع فيه أحذيه في ليون .. الحين فظينا للايطالي اللي كنت قد تبادلت معه عدد لا بأس به من النظرات والابتسامات التي هيأت الجوّ اللي يخليني اقدر ادخل معه في حوار مباشر .. طالعت فيه وقلت له .. انت جاك شيراك؟ .. طبعا هو جاته لخمه خرافيه .. وطالع فيني وقال : شلون؟ .. قلت أنت جاك شيراك رئيس فرنسا؟ .. ياخي يشبه جاك شيراك .. حتى شوف صورته

لوزان

المهم طالت السالفه والرجال ما فهم الدعابه .. وصار الموقف بايخ مرّه .. وخويي صار يضحك ويوصفني بـ السماجه في نفس الوقت .. في الأخير وضّحت للايطالي قصدي من الدعابه .. قلت له انت تشبه جاك شيراك رئيس فرنسا .. ولما فهم صار يضحك بكل ثقل وركاده .. بعدين شال كاسه وزقايره وسحب كرسي وقعد جنبي .. يعني صرنا صف .. أنا وخويي جنب بعض وبيننا طاوله .. والشايب جنبي وما فيه طاوله بيننا .. وكان سكران نوعا ما .. لذلك الخوي طلّع نفسه من الموضوع على طووووووول

سألني .. أنت ايطالي؟ .. قلت لا أنا من السعوديه .. بعدين سألته انت من لوزان؟ .. قال لا .. أنا ايطالي من فينيسيا لكن احب اجي لوزان .. وكان يتقن الايطاليه والفرنسيه فقط .. وبضع كلمات انجليزي ما تطلع الا بعد ما يعصر مخّه ومخّي معه .. وكان يبي يشرح لي ان فينيسيا حلوه واني لازم اروح ايطاليا .. وسولف معي في اكثر من موضوع .. وكان يبدأ كلامه بكلمتين انجليزي بعدين يغرّز .. ويكمل الباقي فرنسي على ايطالي .. وأنا أهز راسي معه .. والحقيقه ان نصف طاقتي راح في محاوله افهامه اللي ابي .. او في محاوله مساعدته في ايصال فكرته .. ولو جانا واحد من الشارع .. وسألنا .. انتوا مجبورين تسولفون مع بعض!؟ .. ما راح أستغرب سؤاله .. لانه فعلا تحس اننا نبي ننجّح هالمحادثه غصب .. عموما في الاخير طلعنا بنتيجه ان ايطاليا حلوه وان احلى شي فيها الاكل الخ .. الخوي طبعا مازال طالع منها وجالس يضحك

فجأه وبدون سابق انذار .. وفيما أنا أسولف مع الايطالي .. ومركز معه مره .. الا طب علي واحد معه مايكروفون ووراه واحد معه أجهزه واسلاك .. وقاطعنا وصار يسوي معي مقابله بالفرنسي .. قلت بعد ان سميت بالرحمن من الروعه .. وش تبي انت بعد؟ .. وصار يعيد علي الكلام بالفرنسي .. والايطالي صار يترجم لي وهو يبيله اصلا من يترجم كلامه .. وصار الجو مزحوم .. خويي – اللي لايزال طالع منها – قاعد يضحك , والمذيع يكلمني بالفرنسي , والايطالي يترجم لي كلمتين ويغرّز .. وبغيت اعطي الايطالي بالكوع على جبهته من الشوشره اللي حاصله .. لاهو اللي ترجم ولاهو اللي خلاني انتبه للمذيع واشوف اش يبغى .. ولما سيطرت على الوضع .. وسكت الجميع .. قلت للمذيع أنا ما اتكلم فرنسي .. كلمني بالانجليزي .. ولما فهم سألني من وين؟ .. قلت من السعوديه .. قال طيب احنا نسجل برنامج على الراديو وابيك تتكلم عن لوزان بالعربي .. قلت أوكي .. ورحت اتكلم بالعربي عن لوزان والسياحه في لوزان ولا مانع من كلمتين مالهم دخل كذا على الماشي .. بما انه ما احد فاهم عربي .. ولما خلّصت شكرني وقال ترا بيعرض البرنامج على الاذاعه الفلانيه في الوقت الفلاني .. لا يفوتك .. قلت خير ان شاء الله .. احترني

وهذه صورة المذيع .. وهذا الولد اللي اقول لكم وابوه اللي حاط النظارات على راسه

لوزان

بعد هالأحداث الغريبه .. طلبنا الحساب وحاسبنا .. بعدها سلمنا على الايطالي اللي يشبه جاك شيراك وطلعنا .. رجعنا لمنطقة التسوق ورحنا في جوله تسوّقيه .. وكانت من أحلى جولات التسوّق خلال هذه الرحله

لوزان

لوزان

في أوروبا لما تشتري شئ فانك تدفع ضرائب بالاضافه للسعر .. لذلك فيه ورقه اسمها التاكس فري تطلبها لما تحاسب .. والتاكس فري هي اثبات بانك شريت البضاعه الفلانيه من المحل الفلاني وبالسعر الفلاني .. وتوضّح كذلك قيمة الضريبه اللي دفعتها .. ويسجّلون عليها معلومات الجواز .. الورقه هذي تحتفظ فيها ليوم المغادره .. وفي المطار تقدمها لـ الشباك الخاص بالتاكس فري .. هناك يعاينون البضائع ويرجعون لك الضريبه المسجله في ورقة التاكس فري .. هذه الورقه تُعطى لـ غير المستفيدين من دفع الضرائب .. يعني الاجنبي او الزائر وليس المقيم .. لذلك أوصي بالاحتفاض بالمشتريات والهدايا في شنطه خاصه عشان لما تجي للمطار يسهل على الموظفين معاينتها .. احنا ما سوينا كذا بل جمعنا كل شي في شنطه وحده .. ولما قدمنا ورقة التاكس فري في المطار يوم المغادره .. وقالوا انهم لازم يفتحون الشنط ويعاينون البضاعه , رفضنا فتح الشنط لاننا ما صدقنا على الله نسكرها .. وحاولنا فيهم يعطونا التاكس بدون فتح الشنط لكن بدون جدوى .. والله يعوضنا خير

أنا من أول كنت أستغرب الناس اللي يشترون من الخارج .. وكنت أحسب المسأله هياط وخلاص .. لكن لما شفت الفرق بين الموديلات اللي تعرض عندنا وعندهم .. ما صرت ألومهم .. لا ويمكن تحصلها أرخص بعد .. ثاني شي حصلت هناك وفره في المقاسات بشكل كبير .. وانا هنا أتحدث عن مقاسي لان عندي أزمه مع هالمقاس لما اجي اشتري .. يعني احصّله مخلص او على وشك .. لكن هناك ألاقيه مالي الرفوف .. ونفس الشئ لـ جميع المقاسات

لما انتهينا من التسوّق توجهنا لـ سيارتنا اللي كنا موقفينها عند المحلات العربيه .. ودافعين فلوس على الموقف .. ولما وصلنا شفنا شرطي يشيّك على جهاز المواقف .. يشوف من الل مفوّت المده عشان يلزخه مخالفه .. وكنا أنا وخويي من ضمن الملزوخين

وهذي صورة المذكور

لوزان

تناولت المخالفه اللي كانت على الشباك الأمامي للسياره ولا فهمت منها شيء .. رحت للعرب اللي في المحلات وسألتهم عنها وكيف بامكاني أسددها .. قال لي واحد منهم لا تخاف .. هذي مخالفه عاديه .. أنت متجاوز مدّة الوقوف .. وقيمة هذه المخالفه لا يتعدا 40 فرنك سويسري .. سألته عن كيفية تسديدها .. قال انت مستأجر السياره والشركه راح تهتم بالمخالفه هذي وراح تخصم قيمتها من بطاقتك .. شكرته وراح .. بعدين ركبنا سيارتنا وتوجهنا للفندق

في الفندق ريّحنا شوي .. بعدين أخذنا دش وبدلنا ملابسنا وطلعنا نسهر في المطعم المغربي وجبة جربا .. خويي أخذ اللابتوب عشان نشوف مباراة النصر العالمي مع الشباب في افتتاح الدوري .. أقترح علينا صاحب المطعم اننا نقعد في الاستراحه على طول ..عشان نشوف المباراه على راحتنا .. وهو بيجيب طلبنا هناك .. المطعم هذا يعتبر نادي للأخوان من أبناء المغرب العربي المغتربين في لوزان .. لذلك وجدنا عدد كبير منهم في الاستراحه .. سلمنا عليهم وجلسنا .. وكانوا في غاية اللطف معانا .. حيث رحبوا فينا وتعرفوا علينا وسولفوا معنا .. وكانوا مقسمين أنفسهم إلى مجموعات .. وكل مجموعه يلعبون الورق مع بعضهم لكن ما عرفت اللعبه .. عرضوا علينا نلعب معهم واعتذرنا .. سولفوا معنا عن النصر والكوره .. وما كانوا يعرفون بعض الانديه السعوديه الكبيره .. وهذا الشئ أثار لدي أنا وخويي الاستياء .. لكن في الاخير عذرناهم .. يعني منين يعرفونهم وهم موعالميين .. لو يشوف واحد منهم علم اي من هذه الانديه في الشارع كان ممكن يحسبه سروال بنقلاديشي .. وممكن يستخدمه أي استخدام خاطئ لا يليق بشعار النادي

هذا كان آخر يوم في لوزان وبكره الصباح بنمشي لـ جنيف .. لما صحينا من النوم في اليوم الثاني قلت لخويي أنا باسبقك على البوفيه .. قال خويي روح الله معاك .. ما راح اجي معك .. اذا طلعنا بـ أمرّ بقاله وآخذ اي شي يسدّ .. وصدقني ماراح يصير فرق كبير عن بوفيههم .. أفطرت ثم حاسبتهم وحملنا شناطنا وتوكلنا على الله

هنا نوصل لـ نهاية تقرير لوزان .. وفي نهاية هذا التقرير أحب اني أعتذر عن العدد القليل من الصور .. وذلك يعود لـ تلف أغلبها وبالتالي عدم صلاحيته للنشر .. لكن , مع ذلك , أتمنا أن التقرير نال على رضاكم واستحسانكم


لوزان

أخيرا وبعيدا عن الرحلات والسفريات .. أحب أبارك لجميع العالميين النصراويين في الوطن العربي وفي العالم أجمع ..
اقول مبروك للعالميين في أرجاء المعموره وهارد لك للهلاليين

أرحب بأي ملاحظات أو استفسارات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى