رسائل المجموعة

ثلاثة في مهمة رسمية !! – الجزء الثاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنويه أول /

بدايةً أود أن أنبه بوجود جزء سابق لهذا الموضوع /.. فهذا هو رابط الجزء الأول لمن فاته نصف عمره / <<— يسمع بالتشويق /
الجزء الأول

تنويه ثاني /
بطل هذه القصة هو ( برّاية ) بناء على رغبه الجمهور / .. وأنا في هذا الجزء مجرد راوٍ فقط .. يعني تقدرون تعتبروني جالس في البلكونة أطل عليهم واقص عليكم وش يصير /

تنويه ثالث /
ترى الموضوع بيبدأ الحين / <<— تراك بتنفرش الحين بعد /

البداية
تشششششش /

بعدما ألقيّ القبض علي أنا ودباسة بعدة ساعات انتهى برّاية أخيرًا من إصلاح البرج .. خرج من الغرفة وبات يبحث عنا في أرجاء المول فلم يجد إلا جهاز التصنت وقد وضعت بجانبه ورقة صغيرة كتبت فيها :

* * *
من دباسة إلى الغالي برّاية .. أولاً : كل تبن / ( منقهر منه عشان جهازه نكبه / ) .. ثانيً : حنا جتنا سفرة طارئة و أضطرينا نسافر فوراً وراح نجلس كذا يوم .. أممم يعني بنجلس على حسب التهمة إللي بتثبت علينا / .. قصدي بنجلس على حسب متطلبات العمل / .. المهم بس بلا لقافة ويلا خذ الجهاز ورح للشقة ولا تجلس تكثر الدندره / .. إيه صح نسيت أقول لك النقطة الثالثة : كل تبن مرة ثانية بعد / <<– لا زال حاقد عليه /

* * *
يأخذ( برّاية ) الجهاز ويخرج من المول متجهً إلى شقته , يصل إليها وفور وصوله يضطجع على سريره ويبدأ النظر إلى الجهاز وهو يحك ذقنه بحيرة .. استمر على هذا الحال لعدة دقائق فإذا بذقنه يلتفت إليه ويقول : مطول يا أبو الشباب / ؟ .. يبعد ( برّاية ) يده بسرعة خوفاً من ذقنه ومن ثم يقوم من مكانه ويذهب إلى الجهاز كي يبدأ في التعديل على مواصفاته وقبل أن يلمسه إذا بالجهاز يخاطبه مستهجنًا : استعجل تراني منيب فاضي لك / <<– كل الناس تهاوشه المسكين /

يبدأ في التعديل عليه وبعد مضي حوالي الساعة من العمل المتواصل ينتهي ( برّاية ) فيصبح الجهاز الآن قادرًا على التصنت على أي شخص يتكلم بمجرد أن يوجه إليه .. يسارع بالذهاب إلى نافذة الشقة ومن ثم يوجه الجهاز على دكان صغير يديره كهل كبير ودائمًا ما يجتمع الكهول عنده <<– بالعربي دار عجزة إلا شوي /

تششششش / : ما قلت لك يا أبو سعد ؟؟ .. أمس وأنا في الطريق للمزرعة شفت ونيت ( ددسن ) قديييييم منقلب ومرمي في البر .. إذا ما خاب ظني فترى موديله 1979 .. بصراحة بعد ما شفته على طول بديت أتخيل راعيه أول ما شراه قبل ثلاثين سنة .. تخيلت شكله يوم كان جديد وراعيه فرحان فيه وتوه داخل به للحارة وهو لابس شماغ أبيض وأسود ومشخص بنت البكار ومشغل بشير شنان وأهل الحارة كلهم يسلمون عليه ويتمصلحون معه .. ثم تخليته أول ما دخل السيارة في البيت وجت حرمته وفرشت فرشة في الصندوق و حطوا القهوة والشاهي وبعدين ضفوا العفش و أجتمعوا كلهم على الكبوت عشان يأخذون صورة جماعية/ .. ثم تخليت عياله الصغار طاقين خيمة جمبه وصاروا ما ينامون إلا في الخيمة أو في الصندوق حقه وكله عشان ما يجيه شيء / !!

ينظر إليه أبو سعد وهو يتثاءب الملل يكاد أن يتكبكب من وجهه ويقول : إيوه وبعدين يا أبو صالح ؟؟ .. يستطرد أبو صالح : وبعدين يا طويل العمر , فجأة تخيلت الددسن قبل لا يشتريه راعيه .. تخيلت شكله وهو في الباخرة في طريقة للسعودية وجالس جمبه عامل وكل شوي يجي يهش الطيور عنه لا تتمخش السيارة وإلا يجيها شيء / .. يضحك أبو سعد ضحكة مجاملة ثم يعبس مرة أخرى ويقول : إيوه وبعدين يا أبو صالح ؟؟ .. يكمل أبو صالح حديثه ويقول : لا أبد سلامتك .. بعدها تخيلت شكل الددسن قبل لا يشتريه راعيه وقبل لا ينقل في الباخرة .. تخيلته وهو توه طالع من المصنع وجمبة ياباني فرحان بالموديل الجديد اللي صممه , لدرجة أنه جالس يمسح القزازة حقت السيارة من زود الفرحة .. والددسن واقف جمبه وكبوته صاير لونه أحمر من كثر ما هو مستحي من الياباني وأفضاله عليه /

يبتسم أبو سعد ابتسامة متصنعة ثم يعبس مرة أخرى ويقول : طيب وبعدين وش فايدة هالفلم الهندي /؟؟ .. يجيبه أبو صالح مرقعًا : هاه / ؟ .. لا أبد هي مجرد سواليف / .. بس بيني وبينك قصة السيارة ذكرتني بالإنسان .. أول ما ينولد ينظفه الدكتور وبعدين يروح للحضانة والممرضات يراقبونه لا يجيه شيء .. بعدين يروح لأهله واللي بدورهم يفرحون فيه ويخافون عليه .. وعلى شوي شوي يتهالك إلين ما يرجع للتراب وتكون نهايته مثل الددسن !! .. تشششش /

* * *
يغير ( برّاية ) وجهة الجهاز بسرعة ويقول باستهجان : شيّاب قاتلهم الفراغ .. عشان شاف ددسن طلع له ذا القصة كلها .. أجل لو يروح للتشليح وش بيسوي .. بيكتب كتاب / ؟؟ .. يعيد ( برّاية ) توجيه جهاز التصنت إلى شقة أخرى في العمارة المقابلة له : تششش .. قلت لك يا سارة أهلي للحين ما عرفوا .. ومدري صراحة وشلون بقول لهم أني حامل /!!

وقبل أن تكمل جملتها إذا بأخيها يرفس باب غرفتها ويدخل عليها بغضب ويكفخها تكفيخًا يحبه قلبكم / ( لا تدققون على اللغة / ) .. يأخذ الجوال من يدها وهي تبكي على الأرض من شدة الضرب ويقول : من أنت يا حقير !! .. أكيد أنت أبو الولد يا سافل /!! .. ينصدم هذا الثور بصوتٍ ناعم يجيبه ويقول : يا حمار , يا غبي , يا متوحش , يا كل شيء شين في هالدنيا .. أختك حامل في مادة في الجامعة /!! .. تشششش

* * *
يغير ( برّاية ) وجهة الجهاز بسرعة وهو خائف ويقول : الله يستر علينا من ذا الثور بس .. منيب ناقص يجي ويكفخني عاد من زيني أنا وجسمي نحيف وكأني شافط عصير خلقه / , ولو بيجي لمي مهيب بعيدة عليه يخليني أنتل للرادو حقهم /!!

يحرك يديه مغيرًا بها وجهة الجهاز إلى شقة أخرى فإذا به يسمع : تششش .. والله ياااافاااااتتك يا سعود مباراة أمس , قوية بشكل ما تتخيله ولا بعد كلها حماسية لدرجة إنك ما تقدر تشرب البيالة إللي في يدك مع الحماس /.. تصدق بعد ما خلصت المباراة لقيت عندي خمس مكالمات لم يرد عليها وما دريت عنهم !! من جد مع التحمس خلاااص نسيت كل شيء / .. عمومًا الحمد الله بيضنا الوجه وفزنا /

يبتسم سعود ويقول : بيضتوا الوجه وفزتوا /؟ .. معليش بس شكلك لاعب معهم وأنا ما أدري /.. ياأخي اعقل وتكلم زين أنت ووجهك .. مسوي قاط معهم /؟؟ .. وإلا فريق أبوك وحنا ما ندري /؟؟ .. يا شيخ لو يدري الفريق إنك تشجعه شرط أن يعتزلون الكورة ويصيرون كلهم بنشريين ويوزعون زِي الرسمي حق النادي للفقراء والمساكين .. وكله عناد فيك يا سلطان /!!

يسكت للحظة ثم يستطرد : تصدق يا سلطان .. من عرفتك وهذي حياتك .. فريقنا فاز , فريقكم خسر , حنا بنلعب في الدوري , أنتم ما راح تلعبون .. ياأخي من كثر حبك للكورة شكلك صرت تحس إنك لاعب معهم .. وإنك عضو من ضمن الفريق .. غرفتك كلها مليانة جرايد رياضية وكؤوس و ميداليات .. إللي يشوفك يقول : اوووه هذا أقل شيء كابتن فرق أو على الأقل مدرب متقاعد / .. طبعًا راح يقول كذا بعد ما يسأل في الأول : هذي شقة ماردونا /؟؟ .. المشكلة عاد وإللي قاهرني في نفس الوقت هو إنك يوم كنت تلعب وإنت صغير في المدرسة وغيرها كنت دايم الحكم /!!

يقاطعه سلطان بغضب : ياأخي عادي ما فيه شيء .. فريقي وأحبه , وش دخلك أنت !! .. بعدين لو ما تحب الكورة لا تجلس تزعجنا !! .. يبتسم سعود مرة ً أخرى : أنا يا سلطان مهوب ما أحب الكورة ؟! .. أنا أكره التعصب والمشاكل إللي تجي بسبتها .. أخوان ما يكلمون بعض عشانهم يشجعون فريقين مختلفين .. أصدقاء تهاوشوا وتفرقوا عشان تحدي سخيف أو جدال عنيف !! ناهيك عن التبرير السقيم والعقيم عن إشاعات اللاعبين .. واختراق مواقع الهيئة بعد /.. المفروض تشجع الفريق للعبه .. وش عليك من اللاعبين وش يسوون برى ؟؟ .. منت مجبور تبرر أو تطلع إشاعات على أحد .. هذي أعراض الناس وما أقول إلا الله يستر علينا بس /

وبعدين تعال .. الحين على بالك أن الأجانب اللي تشجعهم في الفرق الأوربية حياتهم كلها : من البيت للمسجد ومن النادي للبيت يعني /؟؟ .. ياأخي تصدق أني من تالي صاير أتمنى أن موضوع الكورة ذا في يدي .. كان أول شيء أسويه هو أني أقلب الملاعب حدائق عامة /!! تشششش

* * *
يحرك ( برّاية ) يده بسرعة ويقول ساخرًا : أنا جالس أتسمع على شقة وإلا إستديو تحليل رياضي /!! , يوجه الجهاز إلى شقة أخرى : تششش .. يلا .. يلا عاد لا تسوين نفسك ثقل يا مها وقولي لي /.. تراني أنا صديقتك هيفاء , هل سبق وحبيتي /؟! .. تحمر وجنتا مها من الحياء فتنزل رأسها استحياءًا فإذا بيديها وساقيها يبدأن بالاحمرار أيضًا ..

تستطرد هيفاء فتقطع بكلامها تلوينَ مها : هيه هيه .. وش فيك صرتي طماطة أنتي /.. يلا عاد بلا دلع وقولي لي / .. ترفع مها رأٍسها وتقول بصوتٍ خافتٍ قد تلون باللون الأحمر ( حتى الكلام مستحي /) : يوم كنت في سن المراهقة تقريباً , حبيت ولد خالتي حب ما حبه أحد قبلي .. وأخلصت له إخلاص ما أحد أخلصه .. لحد .. لحد .. لحد ما تزوج /

تنزل مها رأسها مجدد وتجهش بالبكاء .. تضمها سارة وتقول لها : صدق أنك مافيه مثلك , وفية وسنعة ومخلصة , يا عمري عليك حبيتيه إلييييييين ما تزوج .. يا عيني على الحب بس .. ياليت من يجي يشوفك ويعرف الحب والإخلاص كيف /!! .. ترفع مها رأسها وتقول وهي تكتم الضحكة : هيه عاد لا تكبرين السالفة .. تراني حبيته قبل لا يتملك بأسبوع /!!

تدفع هيفاء مها على السرير وترمي عليها الوسادة وتقول له : طسسسي مناك بس .. وأنا إللي على بالي عندك سالفة يالشينة !! .. الله يقطع إبليسك خليتني أتحمس وأحس أن فيه حب في هالدنيا .. تصدقين عمري ما حبيت ولا أنحبيت للحين .. ودي أشوف الرومانسية , ودي أعيشها , ودي ألمسها / <<– الله يهديها واضح أنها تسمع بالرومانسية /

تتنهد مها وتقول : يا هيفاء صدقيني ما فيه حب حقيقي قبل الزواج .. إللي يصير كله لعب وخرابيط .. يمكن وأنتي صغيره بتحبين أو خلينا نقول راح تعجبين بأحد أقاربك ولكن بعد فترة بتلقين نفسك تضحكين على الموضوع لأن الحب ما يجي إلا بالعشرة .. وهذي أمي وأمك ما عرفوا لا حب ولا غيره إلا بعد الزواج .. حتى الظاهر ما عرفوا أن فيه شيء اسمه رجال إلا بعد الزواج /!! <<— تسمع بالإقناع /

تقاطعها هيفاء قائلة : صح عليك , أمي وأمك للحين عايشين بس أمي وأبوي ما عندهم حب ورومانسية / !! .. تصدقين ما أتذكر أن أبوي جاب هدية لأمي .. إلا والله أستغفر الله , يمكن مرة وحدة بس !! .. ولا بعد لو تدرين وش السالفة .. تخيلي يا مها , أبوي شرا لاب توب جديد في الليل ورجع للبيت ونام ويوم قام الصبح لقى أمي ضامة الجهاز وقالت له وعيونها تدمع من الفرحة : شكرًا على الهدية /!

وأبوي عاد استحى وما ردها وخلاه هدية لها .. طبعًا أنا متأكدة إنه ما عطاها إياه إلا من خوفه إنه يأخذه منها وما يشتغل لأن عينها فيه /!! .. أيييييه صح ما قلت لك .. يووه فاتك صراحة , ذاك اليوم كنت أنا وأمي جالسين في الصالة وما دريت إلا وتجي أمي رسالة , فتحتها وبعدين على طول راحت تركض على غرفة النوم .. لحقتها عشان أشوف وش السالفة إلا وألقها جالسة تضف الغرفة .. استغربت في البداية بعدين قلت أكيد الرسالة من أبوي /.. فتحت الجوال حقها بدون ما تدري إلا وألقى رسالة من أبوي .. ابتسمت بخبث وفتحتها وألقى : تراني جاي الحين في الطريق ومعي العامل عشان نركب السخّانة حقت حمام غرفتنا .. رتبي الغرفة /!!

تضحك مها ثم تردف : ههههههه يا حليله أبوك .. عمومًا يا هيفاء ترى الرومانسية مو شرط تجي قبل الزواج أو بعده .. الرومانسية مرتبطة بالأشخاص !! .. يعني إذا أبوك مهوب رومانسي وما يعطي أمك هدايا مهوب معناتها أن الناس كلهم مثل أبوك .. أصابعك كلها مهيب سوى / !! .. تششش

* * *
يغير ( برّاية ) وجهة الجهاز ويقول بتهكم : مها ذي لها مستقبل في الاستشارات الزوجية .. الله يستر عليها بس لا تحقد عليها فوزية الدريع وترسل واحد يغتالها عشان ما تكسر سوقها / .. يكتشف ( برّاية ) أن الشقق قد انتهت .. يتأفف ويعبس وجه , وبعد لحظة يبتسم بخبث ومن ثم يشير بالجهاز إلى الدكان الصغير مرة أخرى /<<– واضح ان القصة ما فيه أمل تخلص /

تششش .. إلا يا أبو سعد ما لاحظت الدوائر الحكومية هالأيام /؟؟ .. يجيبه أبو سعد بنفسٍ شينه : لا ما لاحظت شيء .. وش فيها ؟؟ .. يكمل أبو صالح كلامه : ياأخي صاير الواحد من يروح لها يتفاجئ أن كل الموجودين يشبهون لبعض .. خبرك كل واحد مرتبته عالية لازم يوظف جماعته كلهم في نفس القسم .. إلين ما صرنا إذا دخلنا عليهم على طول نتلطم بشمغنا ونطلع .. لأننا وبكل صراحة نحس أننا داخلين عزيمة قرايب بالغلط / !!

* * *
يقطع حديث الجهاز دخولي أنا و ( دباسة ) الغرفة / .. يلتفت كلاً من ( برّاية ) والجهاز إلينا فإذا بالجهاز يُصدم حين يرى وجه دباسة الغاضب فيقفز من الخوف ويختبئ تحت السرير ويصرخ قائلاً : يااااويلك .. ياااويلك / !! .. يقترب دباسة من برّاية والذي بدوره كان يرتعد من شدة الخوف فيوجه إليه اللكمات المتتالية وهو يقول له : أنا أدخل قسم الهيئة على أخر عمري !! .. أنا يا برّاية التبن تدخلني الهيئة أنت والرادو حقك /!!

أقترب من ( دبّاسة ) وأخاطبه مهدئاً للوضع : الله يهديك يا دبّاسة بس .. اللي يسمعك يقول هذي أول مرة تنمسك !! .. يا ما اتصلت علي عشان أكفلك .. وإلا نسيت / ؟؟ .. وأخرتها قبل شهر يوم أطلعك من قسم الشرطة , وإلا نسيت بعد / ؟؟ .. يلتفت إلي ( دبّاسة ) فيقول مبررًا ومصرفًا في نفس الوقت : يا غبي اتصلت عليك وقلت لك تعال مرني جمب قسم الشرطة سيارتي متعطلة هناك /!!

وضعت يدي على كفته وقلت له وهو منهمك في الضرب : معليش بس أنت شكلك أنت إللي نسيت من كثر ما تصفق ذا السحلية إللي في يدك .. أنا أتذكر زين مرة .. حتى بالأمارة كنت مكلبش في غرفة الضابط .. صح وإلا أنا غلطان , تذكر زين يا دباسة /؟ <<— الولد بيموت تكيفخ وذولي قالبينها ذكريات /

لم يجبني ( دبّاسة ) لانهماكه في الضرب .. فوضعت يدي على كتفه مرةً أخرى وقلت له : يعطيك العافية يا دبّاسة .. إلا ما قلت لي وش جالس تسوي /؟؟ <<— حرام والله الولد بيموت /

يلتفت علي ويقول : ما تلاحظ إنك أزعجتني يالمصاصة .. طس عني أنت وراسك ذا المثلث /.. هنا لم أستطع أن أتمالك نفسي , لقد جُرحت وجرحي هذه المرة عميق ولن يداويه دواء أو طبيب .. أنا ينقال لي مزعج /!!! <<—- يعني عادي ينقال لك يا أبو راس مثلث /؟؟

ركضت كالمجنون من أثر الصدمة فارتميت على سرير ( برّاية ) الوردي المطرز بقلوب الحب الحمراء وبدأت أجهش بالبكاء /.. يقطع لحظات العزاء صوت رنين هاتفي المحمول .. أخرجته من جيبي وأنا أمسح أنفي في مفرش ( برّاية ) وقلت : السلام عليكم .. مستر أي , عامل صيانة الأبراج , كيف أقدر أخدمك يا أخوي /؟ <<— وين الصدمة النفسية راحت /؟؟

بعد أن انتهيت من المكالمة أدخلت جوالي في جيبي ونظرت إلى ( دبّاسة ) فوجدت قد انتهى من ضرب ( برّاية ) وها هو يضع اللمسات الأخيرة عن طريق لف برّاية على معلاق الثياب كالأفعى /.. اتجهت إلى الثلاجة وأخذت علبة عصير ثم جلست و وضعت قدمي على الأخرى منتظراً دباسة كي ينتهي .. بعد عدة دقائق بدأت أنظر إلى الساعة .. سأمت الانتظار فاقتربت من دباسة وقلت له : الله يهديك ليه تضربه /؟؟ .. صدق أنك فاضي / !! , عمومًا يلا غسل يدينك ومشينا عندنا مهمة رسمية وبنتأخر عليها / !!

نخرج أنا و ( دبّاسة ) من الشقة وقد تركنا ( برّاية ) يئن من الألم خلفنا دون مبالاة .. وبينما نحن نمشي في الممر إذا بنا نرى حشدًا من الأمريكان يقابلنا فإذا بأحدهم يسألنا : عذرًا على التّطفل , ولكن هل من الممكن أن تخبرانا لنا أين يمكن أن نجد شقة برّاية /؟؟

يعجز دبّاسة عن الإجابة ذهولاً من الموقف .. سحبته بيدي وتقدمت إليهم ونظرات الثقة واضحة علي .. تنحنحت استعدادًا للكلام ثم قلت : كيف نقدر نخدمكم يا خواجات /؟؟ .. سحبني ( دبّاسة ) وقال لي بغضب : وخّر بس على بالي عندك سالفة /.. تنحنح لينعم صوته ثم استطرد : اعذروني على صديقي فهو أحمق قليلاً , ربما لأن رأسه ليس مستديراً مثلنا ها ها ها /

في هذه الأثناء وقف بقربي اثنين من الأمريكان وقالوا للآخرين : من فضلكم نريد أن نلتقط صورة مع الأهرامات /.. دفعتهم بيدي وقلت لهم باستهجان : وش اللي تصور أنت و أياه /, هذي ممتلكات خاصة .. قيف مي تو دولرز أند صوروني على كيفكم /!!

يبتسمُ الأمريكان تسليكًا لي , ثم قال أحدهم : ها هي شقة برّاية لقد وجدتها /! .. سار الحشد متجهًا إلى الشقة ونحن خلفهم وبعد دخلوهم اكتشفنا أن حشد من شركة ناسا الأمريكية قد أتوا ليفاوضوا برّاية بالعمل معهم , عرضوا عليه الملايين مقابل جهازه ومقابل توقيع عقد العمل معهم .. وقبل أن يكملوا كلامهم إذا بي أنا ودباسة نقاطعهم ونقول بصوتٍ واحد : بنفكر وبنرد عليكم /

بعد علمنا بهذا العرض , لم يكن منا إلا أن أخذنا برّاية صديقنا العزيز والغالي / في الأحضان وذهبنا به إلى أقرب مستشفى كي نعالجه من بعد إصابته الطفيفة من دباسة هداه الله /<<— صدق من قال الفلوس تغير النفوس /

هنا نكون قد انتهنا من القصة ولكن يظل هناك سؤال يحيرني : وش يبون ناسا بجهاز التصنت / ؟؟ .. بيتصنتون على القمر مثلاً /؟!


مـدونـتـي
www.mr-azoz.com

سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

مقالات ذات صلة

‫17 تعليقات

  1. أيّـها الصديق ؛ فعلاً وجودك مُبهج ! سررتُ بما قرأت ! موفّق دومًا .. ( وردة )

  2. يوما بعد يوم تزداد تالقا وابداع ارجو ان تاخذ تاليف القصص بمحمل الجد ونرى لك كتب و…. لكن عندي ملاحظة راديو براية قلب تلفزيون بوصفك حركاتهم وشكرا

  3. يا حضه .. صااااااااار مشهووووووووووووور :$ هع هع امتعتنا خيووووووووو.. لا تحرمن من جديدك (بوسة) هع هع .. امزح امزح .. اقصد (وردة) ^.*

  4. السلام عليكم.. عساك على القوه يا خوي :D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D:D سلمت يمناك ما راح أقول شيء جديد أخوي تركي كفى وو فى الله يسعدك:$:$

  5. أسلوب ممتع و تسلسل جميل للأحداث ننتظر أعمال أخرى (لعلك تقلل من نسبة الكلام بالعامية !)

  6. اولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الموضوع القصة عجبتني ولا شك بان تعجب كل من قرأها وشكرا لك عزيزي المؤلف انا تمتعت بها كثيرا وانا بنتضارالجزء الثالث واتمنئ ان يكون هناك اجزاء اخرئ واتمنئ الا تتوقف عن الكتابة ولا تستغرب كلامي هذا فهو نابع من القلب وشكرا جزيلا مع تمنياتي بالتوفيق للجميع وشكرا لقروب ابو نواف صاحب الفضل بعد الله في كل هاذا والئ اللقاء في التعليق القادم.

  7. ماشاء الله عليك مبدع .. وأتمنى من كل قلبي إننا نشوف الجزء الثالث .. ولو فيه رابع وخامس بعد .. ونهاية الأجزاء تصيرون أغنياء >> لقافة تأليف 😀 لأني أحب النهايات الحلوة :~

  8. عساك على القوة مستر إي والله اني ضحكت بجد على برأيه ودباسه :$:$:$:$:$:$ فديتهم كيوت طالعين لا وانت تزعل عشان رأسك المثلث ههههههههههههههههههههههههه يعطيك مليون عافيه وننتظر المزيد من هاي القصص الحلوة 8)8)

  9. اخووي مشكوووور :$ ع الموضووع الشييق وننتضر الجزء الثالث لبى قلبك:~

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى