رسائل المجموعة

تحت.. الأضواء لم يسألني أحد !!

تحت..الأضواء
لم يسألني أحد !!

خيط من النور :-
بتُ لا أستطيع قرائتي كلما هممتُ بذلك, أينَ ذهب حزني العتيق بينَ السطور
من قام بجريمة مسحه من على الحروف ؟ .
كتبتُ كثيرًا حتى أصبتُ بالتخمة الكتابيّة, مهما بالغ الأطباء بوصف مخفضات الشهية مازلتُ أكتب, و زالت رئتي تألف مركبات الورق, وما زالَ الورق يحب خطي عليه بعصارة القلب, لقد علمت بعد إذ إن هذه دلائل على موتي فالشمعة تضيءُ كثيرًا قبَل أن تنطفئ.
لم يسألني أي أحد ما سبب كون كتابتيّ فصليّة, شديدة النحافة وشاحبة في فصل الخريف, شديدةُ السمنة في فصلِ الشتاء, متوسطة الحال بينَ الصيف والربيع,لم يسألوني لماذا أنا عاهل آلام العالمين, لم يسألوني عن أي شيء, فقط تحدثوا عني بحسب ما رؤه, وبحسب ما تمليه عليهم ضمائرهم الخاوية, ذنبي أنا أني أحببتهم, أني قلت لآلمهم أتركوا الرصيف و لتقطنوا قلبي, بَعد ذلك دارت هذه المسرحية وحيدة الإنسان- وحيدة المأساة واللغة.

أ‘
من أنا ؟ الكثير يجتهد في تعريفي برج الميزان يضعني من أبرز المشاهير فيه ” هراء “, الأشهرُ الحرم تخبرني بأني ولدتُ في أحدِ أيامها, برج التجارة العالمية يبالغ في جعلي مَفرخةً للإرهاب !!, المناهج الأمريكية تصورني أرضعُ الحليب وَ ألعبُ بالخناجر والمفخخات !! أحيانًا عند لطفهم يصوروني بجانب صديقي [الجمل] أسيرُ بينَ الكثبان الرملية ” الرياض ” وأرتدي العمامة والجينز .
هم لا يتوقفون عن هذا الحديث في الفيس بوك, في تويتر, في الجامعة, في المسجد, حتى أصبحتُ قضيتهم الأولى قبل كل شيء, قبلَ أن يسألوني لماذا؟ أو مَن أنت؟! . ومع هذا يبالغ شطرهم في تعظيمي, ويبالغ شطرهم الآخر في جعلي وراء كل أسباب الشر في هذهِ البسيطة !! .

أكتبُ الأن في المساحات الفارغة في حواشي القلب, ثم أقوم بطباعة كل ذلك لأبثَ بعضي في هذا العالم الفسيح فربما وجدتني بينَ الأشياء التي تدعيني, أو بينَ نقيضها .

1‘
يصومُ لساني عن الكلام, لكن قلبي الذي يحبك يفضحني !
فكل فيضان يصيبه يَرميّ بصورك على شاطئه يكشفُ وجهيّ, لغتي التي أكتبُ بها, حلمي الذي زرعتهُ في أرضك ” سعادتك ” لكنهم مع ذَلك لا يعرفون أنك إنتهيت من هذهِ الحياة الملوثة بالأصدقاء الخونة, و بالحب الرخيص, لا يعلمون انك لم تعد تتنفس شيئًا رديئًا يتنفسه المخدوعون بالعيش ..
لا يعلمون أني عندما أصمت فالصامتُ أنت, وعندما أتحدث تدفعُ لغتك لغتي فأحدث بها, تدفعها الذاكرة التي تعيش بك فأعود خطوة للوراء لأجمل وجهي الحزين بوجهك, بطهارتك وتقاك العظيمين.
رحمك الله يا جديّ ..


شيء ربما يقال
( إن أعظم الأشياء التي نقولها, هي أشياء لم نتفوه بها بالضرورة )
لا علاقة لي بكل ما يقالَ, أني أوجهُ كل شيءِ بسبباتيّ, وأني أقود عملاً أشبه بعملَ العصابات صدقوني
فكل ما يدارَ حوليّ هو هراء ليسَ إلا,
شيء …. شيء…..
ربما الأفجعُ من حدوث الفاجعة – إنتظارنا لها متسائلينَ أينَ المصير؟ أين المصير ؟
فتقوم هيّ بالتوقف للسياحة في هاوايّ, وتقوم بمتابعة الصحف السعودية! , أنّ تحتسيّ قهوتها الصباحية
لِتطيلَ تعلقنا بينَ الموت والحياة- بينَ الشيء واللا شيء .
بينما عندما تصلَ تتوقف قليلاً لتعتذر لنا بشّدة بسبب إزدحام في طريق الملك فهد
بعد كل ذلك نموت من لامبالاتها, لترتطم فينا أمواتًا ينتظرون مراسم الدفن .

3‘
بدأتُ أصدقهم لأبحث عنيّ بعد ذلك في نظرياتِ المؤامرة , في التاريخ الذي يقول أني الأن ” أمير مع وقف التنفيذ” , في الفقر الذي يركنني على الرف, في الشعر يجمعُ تكوينيّ بينَ ذراعية, في الكِتابة عندما أموتُ وأكون حيًا بينَ سطورها.
فأجدني مرّة بطول 190 سم , و مرّة بطول 175 سم !
مرّة في قلبِ الصفحة , و مرّة على هامشها ..
مرّة في سرِ صناعة الرغيف عند عجوز تسكن في الطرفِ المنعزل من العالم ! , و مرّة عند أعظم آلة لصنع الخبز
مرّة في الفراغ الذي يدعوني للإنشغال بصوت خطوهم عند الرحيل ..
مرّة في حنيني إلي , مرّة في توقعي للقاء يتبعه موت مريح يذيب ترسبات الصداقة والوفاء في قلبي ..
لكني بعد ذلك لم أعد أصدق كل هذه الأشياء التي تهابُ الحديث معي
لكنها تقضي الأوقات الطويلة في تحليلي وإكتشافي, أردتُ كثيرًا أن أرسل لهم الدي إن إي الخاص بي, أن أطلعهم على تاريخي الموقوف عن التنفيذ, عن الكتابة التي تؤلمني و تطعنني من الخلف لذلك أنا في المقدمة دومًا, أردتُ أن أقول الكثير والكثير جدًا مع أني أعلم أن حديثي الصادق جدًا لن يعجبهم, وسيبالغون في جعلي متواضعًا ليس إلا, وأني أفقهُ كل شيء بينما علمي محدود, كل تلك الكائنات التي تعيش علي, تمتصني لا تحلوا لها الكتابة إلا بذكري, أكونُ حلوى أحاديثهم الخاصة, مهما كانت وجهات نظرهم أ إلى الملائكة أنا أقرب أم إلى الشياطين فهم يقعون في نفس المسافة منيّ ..
يقعون بينَ سؤال ينشأوه, وبينَ جواب أرادوه سلفًا ..
فلا يبقى لي إلا أن أجمع بقايايّ وأرحل, وأتركني على موائدهم, وبينَ كتبهم, وأوراقهم ..

4‘
وعدني كثيرًا بالعودة فأنتظرت وصل بعد سنوات طوال ليقول قبلَ كل شيء
” لمَ هرمت ؟!!” .

‘5
سلطت علي الأضواء من كلِ حدب وصوب
الصحافة, المجتمع, الأصدقاء, الأحباب, جائوا ليخبروني من أكون بعد أن أوقفوا صوتي عن الإستعمال
وبعد أن جاهدتُ الصمتَ وعبرتُ جسرَ الكلام
لم يفهموني !!!

هيثم المحمد الريس التميمي


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى