رسائل المجموعة

الموهبة أم الشهادة من يتبع الآخر ..؟

" ياولدي ما ينفعك بهذا الزمان اﻻ الشهادة "
جملة دائماً يرددها والداي ..
و ارد تلقائياً
( ابشروا )
رغم انني لست على قناعة تامه بهذه الوصية لحد الآن ولكنني سأعمل بها لأن من وصاني بها اكثر الاشخاص حرصا على مصلحتي ..

انا فعلا الآن قد انتصفت في دراستي الجامعية عملاً بوصية الوالدين !
ولكنني مازلت اتعثر فيها ولم أعيرها جُل اهتمامي والسبب هو انني/
عندما التفت لمحيطي العائلي لأدرك ان ثلاثة اشخاص يحيطون بي من العائلة من ذوي الشهادات العُليا مازالوا عاطلين عن العمل ،
ثم اوسع نظرتي فأجد العشرات من محيطي عاطلين ثم انظر في دائرة المجتمع فأجد العدد يتعدى حاجز المليون عاطل " رغم انهم يحملون الشهادات التي اوصاني بها والداي "
فأقف حائرا هل فعلاً الشهادة تنفعني في هذا الزمان كما اوصاني والداي ؟
ام موهبتي عندما اطوّرها هي فعلا من ينفعني ..؟

الشهاده نعم ستنفعني اذا كان نظام التوظيف يسير على خطة مُجدولة فحساب عدد المقبولين بالكليات والمعاهد مُرتبط بعدد المتقاعدين لضمان حصولي على وظيفة بعد تخرجي مباشرة
تضمن لي حياة كريمة
بمرتب يُمكنني من الزواج والاستقرار
بمنزل املكه دون الحاجه الى الاقتراض
هذا إن استطعت اصلا بمجرد الراتب امتلاك منزل .. دون ان احمل عاتقي بالديون لأجل ان اوفر لنفسي ابسط حقوقي وهي تكوين اسره آمنه اجتماعياً وليست آمنه جنائيا وحسب

..
نعم حبانا ‏​‏​الله نعمة الأمن الجنائي ولكن حقيقة بلدنا غير آمن اجتماعياً فلا تكاد تجد مواطن اﻻ وقد ارهقته الديون بل ان نسبة المقترضين وصلت الى 89% لماذا ؟
لأجل ان يوفر لأبنائه حياة كريمة في دولة كريمة تعيش على ثرواتها دُول ..!

إذا .. الشهاده في هذا الزمان غير مجديه بقدر الموهبه .. ولكن نحن اعتدنا على ان نستورد كل شيء ﻻ نكاد نصنع ونعمل اﻻ اشياء بسيطه ﻻ تُقارن بحجم المواهب المدفونه بين شبابنا ..

هل كل طالب تخصص في الجامعه هو فعلاً راغباً لهذا التخصص ؟؟
ام انه وجد انه التخصص الاكثر ندره والاقل انتظارا لعدد السنوات حتى يتم توظيفه .. ؟

لماذا ﻻ يتغير مفهوم ان المستقبل مرتبط بالشهادة الاعتيادية 12 سنة تعليم عام 4 سنوات تعليم عالي او ما فوقها ..!

لماذا ﻻ يفتح المجال لمسابقات بشكل دوري في تخصصات منوعه والمجال مفتوح لجميع الهواة ومن خلال ذلك يتم استقطاب المواهب وتنميتها وتعليمها في مجالها فقط دون تعكير او عرقله ثم تثبيتها بوظائف رسمية بمرتبات قويه وحوافز لمن يستطيع تطوير عمله ومجاله .. حينها سيفجر كل موهوب طاقته في مجالها الصحيح ..
وسينمي بذلك وطنه حينها سيفخر بوطنه فعلا ﻻ قولا .. !

على سبيل المثال ..
لماذا ﻻ يكون هناك مجمعات خدمية حكومية في كل مدينة وموظفيها من اصحاب المواهب تكون لخدمة السيارات او اي خدمات اخرى توفر وظائف صناعية عمليه وحتى ان كنا لم نعتد عليها مسبقا , كالسباكه والنجاره والحداده او هندسة وصيانة الاجهزة الاليكترونية او الفنون التشكيلية وغيرها من الوظائف ولكنها رسمية تضمن للشاب إستقرار وأمان وظيفي ورواتب مغريه تشتمل المجمعات على كوادر وطنية من محاسبين وإداريين وبذلك تعمل لخدمة السيارات الحكومية والمباني الحكومية بالمقام الاول وﻻ مانع ايضا من فتح خدماتها التجارية للمواطنين وريعها يكون عائد لنفس المجمع ليكون مكافآت وحوافز لتشجيع العاملين وتنمية مواهبهم وقدراتهم , ستوفر هذه المجمعات ثقه الشباب السعودي بنفسه وانه قادر على العطاء اذا أتيح له المجال وأيضا انها أمان وظيفي واستقرار إجتماعي وتوفير لعقود الشركات التي تتعهد بالمباني الحكومية والسيارات التابعة للحكومة وستُقلص استقدام العمالة الاجنبية وستُوجه ربما رجال الأعمال لتقليد هذه المجمعات ومنافستها اذا أثبتت نجاحها واستقطاب ايدي عاملة سعودية ..

لماذا لا يتم بحث واستقطاب المواهب وتحديد القدرات ( فعلياً ) من المرحلة المتوسطة .. ماذا لو طُورت هذه المواهب واستقدمت ودُرست في هذا المجال فقط دون الدخول في دوامة من اختبارات تحديد القياس وغيرها من العقبات ماذا ستنتج لنا ؟
مواهب شابه حظيت بعناية منذ الصغر ثم استثمرت في الكبر واختصرت مسافة المعمعة في عالم الجامعات والمواد التخصصية والغير تخصصية ولو ان كل موهبة نـُميت من الصغر وحظيت بمتابعة لخرج لنا مبدعين في مجالاتهم ولو ان كل موهوب في اي مجال دُعم كما يُدعم اصحاب المواهب في كرة القدم فقط !!
لرفع علم المملكة العربية السعودية في جميع الميادين العلمية ..

الموهوبين ﻻ يحتاجون الى فرض آراء ..
الموهوبين يحتاجون الى
احتواء ،
الى عناية ،
الى استشعار باهميتهم لمجتمعهم ..
الى لفته اعلامية وتعريفية لهم ..
الى دعم مادي قبل المعنوي ..
فالمعنوي ربما يكون بكلمة
" انا فخور فيك "
" انت مبدع "
" انا ارجوا لك مستقبل باهر "
جميعها كلمات تحفيزية اذا كانت فعلاً قيلت من القلب ستصل الى القلب ..

لكن الدعم المادي وتوفير المناخ المناسب للموهبة هو الدعم الحقيقي الذي يحتاج وقفة جاده من المسؤولين ..

كل شخص تجد لديه موهبة لكنه ﻻ يجروء على اطلاقها الا اذا استشعر انه لبنة بناء للأمة الإسلامية وان الوطن يحتاجه وان الله اختار له هذه الموهبة دون غيره لحكمة بالغة منه سبحانه
اذا استشعر ذلك حق الاستشعار وشعر بالمسؤولية بما حباه الله من نعمة وفضّله على كثير من خلقه .. حينها ستتفجر مواهبه كالسيل الجارف اذا كان في طريقه الصحيح انتفع منه المجتمع .. اما اذا لم يوجه الى طريق صحيح فسيتبعثر ويُدمر ويُخرب ..

~ كل ما أراه امام عيني الآن وما احلم به ..
عنوان صحفي عريض وهو قضية ذلك الشهر من الاعوام القادمة بإذن ‏​‏​الله تعالى ..
نادي الموهوبين بالرياض ونادي الموهوبين بجده يتنافسان لشراء افكار الشاب السعودي صاحب افضل اختراع عالمي لعام ….. من ( نادي الموهوبين بالشرقية )
بمبلغ يتجاوز 50 مليون ريال ..
فعلا هذه المنافسة الحقيقية والمواهب الحقيقية .. هذه من تطور وتنمي وتنفع المسلمين هذه المواهب هي أولى من غيرها بأن تدعم اعلاميا واجتماعيا

ولعلي اختم مقالي بكلمة والدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للموهوبين
إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا ،ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها او نتجاهلها ،
لذلك فإن مهمتنا جميعا أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله ،
لمستقبل نحن في أشد الحاجة اليه في عصرالابداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن .

اخوكم / عمر بن عبدالله الزويد
للتواصل عبر تويتر
@omar_616


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى