رسائل المجموعة

المـــــكان !! 4-4

الجزء الاخير من القصة

LastDance.jpg

المكان : النزاع الأخير .

انقضت الغربان علينا واخذنا نضرب بعشوائية ..

وتعثر احد الشبان واختل توازنه .. وسقط على ظهره ..

وتحولت عليه الغربان .. وهبينا لإنقاذه .. وطالبتهم بالعودة الى الخلف قليلاً

وجذبهم الى احدى الأشجار الكبيرة لنحتمي من الهجوم الخلفي ..

ونجحنا في القضاء على الغربان .. واصيب الشاب الذي تعثر بإصابة بليغة في عنقه ..

واضطررنا الى الإنقسام .. قسم يعود بالمصاب الى القرية .. وقسم يبقى ..

في نفس الوقت في الجهة الجنوبية للمقبرة ..

قال الإمام بحزم وقوة : لا اعلم من انت ولا من اين جئت ولكن والذي نفسي بيده

لن تخرج من هنا حياً !

إبتسم شبيهه وقال : من يدري ..

وبسط الإمام يديه الى السماء .. وقام شبيهه بإخراج سيفه الذي تقطر منه الدماء ..

وبدأ الإمام بالدعاء :

لاإله إلا الله العظيم الحليم .. لاإله إلا الله رب العرش العظيم .. لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم

اللهم احيني .. اذا كانت الحياة خيراً لي .. وتوفني اذا كانت الوفاة خيراً لي .

وبادر شبيه الإمام بالهجوم .. و اصاب الإمام في كتفه ..

ورد عليه الإمام ولكن .. اخفق في اصابته ..

وتعوذ الإمام من الشيطان .. وهجم مرة اخرى وفشل في اصابة شبيهه

وذلك لسرعته الهائلة .. واصاب الإمام في قدمه هذه المرة ..

وتراجع الإمام الى الخلف قليلاً .. وانقض شبيهه بسرعة وطعنه في فخذه ..

وجثى الإمام على ركبته اليمنى ..من شدة الإصابة ..وقام بسرعة

واخذ شبيهه ينهال عليه بالضربات .. وهو يصدها بسيفه ..

وبدا الإعياء واضحاً على وجه الإمام الذي قال وهو يلهث :

لا إله الا الله .. لا إله الا الله ..

اللهم انت عضدي ونصيري ..بك اجول واصول وبك اقاتل ..

وانقض الإمام بقوة .. وهوى بسيفه

بقوة .. ولكن شبيهه صدها بقوة مما ادى الى كسر سيف الإمام ..

ولم يتبق مع الإمام سوى مقبض سيفه .. ولكنه لم يتردد ..

هجم مرة اخرى وامسك بسيف شبيهه .. وانتزعه منه بقوة ..

وبضربة واحدة .. فصل رأس شبيهه عن جسده ..

وتناثرت الدماء من حول الإمام ..

و اخذ سيفه المكسور وعاد الى نقطة الحراسة .

بعد عدة ساعات .. قبيل الفجر .. في القرية .

دخل والد حنان الى غرفة إبنته ليطمئن عليها ..

ولكنه لم يجدها ..

بحث عنها في البيت كله .. ولم يجد لها اثراً ..

واخذ سيفه وشعلة من النار وخرج ليبحث عنها ..

وبحث عنها في جميع انحاء القرية ..

وعندما اقترب من الطريق المؤدي الى القصر المهجور .. تعثر بفردة حذاء

ولم يكن سوى حذاء حنان .. وفزع والدها ظناً منه انها خطفت ..

واسرع الى القصر المهجور .. ودخل وبحث عنها ..

ووجدها .. بجانب ذلك الرجل .. وكان يربت عليها ويهدأ من روعها ..

وصرخ والدها بغضب : حنان !!

وفزعت حنان لرؤيته وحاولت الهرب ولكنه امسك بها والقى بها بكل قوة على الأرض

وصرخت حنان من قوة الضربة .. ولم تستطع الحراك ..

والتفت والدها الى الرجل الذي لم يحرك ساكناً ..

وقد بدا وجهه مشوهاً من الحروق ..

وامسك به والد حنان وقال : من انت .. وماذا فعلت بحنان هيا اجبني !

رمقه الرجل المشوه بنظرة لها الف معنى .. ولم يجب .

وتراجع والد حنان الوراء وهو يتمتم .. وقال بصوت خافت ..

.. مستحيل ..

واخرج سيفه بسرعة .. وتقدم نحو الرجل المشوه الذي حاول ان يهرب هو الآخر

واخذ يزحف .. ولكن لم يمهله والد حنان اي فرصة .. وغرس سيفه في ظهره

ولم يصرخ الرجل المشوه .. بل كتم المه .. وانحدرت دمعة ساخنة على وجنته المهترئة ..

وصرخت حنان .. بكل الم ..

والتفت والدها اليها .. وقد اختلفت نظرته اليها ..

وكأنه تحول الى شخص آخر ..

ولم تتحمل حنان الموقف .. وانهارت .. واخذت تبكي

واخذ يقترب منها وهي تتراجع الى الوراء وتتوسل اليه ..

لا ارجوك .. وقال لا تخافي يا ابنتي ..

لن اؤذيك .. ورمى بسيفه جانباً ..

واحتضن حنان .. التي قالت بصوت يخنقه البكاء :

سامحني يا ابي ارجوك ..

واخذ يربت على ظهرها وهو يقول بحنان بالغ :

انتي إبنتي الغالية .. كيف اغضب عليك ..؟

وامسك بعنقها .. واخذ يخنقها .. وهو يكرر كلامه ..

واخذ يقول بصوت متهدج : إبنتي الرقيقة .. حنان

وكانت حنان عبثاً تحاول المقاومة .. وجسدها ينتفض..

وإستسلمت لقبضة والدها .. ولفظت انفاسها الأخيرة ..

وارتخى رأسها الى الوراء .. وانزلها ببطئ .. وهو يبكي .

بعد صلاة الفجر في القرية

بعد عودتنا من المقبرة .. ومعنا الإمام وادائنا لصلاة الفجر..

انتشر خبر اختفاء اختي حنان ..

وقد كان والدي في حالة يرثى لها وهو يطلب منا ايجادها .. وانقسمنا الى فريقين .. فريق يبحث في القرية والقصر المهجور ..

والآخر يبحث في خارج القرية .. وبقرب المقبرة ..

واستمر البحث لساعات عدة .. ولم نجد لها أثراً ..

اكاد اجن .. اين ذهبت يا ترى .. ولماذا ؟

ومرت الأيام .. وحزن والدي حزناً شديداً على حنان ..

واصبح طريحاً للفراش ..

واشتد المرض عليه .. وفارق الحياة بعد اسبوع واحد من غيابها .

يوم الجنازة

حزن العديد من اهل القرية على رحيل والدي ..

وبعد الصلاة عليه ودفنه .. قام الإمام بواجب التعزية تجاهي..

وقال : إن لله ما أخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى

فلتصبر وتحتسب يا اخي بارك الله فيك .

وشكرته على ماقام به .. وبعد ان قام كل اهل القرية بواجب التعزية ..

عدت الى البيت .. واستسلمت للنوم.. وحلمت بإنني في المقبرة ..

وبدأت احس ببرودة غريبة في الجو ..

وانتشر الضباب ..

وقد بدا هذا المشهد مألوفاً ..

ولمحت شبح فتاة .. تدنو من احدى القبور ..

وناديت بإسم حنان .. و هربت ..

وبدأت الحق بها .. ووصلت الى ذلك المكان ..

وكان الباب مفتوحاً .. ودخلت .. الى تلك الغرفة ..

واخذت انادي بإسمها ..

ولم تكن هناك إجابة ..

وكان هناك باب ذهبي في آخر الغرفة ..

ودخلت منه الى قاعة مستديرة ..

فيها ثلاثة ابواب

وتردد صدى .. لصوت أنثوي يقول..

مرحباً بك ايها الغريب .. اي رياح طيبة ساقتك الى هنا ..؟

لقد رأيت شبح فتاة يدخل الى هنا وظننت بإنها اختي المفقودة حنان ..

هل تعرفين شيئاً عنها ؟

نعم .. حنان الطيبة ..

طلبت مني إيصال رسالة لك ..

هل تريد رؤيتها .. ؟

نعم .. ارجوك .. اين هي .. ؟

أترى هذه الأبواب .. ؟

خلف كل باب منها قسم من الرسالة ..

وتقدمت .. وفتحت الباب الأول .. واذا بهالة من الضوء .. تسطع في القاعة ..

ورأيت من خلالها .. مشهد لأبي وهو يرافق امي الى البيت في ليلة زواجهم ..

ومشهد آخر .. لأمي في زواج احدى قريباتها .. وقد بدت حزينة وهي تنظر

للأطفال وهم يلعبون ..

ومشهد آخر لأمي وهي تبكي في الليل .. وابي يحاول ان يخفف عليها ..

ومشهد آخر .. لأبي .. وهو يفكر ..

وتلاشت الهالة .. وتوجهت الى الباب الثاني ..

وفتحته .. ومشهد للقصر ولم يكن مهجوراً ..

بل جميلاً و مليء بالحياة .. وكانت الأم تعتني بإبنتها الرضيعة ..

.. وارتسمت على محياها ابتسامة دافئة ..

ومشهد آخر لأبي وهو يزور القصر .. واستقبله صاحب القصر بإبتسامة لطيفة ..

وكأنه يعرفه منذ فترة طويلة ..

وتلاشت الهالة .. وفتحت الباب الأخير ..

واذا بمشهد لشخص متلثم يتسلل الى القصر في الليل ..

ومشهد آخر .. للشخص الملثم يصارع الزوج في الممر ..

وضربه بقوة على رأسه وفقد الزوج وعيه ..

ومشهد للملثم وهو يخنق الزوجة في غرفتها وحاولت المقاومة..واصابته في معصمه

واحكم قبضته وأجهز عليها .. ومشهد آخر للملثم وهو

يأخذ الرضيعة ويخبئها في القبو .. ويبدأ بإشعال النيران في القصر ..

ومشهد آخر .. لأهل القرية وهم يحاولون اطفاء النار ..

ووجدوا جثة الزوجة متفحمة تماماً ..

وانقذوا الرضيعة من الإختناق في القبو ..

وكانوا يبكون بشدة ..

ومشهد .. لرجل مشوه .. يهرب الى القبو ..

وهو يرتعد خوفاً ..

..ومشهد لأهل القرية وهم يسألون عن مصير الرضيعة ..

ومن يعتني بها بعد الحادثة المآساوية ..

وتكفل أبي بها .. وتسلمها من الشيخ ..

ومن ثم .. مشهد لأمي وهي تداعب الطفلة الرضيعة ..

وبدأت هالة الضوء بالتوهج قليلاً .. وأنتقلت لمشهد في القصر ..

عند الرجل المشوه .. وحنان .. وأبي .. !

.. مستحيل ..

وسمع أهل القرية في ذلك اليوم .. صراخ مريع .. وبكاء متواصل ..

وظن البعض .. بإنه انهار ولم يتحمل وفاة والده .. واخته المفقودة .

وضرب رأسه في الجدار..

وتلطخ الجدار بدمائه .. وهو يصرخ ..

من قتلت لإحضاري .. اي دماء سفكت من اجلي ..

وامسك برأسه .. وشد شعره .. وهو يقول في حرقة ..

سامحيني يا حنان .. فأنا مثلك .. لا اعرف من انا .

علم جميع اهل القرية والإمام اولهم .. ماحصل لحنان ..

وقد صدموا لسماعهم تفاصيل القصة التي دعّمها الفتى بأدلة لا غبار عليها ..

حيث اخبرهم اين يمكن ايجاد جثة حنان .. ووالدها المشوه ..

ومرت الأيام..والأسابيع..

وعاد الجميع في العيش بشكل طبيعي ..

وقرر الفتى الرحيل .. بحثاً عن جذوره ..

ولكنه وجد بعد عدة ايام .. ميتاً بشكل طبيعي .. خارج حدود القرية..

وبقيت هوية الفتى .. سر لا يعلمه احد ..

ومرت السنين .. وترددت اشاعات .. حول

سماع بعض اهل القرية لطرق على ابوابهم .. بعد منتصف الليل

في يوم محدد في كل سنة .. نفس اليوم .. الذي مات فيه الفتى .

TheEnd.jpg

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى