رسائل المجموعة

الدعوة إلى الله كرسي !!

[ مدخل ]

تزدحم المكتبات والتسجيلات الإسلامية بآلاف الأشرطة الإسلامية .
البعض منها غثاء كغثاء السيل ، والآخر منها ما هو مفيد في محتواه ، عزيز في طرحه .
وهذا ليس تقليل من أهمية الشريط الإسلامية ، ولكن لبيان ضعف بعض ما يطرح . وذلك لنميز الغث من المفيد !!
 



 
الدعوة إلى الله كرسي !!
يجب ألا يعتليه إلا من هو أهل له .
وبصراحة يجب أن يزال من اعتلى الكرسي بغير وجه حق .

وأنا هنا لا أُحَجِمُ من الدعوة إلى الله ، بقدر ما أطالب من أراد الارتقاء في سلم الدعوة أن يتعلم ويعلِّمُ وفق الشرع الحنيف ووفق منهج الدعاة المصلحين  .

لأن الدعوة إلى الله عبادة والعبادات توقيفية ، ولا يجوز اللعب بها ، وإدخال طرق بعيدة عن الدعوة بعد المشرق عن المغرب !!
 
فنرى الآن من يتحدث في شريط له عن قصص خيالية ورؤى منامية ، لم ولن تحدث أبداً  .
وفي هذا يصدق حديث الصادق المصدوق -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حيث قال : " سيكون في أمتي دجالون كذابون يحدثونكم ببدع من الحديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم "
 
وثاني القوم من يروي تجارب بذيئة له أو لغيره .
وآخر جعل دعواه مسرحاً لما يطلبه المستمعون !!
فإن أرادوا الضحك نكّت ، وإن أرادوا الرقص أنشد ، وإن أرادوا الأُنس قص ، وإن أرادوا فهم سيرته تبجّح بـ الأنا !!
والهدف -كما يزعمون- توعية الشباب والشابات  !!

وكأن الشباب سذج لا يفهمون إلا الضحك و سرد القصص والمنامات .
حتى أصبحنا الآن نأخذ ديننا من الخرافات والخزعبلات ، ومن أناس لا نثق في دينهم ، ولم يُعرف عنهم الجد في الطلب ولا عُهِد عنهم ثناء الركب  .

أحدهم طرح شريطاً يتحدث عن فسقه وشربه للخمر ويجاهر بذلك !!
ومع ذلك لقي رواجاً ليس له مثيل ، فاق في ذلك أشرطة ابن باز وابن عثيمين !!

والآخر  -وهو الأسوأ- يطرح عشرات الأشرطة والهدف العام منه :
القهقهة والنكت والضحك والكلام الفاحش الرديء !!
حتى إنه يقلد أصوات الحيوانات والنساء وأصوات … -أعزكم الله- !!
فهو قد خرج من الدعوة الجادة إلى دعوة التهريج !!
 
وفي بعض الأشرطة من يأتي بالأغاني الماجنة والقصائد المتفسخة لينهى الناس عنه . فهل يجتمع كلام الله ومزامير الشياطين في شريطٍ واحد ؟؟!!
فـ سبحان الله  !!

والأدهى والأمر وماله القلب ينفطر أنهم يتنافسون في ذلك .
وتوزع الأشرطة في المدارس وحلق القرآن بل وفي المساجد وعند الإشارات الضوئية .
فـ لله المشتكى من أمة أصبحت بضاعتها الضحك والفرفشة والقصص والمجاهرة بالسوء .

ولا عجب أن يأتي رابع وخامس يتحدث عن قيامه بالزنا أو اللواط أو …. إلخ .

والعينات السيئة تزداد وتنتشر .
والطلب عليها يفوق العرض !!

فأين قول الباري -سبحانه- :
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن … "
  
إخواني/أخواتي العقلاء : ما فائدة شريط أسمعه وأفني وقتي في سماعه ، ثم أخرج منه بل فائدة تذكر ؟؟!!
أو إن كانت هناك فائدة فهي محدودة وعاجله ؟؟!!

إخواني العقلاء / أخواتي الحكيمات :
كم أتوسم في وجوهكم الخير ؟
وكم آمل منكم إعمال العقول وعدم إهمالها ؟
كم آمل منكم نبذ العاطفة التي قد تكون في يوم ما عاصفة ؟
 
وتخيلوا معي موقفنا في يوم من الأيام ، ونحن قد ضيعنا كلام العلماء واتبعنا سبيل المتعالمين !!
كيف سيكون حالنا ؟؟!!
وكم سيكون خسراننا ؟؟!!
 
فـ لنتق الله ونخشاه .
ولا نتخذ ديننا لهواً ولعباً ومجاهرةً وقصصاً ، وننبذ كلام العلماء ورائنا ظهرياً !!
لأن ذلك سيصيرنا إلى ما صارت إليه بعض الأديان والملل والمذاهب ، حيث انتشرت في أديانهم ومللهم ومذاهبهم الكثير من الخرافات والخزعبلات والأساطير .
ويكون السبب تسفيه كلام العلماء والعقلاء وإتباع اللعب والقصص !!
 
حتى قال الرسول الأمين :
" إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا "
 
ولنتذكر :
عن جابر بن عبد الله قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، فحمد الله وأثنى  عليه ، ثم قال : إن أفضل الهدي  هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها   ، وكل بدعة ضلالة .
فليسعنا ما وسع القوم قبلنا ، فلسنا على طريق أهدى منهم ، ولا نريد أن نفتتح أبواب ضلالة !!
 


 
نقطة آخر السطر :
كم أنت حكيم يا والدي ؟
فقد ضربت بيد من حديد على المتعالمين والمتشدقين ، ووضعت منهجاً حكيماً في الإفتاء ، حتى لا يفتات الناس على علمائهم ، وحتى لا تعلوا أصوات الرويبضة فتتفجر الفتن .
فلك كل الحب والدعاء والشكر يا خادم الحرمين الشريفين و يا خادم الدين والعلم وأطال الله في عمرك على طاعته.
 
محبكم / يوسف بن عامر الدهمشي 
[ محافظة حفر الباطن ]


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. البعض يروي القصص المؤلمة لشرب الخمر وغيرها من المعاصي حتى يتعض الاخرين … ولكننا امة نجيد ونتفلسف في الانتقاد لمجرد الانتقاد فقط ان من بعض هؤلاء المتفيقهون في نظرك افاد مجتمعه اكثر واكبر من بعض شيوخ المناصب فرفقا بمصطلح النقد ياهؤلاء

  2. أهلاً بك أخي الفاضل محسن الجعال . ليس مجرد نقد ما قرأت ، بل هو طرح من الواقع . وليس دليل نجاح الرجل أن يهتدي على يديه الواحد أو الألف . ولكن دليل النجاح أن يهتدي على يديه رجل وفق المنهج الحق . وأن يكون بعد هدايته يهدي -بأمر الله- آلاف على الحق . (رغم أن الكثرة ليست دليل نجاح) . صدقني لم يفتي عالم متبحر ، أو طالب علم متفقه ، أو حتى رجل عامي على منهج سليم ، لم يفتي أو يكتب أحدهم فتوىً شاذة أبداً . والسبب أنهم يكتبون بنور من الله ، ألا وهو العلم الشرعي . ولكن قِسْ على هذا من يكتب ويفتي بدون علم ، فهو يفسد أكثر مما يصلح . وهذا مشاهد وواقع ، واسأل عنهم وستجد ما يفيدك ويبين لك . أخي محسن : في الختام ، أسعدني تعليقك ووجهة نظرك المحترمة ولو أنك قد دخلت في نيتي وقصدي ، ولكن عفا الله عنك وشرح صدرك ، ولك مني كل الشكر والدعاء ..

  3. البعض من اول الشريط لاخره قصص مأساويه يعتمد اسلوب الترهيب لماذا لايكون هناك تنويع وذكر بعض الامور الايجابيه التي سيكون لها اثر اكبر لدى المستمع من اسلوب الترهيب . فلابد من التنويع

  4. أشكرك على رأيك الدال على رقي فكرك . وهذا منهج الشرع الحكيم ، أن الدين بين الخوف والرجاء والمحبة . وهم كطائر له جناحين وذيل ، فمتى اختل أحدهم وقع الطير . ( كما ذكر ذلك العالم الرباني ابن القيم ) . والبعض من الدعاة -هداهم الله- استغرق في ذكر الترهيب والتخويف ، حتى أهلك الناس ، وجعل الجنة شيء مستحيل الوصول إليه ، وجعل التوبة أمراً صعباً لن تبلغه حتى تقتل نفسك ، وربما لن تقبل بعد . بارك الله في عمرك ووقتك .

  5. بارك الله فيك يا ابو عامر انا احمد عبد الرحمن الشهري اللهم اجعل القراءن ربيع قلوبنا وهمومنا وغمومنا

  6. شرفت الموضوع بمرورك الراقي . واسأل الله أن يهدي الجميع لكل خير وصلاح . دمت بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى