رسائل المجموعة

إنفجار المخ

كيف يمكن التقليل من إمكانية حدوث انفجار المخ

أخذ المريض يتذكر ما حدث له؛
حيث لاحظ في يوم ما أنه لم يتمكن من إدارة مفتاح (المنبه) عندما حول أن يملأه كعادته كل يوم، واعتقد أنه متعب ونسى الأمر؛ خاصة أنه كان في الصباح على خير حال، ولكنه لاحظ أن إقفال باب البيت بالمفتاح أصعب من السابق، وما آثار انتباهه أيضاً أنه اسقط مفتاح السيارة ثلاث مرات قبل أن ينجح في إدارتها.

واعتقد المريض أنه أنهك جسمه في العمل المتواصل، وانه يحتاج لبعض المقويات وقرر أن يمر على عيادة الطبيب، ولما جلس في العيادة بعض الوقت لاحظ زوال الآثار التي اشتكى منها، فهم بالانصراف،
ولكنه حظه أن دوره قد جاء ؛ فاضطر للدخول إلى الطبيب ؛ منوهاً بأنه تعجل في الحضور لمجرد حدوث بعض الظواهر التافهة، ولكن الطبيب لم يتفق معه في الرأي؛ وطلب منه إجراء بعض الفحوصات؛ التي أكدت شكوكه؛ وكان المريض محظوظاَ أن يضع يده على العلة في وقت مبكر.

فالقليل من الناس يعلمون أن الضعف المؤقت أو فقدان القدرة على التركيز لفترات محدودة تتراوح بين خمس دقائق أو ثلاثين دقيقة قد يكون مقدمة لأزمة كبرى في المخ يجب العمل على تحاشي وقوعها، لأنها إذا وقعت فإن نمط الحياة يتغير تماماً، فبدلاً من التمتع بالحياة قد يتحول إلى مشلول أو معوق بأي صورة من الصور، وقد يواجه الموت المفاجئ مع كل أسف.

ويمكن للإنسان أن يتفادى وقوع مثل هذه الأزمة، بتغيرات معينة في نمط الحياة فإن عقارا بسيطاً مثل الأسبرين أو في الحالات الضرورية مواجهة عملية جراحية بسيطة يقرر الطبيب أنه لابد منها، أفضل من مواجهة أمور أفدح .. وكلما كان العلاج مبكراً، كلما كان التلف الذي يصيب المخ أقل في تأثيره

إصابة المخ :

يتكون المخ من مائة بليون خلية عصبية وتريليونات متعددة من الأعصاب، وبالرغم من أن وزنه لا يزيد على 2% من وزن الجسم فإنه يستهلك 70% من الأكسجين المتواجد في الدم.

ولأن المخ لا يستطيع أن يختزن هذه المواد، فإنه يحتاج إلى مدد مستمر لا ينقطع منها، وإذا ما أعيق وصول الدم إلى المخ لمدة أربع دقائق فقط، فإن خلايا المخ تبدأ في التلف. وترجع أكثر من 80% من الأزمات المخية إلى تكون رواسب من الكولسترول والدهون تعرف باسم الصفائح، وزيادة حجم الصفائح تعمل على تخشين سطح الشرايين؛ ويعمل السطح غير المنتظم على اضطراب تدفق الدم وتكون دوامات حول الصفائح، مثل أي عائق يعترض في وجه سائل متدفق، مما يزيد من احتمال حدوث الجلطات.
ومعظم الجلطات من هذا النوع (حوالي النصف) تنتقل بواسطة الدم من القلب إلى المخ عبر الشريان السباتي المار في الرقبة.

ومن الأنواع الشائعة سقوط دم متجلط من سطح أحد الشرايين الكبيرة، ومن ثم اندفاعه مع مجرى الدم خلال الشرايين الأصغر إلى أن يصل إلى المخ، ويمكن أيضاً للدم المتجلط في إحدى غرف القلب أن يتسرب إلى مجرى الدم، فإذا وصل إلى المخ حدثت الأزمة.

وتؤثر الأزمة عادة على المراكز المخية التي تؤثر على الحركة واللغة والحواس، وفي حالة الأزمات القصيرة فإن الجسم؛ يقوم بواسطة بعض الإنزيمات إذابة الجلطات والتغلب عليها، وهناك نوع آخر من الأزمات، تنتج من تمزق أحد الأوعية الدموية بالمخ، ومن ثم يتدفق الدم إلى النسيج ألمخي المحيط، مسبباً تلفها ، كما تبدأ خلايا المخ القريبة من التلف.

وينتج هذا الانفجار من تمدد الأوعية الدموية وانتفاخها (مرض الأنورسما) ومع تقدم السن فإن هذا الجزء المنتفخ يصبح ضعيفاً ويمكن أن يسبب في حدوث أزمة.
فعندما يتمدد الشريان، تصبح الجدران أقل سمكاً، وإذا زاد التمدد عن حد معين فإن الشريان يمكن أن يتمزق.
ومن العوامل الأساسية في حدوث مثل الصدمة المخية ضغط الدم المرتفع؛ فإن نشوء قوة غير متحكم فيها من هذا الضغط يضعف من جدران الشرايين، ويمكن أن تسبب في انتفاخ الشرايين الصغيرة في الخ.
وعلى أية حال فإن ضغط الدم يزيد من احتمال حدوث الصدمة المخية سواء كانت الشرايين منتفخة أم لا.
والسبب الأقل في حدوث الصدمات يمكن أن ينتج عن عيوب خلقية تؤدي إلى وجود نقاط ضعف في الشبكة المخيرة.

هل يمكن الوقاية من حدوث الصدمات:

هناك عوامل لا يمكن التحكم فيها، بينما أن هناك عوامل أخرى يمكن التحكم فيها بالدواء وبتغيير نمط الحياة، وحيث أن بعض مسببات الأزمة قد لا تسبب أعراضاً ظاهرة، فإنه لا يمكن للشخص أن يعرف وجودها إلا بالحرص على الكشف الدقيق.

ومن العوامل التي يمكن التحكم فيها:
1- ضغط الدم:
حيث يتسبب ضغط الدم المرتفع في حوالي 40% ممن حالات الصدمة المخية، ويعرف ضغط الدم المرتفع بأنه الضغط السيستولي (العلوي) الذي يزيد على 140مم زئبق، والضاغط الدياستولي (السفلي) الذي يزيد على 90مم زئبق، ويتسبب الضغط المرتفع في إضعاف جدران الشرايين وزيادة ظاهرة الانتفاخ، ومن ثم زيادة تكوين الصفائح الدموية.
والخطوات الأولى للتحكم في الضغط تتكون من الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، وإنقاص الوزن؛ فإذا لم ينجح ذلك فإن على الطبيب أن يصف الأدوية التي تستطيع التحكم في الضغط ليصل إلى حدوده الطبيعية.

2- التدخين:

اثبتت الدراسات أن فرصة حدوث أزمة مخية تزيد بنسبة 50% لدى المدخنين إذا ما قورنت بغير المدخنين.
فالتدخين يؤدي لتصلب الشرايين، ويسرع في تكوين الجلطات، والنيكوتين يسرع في عمل القلب ويزيد من ضغط الدم، كما أن أول أكسيد الكربون الناتج من التدخين يحل محل الأكسجين في الدم، مما يزيد مرة أخرى من ضغط الدم، إذ يزيد عمل القلب لتعويض الأكسجين المفقود.

3- الأزمات القلبية:

تتسبب الأزمات القلبية في احتمال زيادة مخاطر الأزمات المخية، إذ تتسبب في عدم كفاءة القلب في ضخ الدم بانتظام، وزيادة ضربات القلب، وكل ذلك يمكن أن يؤدي إلى تكون جلطات، فإذا كان لدى المريض تاريخ سابق في الأزمات القلبية أو عيوب في الصمامات، فإن على الطبيب عادة أن يصف للمريض أدوية تساعد على سيولة الدم (كالأسبرين أو الوارفارين).

4- مرض السكر:

يضاعف مرض السكر احتمال الإصابة بأزمة مخية، حيث يؤدي لتكسير الفيبرين؛ وهو أنزيم يعمل على تماسك الجلطات الدموية، إضافة لتأثيرات متعددة أخرى في الدورة الدموية، وإذا اجتمع ضغط الدم المرتفع مع السكر تزداد المخاطر بشدة؛ وكلا المرضين قابلين للتحكم؛ ومن ثم تقليل المخاطر الناجمة عنها.

5- مستوى الكولسترول الضار في الدم:

زيادة مستوى الكولسترول منخفض الكثافة يزيد من مخاطر الأزمات المخية، وعلى العكس من ذلك فإن زيادة نسبة الكولسترول عالي الكثافة يؤدي إلى تقليل مخاطر تكون الصفائح ومن ثم يقلل المخاطر.
لذا يجب مراعاة حمية غذائية تحتوي على قليل من الدهون والكولسترول، وإذا لم تنخفض نسبة الكولسترول نتيجة لذلك، يمكن للطبيب أن يصف أدوية تخفض الكولسترول.

6- كشف العلامات الأولية مبكراً:

بعد أن عرضنا لعوامل الخطر، فإنه يمكن تداركها بنمط سليم للحياة، وبالحرص على الكشف الدوري للتأكد من عدم وجود الأمراض المؤثرة حيث يمكن تبين وجود ضغط دم عال أو سكر أثناء الفحص بسهولة، كما يمكن توقع احتمال حدوث أزمات قلبية، فإذا شعر باحتمال أي منها، يستطيع أن يجري الكشوف اللازمة لوضع يده على الاحتمالات.
فإذا تبين له مثلاً وجود ضيق في احد المجاري الدموية فإن الأسبرين قد يكون كافياً لتسييل الدم والتقليل من تكون الجلطات، وهناك خيارات أخرى يقررها الطبيب، وفي الحالات الأشد قد يقرر الطبيب إجراء جراحة وقائية؛ فإذا ما حدثت الأزمة لا قدر الله بالرغم من كل ذلك فإنه كلما كان التشخيص والعلاج مبكرة؛ كلما كانت نسبة الشفاء أكبر.

الأعراض المنذرة:

راقب الأعراض المنذرة جيداً، وسارع فوراً للفحص إذا لاحظت أياً منها، وتتضمن هذه الأعراض:

· ضعف مفاجئ، أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الرجل خاصة إذا كانت مركزة في اتجاه واحد.
· توقف مؤقت مفاجئ في الرؤية، خاصة في عين واحدة.
· فقد النطق أو تلعثم في الكلام غير واضح السبب.
· صداع حاد مفاجئ، غير معروف السبب.
· دوران غير متوقع، وفقدان للاتزان خاصة إذا كان مصحوباً بأعراض أخرى.

ماذا تفعل للتقليل من المخاطر:

الوقاية خير من العلاج؛ ولتقليل فرص المخاطر عليك بإتباع ما يلي:

– تحكم في الكولسترول والدهون.
– اتبع حمية تعتمد على مواد غذائية تؤدي لتقليل الكولسترول والدهون خاصة والدهون المشبعة التي تؤدي إلى زيادة الصفائح، واعمل على تقليل كمية اللحوم التي تتناولها، واستخدام زيوت غير مشبعة كزيوت الذرة ودوار الشمس أو زيت الزيتون.
– أكثر من تناول الخضراوات والفواكه خاصة تلك التي تحتوي على البوتاسيوم ومضادات الأكسدة.
– تجنب شرب الكحول تماماً.
– انقص من كمية الصوديوم (ملح الطعام) خاصة إذا كان لديك ضغط دم مرتفع.
– احرص على الرياضة المنتظمة، فإنها تخفف ضغط الدم، وتساعد القلب في أداء عمله وتقلل من حدوث الأزمات.
– احرص على أن يكون وزنك في الحدود الطبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى