رسائل المجموعة

أنا نبتة أبية ..

نبتة أبيه …

أتيت يوم من الأيام وعندي بعض النباتات على مكتبي …
وكنت أداوم على رعايتها والعناية بها وسقايتها …
فأصبحت جزاً من حياتي اليومية…
اليوم وجدت أحدها قد ماتت …
وحاولت وبشده أن أنزعها لشكلها المشوه للبقية …
ولكن لم أستطع لقوة تشابك الجذور ..
فإما أخسرهم جميعاً .. أو أتركه ..
…. فصورتها بجوالي المتواضع … وكتبت هذه الخاطرة …
لما لمست في نفسي شي…..

وسأتكلم باسم النبتة …

أنا نبته .. خلقني الإله بلا سمع ولا بصر …
لكن في جوفي شكر للنعم ..
وتسبيحات للإله أبد الدهر …

أما أنت … أيها البشري .. بسمع وبصر ..
تعلم وترى وتحس وتشم …. وكل الإحساس بك قد إنهمر …

أما أنا بك … فلا أقترن …
نعم ..
أنا أحب … بل أحفظ المعروف إن بدر …

الآن … نعم الآن ولحظة لا يشهدها تاريخُ … ولا بشر
ودعنا رفيقتنا … فلن تنزعها باليسر…

شربنا الماء.. وتقاسمنا النهر ..
شممنا الهواء العليل ..
سوي…

لنا إحساس وشعور ….
وإن لم يكن هنالك روح…

نحن في قنينة وحدنا … بفضائن …
لا حسد هنالك ولا قهر..
باختصار .. بلا بشر…

في قنينتنا .. عشنا اللحظات الحلوة ..
في قنينتنا … جذورنا قد انتشرت ..
تجاورت ..وتشابكت …
بل ..
بالأحضان التصقت .. فما عدنا نهتم
لمن هذه الجذور أو تلك …مادمنا في قنينة واحدة
وعلى قلب واحد …

لا تهمنا الإشاعات والإشعاعات …
فالماء من نصيبنا بالتساوي ولا نكترث …

نتشاطر نصيبن ..

فهل ننسى الود ..
فهل ننسى الحب…

لا والله… والذي خلق جذوري وأليافي …
وأزهاري ..
وكل ذرة فيني …. لن ننسى الود…

نودعه …
ولن تنزعها من…

نودعها … وقد شددنا على جذورها أكثر وأكثر ..
ولن تنزعه…

كيف ننسى تراشق المياه من حولن…
كيف ننسى سباقنا للقمم ..
لن تنزعه…

هل ستنزع قيمن ..
حبن ..
مبادئن …

إن نزعته ..
فانزعنا معها … فهذا حفظنا لودن..

أنا نبتة أبيه .. فلا تحقر هواني …
فلا تستهين بحجمي ..وألواني
لا تهمش وجداني ..
فودنا… لا ينتزع …

بإختصار … أنا نبتة أبية ..
أنا لست كالبشر …

محبكم أبو إبراهيم
عبدالله اليوسف

http://twitter.com/aiyousef


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. كتبت فابدعت , فاعجزتني عن الرد . صراحة , كلاااااام جميل جدا , أعجز عن وصفه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى