رسائل المجموعة

ألقاك في المساء.. ا قصة قصيرة ا

السلام عليكم
صباحكم أحلى من الحلا
كانبة الرسالة في الصباح
هذي أول رسالة أحاول أرسلها للقروب واتمنى تنال على اعجابكم، وهي عبارة عن قصة قصيرة
اتمنى أن تنال على استحسانكم


..ألقاك في المساء..
فراغ… لم أجد داخلي شعوراً حينها.. لذلك استطيع القول أن ما غمر مشاعري حينها هو الفراغ..
اللا شعور.. إن كان هناك شيء كهذا حقاً.. حين تلقيت الخبر الذي يزعمون أنه حزين!!
لذي مهدوا طويلاً لإخباري به.. وتكتموا الأمر أطول مدة.. وأخيراً…..
لم يستطيعوا الاستمرار في مسرحيتهم.. فسقطت الأقنعة وظهرت الوجوه الحقيقية.. الوجوه التي يعلوها حزن رهيب..
بنظراتهم المنكسرة الحزينة والدموع التي جف بعضها وإن كان أكثرها لا يزال يتدفق والأعين المحمرة المنهكة من أثر البكاء..
بعدما رأيت هذا المنظر أيقنت أن شيئاً على غير ما يرام..
فسألت في دهشة: ماذا حدث؟؟
لكنهم أجابوا على سؤالي بسؤال.. قالوا: هل نظرت إليه جيداً؟؟ هل تذكرين ملامحه؟؟
أجبتهم بكل ثقة: نعم.. نظرت إليه جيداً.. وأذكر ملامحه، أذكر ابتسامته البريئة ونظرته الخجولة التي لا تطيل النظر إلى شيء _ كلمسة طفل وليد حين تميل على فراشه لتلاعبه _ أذكر كل شعرة في رأسه، وكل خدش في ذراعه، أذكر يديه الصغيرتين وكل لعبةٍ أمسكت بها..
ولكن لماذا تسألونني هذا السؤال؟؟
تلاقت نظراتهم طويلاً.. وطال صمتهم أكثر..
صرخت فيهم: ماذا حدث؟؟ لماذا تسألونني عنه؟؟
عندها أنفجر أحدهم في البكاء، وتشاغلوا بتهدئته.. بعد أن صمت أخيراً.. نظرت لهم وقلت: لازلت أنتظر الجواب..
تنهدوا وقال أشجعهم: تقولين أنك نظرت إليه جيداً؟؟
قلت: نعم..
قال: هذا جيد.. فأنتِ لن تريه الآن!!
ارتفع حاجباي في دهشة وقلت: وما الجديد؟؟ فهو قد خرج ولن يعود إلا في المساء!!!
سيقترب مني ويقبلني ويريح رأسه الصغير على صدري، لأداعب شعره ويستسلم للنوم..
قال في ارتباك: لا.. أنتِ لن تريه الآن ولا حتى في المساء..
قلت في دهشة أكبر: ولماذا؟؟ أنا لم أغضبه اليوم.. وحتى وإن أغضبته فلا بد أن يعود في المساء.. فهو لا يستطيع الابتعاد عني!!
عندها قال في نفاذ صبر: كلا.. لن يعود أبداً.. فهو لم يعد ينتمي إلى عالمنا هذا!!!!

لا أدري ما حدث بعدها.. كل ما أذكره أن الوجوه تداخلت حولي
والأصوات أصبحت عالية بالنسبة لي رغم أن من يتحدث حولي كان يهمس بها..
فقط أذكر أن ساقاي تخاذلتا تحتي.. فسقطت على الأرض ومن حولي أصوات تقول: كان مسرعاً.. السيارة انقلبت… يصرخ… جرح عميق في الرأس.. الإسعاف تأخر… أخرجوه… لكن… المستشفى… العناية المركزة… همس باسمك مراراً… القلب… لقد توقف!!!!
وقفت على قدميَّ مرة أخرى ونظرت لهم ثم انفجرت ضاحكة!!!!!
وقلت لهم: حمقى.. أنتم جميعاً حمقى.. إنه سيعود في المساء كعادته.. وحينها سترون كم أنتم حمقى..
تركتهم وانصرفت.. جاء المساء جلست أنتظر قدومه.. وكلي ثقة أنه آتيٍ لا ريب.. انتظرت وانتظرت…………
بدأ القلق يدب في أعماق قلبي.. شيء داخلي يقول إنهم كانوا صادقين…
ولكن…. لا … إنه آتي.. سأنتظر وانتظر.. صحيح أنه لم يتأخر يوماً عن موعده ورغم ذلك أنا متأكدة أني سأراه الليلة..
انتظرت طويلاً ……….. وأخيراً …………… ها هو قد جاء!!!
أراه من بعيد وهو يقترب، نهضت من مكاني وضحكت.. اندفعت أركض نحوه.. وكل همي حينها أن أحتويه بين ذراعي وأزيح شعره الأسود عن جبينه لأقبله وبعدها سأفكر أن أغضب على تأخره..
وقبل أن أصل إليه شيء ما في مظهره جعلني أتوقف وأعيد النظر إليه..
إنه هو!!!! ولكن ما الذي تغير فيه؟؟؟ أمعنت النظر جيداً..
يا إلهي!!!!!
ما هذا الشحوب الذي يعلو قسمات وجهه؟؟ لماذا تبدو ثيابه في حالةٍ مزرية كأنه خرج لتوه من عراك عنيف؟؟ والأهم ما هذه الدماء التي اختلطت بخصلات شعره الأسود؟؟
أسرعت إليه أمسكت به قبل أن يسقط على الأرض.. احتويته بين ذراعي.. مررت يدي على شعره الأسود فوجدت جرحاً عميقاً في رأسه.. قبلت جبينه الملوث بالدماء.. ضممته إلى صدري بكل قوتي.. فتأوه في ضعف من الألم الذي يسببه له جرحه.. نظرت إلى عينيه فلم أجد تلك النظرة الخجولة.. بل وجدت نظرة خائفة مذعورة..
همست في حزن: ماذا فعلوا بك يا صغيري؟؟
فكان أن ابتسم في ضعف وقال: ألم يخبروك بما حدث؟؟
قلت: بلى.. أخبروني.. لكني لم أصدق!!
قال في ضعف أكثر: صدقي.. صدقي..
قلت له في إصرار: لا.. لقد أخبرتهم أنك ستعود في المساء كعادتك..
قال بصوت لا أكاد أسمعه: نعم.. سأعود في مساء كل يوم.. حين تغمضين عينيك.. فهذا أقصى ما أستطيع فعله..
قلت: لماذا؟؟ ألن أستيقظ صباحاً على همسك؟؟
قال في ضعف وحزن: لا..
قلت: ماذا عن قبلتك التي تطبعها على خدي قبل أن تنام؟؟
ابتسم في حزن أشد وقال: لا..
وصمت قليلاً ثم قال: لكنك تستطيعين رؤيتي كل يوم في أحلامك.. فأنا حقاً لم أعد انتمي إلى هذا العالم!!! عليك أن تصدقيهم..
لم أستطع الرد عليه.. فقط التقت نظراتنا طويلاً.. وحينها أدركت أن عيناه لم تفقد فقط تلك النظرة الخجولة بل وفقدت بريق الحياة..
غمضت عيناي لأداري دمعة كادت أن تسقط..
فقال: لا تبكي… فهذه هي الحياة لا تمنح السعادة أبداً.. هذه هي الحياة قاسية..
فتحت عيناي مرةً أخرى.. ولكن….. أين اختفى؟؟ وأين أنا؟؟
أدركت أنني كنت أحلم.. وأنه حقاً لم يعد!!
لقد جاء الصباح.. ولكنه لم يعد!!
وكان ما تأكدت منه أنهم صادقين.. لكن ليس في كل شيء..
صادقين في رحيله..
صادقين في أنه لم يعد ينتمي إلى هذا العالم..
لكنهم كذبوا.. أو لنقل أخطأوا..
فأنا سأراه كل مساء كعادتي..
سأراه كل مساء في حلمي الذي أتمنى أن لا أصحو منه أبداً..
حتى أراه دائماً..


في انتظار آرائكم وانتقاداتكم
ـاس AlMaSs ألمـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى