منوعات

أعظم قصص التسامح التي سطَّرها البشر

forgiveness

نتعرض لمواقف صعبة تجعلنا نفقد أحبتنا، أو أشياء عزيزة علينا؛ لتشكل نقطة فاصلة في حياتنا. منا من لا يستطيع أن يغفر لمن أخطأ بحقه، ومنا من يتسامى، ويتعالى على كل الجراح ليعفو ويسامح. ونعرض أعظم قصص التسامح التي سطَّرها البشر.

الأم الإيرانية التي صفحت عن قاتل ابنها

التسامح

على الرغم من أن الأم الإيرانية “سميرة علي نجاد” التي فقدت ابنها في حادثة قتل، كانت مصرة على تنفيذ القصاص بحق قاتل ابنها. في أبريل عام 2014 أدانت المحكمة القاتل بلال في قتل الشاب عبد الله ابن الأم سميرة، وقد حددت موعدًا لتنفيذ حكم الإعدام شنقًا بحقه بعدما ثبتت عليه تهمة قتل عبد الله 18 عامًا، في مدينة نور شمال إيران عام 2007. وفي اليوم الذي تقرر فيه تنفيذ القصاص بالشاب بلال كان للأم وزوجها تفكير آخر.

وفي هذا السياق قالت الأم:” رأيت ولدي عبد الله قبل عشرة أيام من تنفيذ الحكم، وطلب مني العفو والتسامح لكني بقيت مصرة. وقبل يومين من الحكم، رأيت عبد الله في منامي مرة أخرى، لكنه كان غاضبًا، وأدار ظهره لي، ورفض أن يكلمني”. وفي يوم تنفيذ الحكم، قال الزوج لزوجته سميرة: “اليوم القرار لك”. كانت الأم في البداية مصرة على تنفيذ القصاص على الرغم من توسلات بلال.

وفي اللحظة الحاسمة وبعد أن التف الحبل حول عنق بلال، وكان مقررًا أن يتم ركل الكرسي من تحت قدميه، صعدت الأم سميرة وصفعت بلال صفعة قوية على وجهه. وقالت:” أحسست وكأن الدم بدأ يجري في عروقي، وغادرتني كل مشاعر الحقد والكراهية، وانفجرت في البكاء، وأمرت زوجي بإزالة الحبل عن عنق بلال”. وعلى الرغم من أن سميرة حررت بلال من وثاق الحبل، ومن الإعدام، إلا أنه لا يزال في السجن كونه مدانًا قضائيًا. وبعد العفو عن بلال، لأول مرة تشعر سميرة بالسلام منذ مقتل ابنها.

ناجية من معسكرات الاعتقال النازية تبنت حفيد قائد نازي

التسامح
قررت “إيفا موزيس كور” البالغة من العمر 80 عامًا أن تتسامح مع كل من جرحها، بمن في ذلك النازيين. فقد اعتُقلت إيفا وأختها التوأم في معسكرات الاعتقال النازية مع بقية العائلة التي لم ترها بعد ذلك الوقت. وكانت إيفا وأختها من الناجين من معسكر الاعتقال، لكنهما كانتا مجبرتين على التجارب الطبية المروعة التي كان يجريها الطبيب “جوزيف مينغيل” الذي كان يُعرف باسم “ملك الموت”. وكانتا من بين 200 شخص من التوائم الذي نجوا، من أصل 1500.

وقد تم تحريرهم على يد القوات السوفيتية عام 1945. وبعد عقود على ذلك، تلقت إيفا بريدًا إلكترونيًا من “رنيار” 49 عامًا يعبر فيها عن اشمئزازه مما فعله جده “رودالف هوس” الذي كان مسؤلًا في القوات الخاصة في السجن. وقال بأنه سيتبول على قبر جده إن عرف مكانه. وكان هوس قد أُعدم على يد قوات التحالف الأمريكية في معسكر اعتقال في بولندا عام 1947 لاتهامه بالقيام بجرائم ضد الإنسانية. وقد طلب رنيار منها بأن تكون جدته بالتبني، وبعد أن التقت به وافقت على طلبه، وعبَّرت عن فخرها لذلك. وتأمل إيفا في أن تعود علاقة رنيار بعائلته التي قطعها عام 1985.

رجل سُجن ظلمًا عفا عن مُتهِمه

تسامح

لا يحدث أن يلتقي رجل سُجن ظلمًا بمن اتهمه، لكن هذا ما حدث فعلًا مع “ريكي جاكسون” 57 عامًا. في عام 1975، اعتُقل جاكسون واثنان من أصدقائه على خلفية اتهامهم بقتل رجل في بقالة في كليفلاند في أوهابو. وألقي القبض على المتهمين، وقضى اثنان منهم فترة سجن بلغت 39 عامًا، قبل أن يُطلق سراحهما عام 2014. وقد اعتُقل جاكسون ورفاقه بناء على شهادة صبي بالغ من العمر 12 عامًا، لكنه تبين بعد كل هذه السنوات الطويلة أنه لم يقل الحقيقة.

كان الصبي يعلم بأنه لم يقل الحقيقة، وعايشه الشعور بالإثم والذنب. وقرر بعد كل هذه السنين أن يخبر القس بأنه كذب على الشرطة، والمدعين العامين. وقال بأنه فعل ذلك لمساعدة الشرطة التي تواطئت في شبكة أكاذيب دمرت حياة الناس. وقد أمره القس بأن يتواصل مع جاكسون ورفيقه، أما الرجل الثالث الذي كان قد اعتقل معهما فقد أُطلق سراحه عام 2003.

وفي أواخر عام 2014، التقى ريكي جاكسون بمتهِمه الذي اتهمه زورًا، وحين التقى ريكي لم يكن اللقاء مليئًا بالضغينة، بل لقاء حمل التسامح والعفو. وقال له: “حسنًا يا أخي، أنا وأنت كلانا من الضحايا، وأنا قد سامحتك، أنا هنا شخصيًا لأخبرك بذلك”.

عفو البابا يوحنا بولس الثاني عمن حاول اغتياله
البابا يوحنا بولس الثانيفي 13 مايو عام 1981 تعرض البابا “يوحنا بولس الثاني” لمحاولة اغتيال أثناء وجوده مع حشد من الناس في “ساحة القديس بطرس” في البرتغال على يد المسلح التركي “محمد علي آغا”. ونُقل البابا إلى المستشفى وقد استقرت الرصاصات في الأمعاء الغليظة، خسر معها كميات كبيرة من الدم. وبعد أربعة أيام من محاولة اغتياله، عفا البابا عن محمد وزاره في السجن.  وقامت إيطاليا بترحيل آغا إلى تركيا، واعتُقل هناك لاتهامه بقتل صحفي تركي عام 1979. وعاد في 2014 إلى إيطاليا؛ ليزور قبر الرجل الذي أطلق عليه “الأخ الروحي”.

الأم التي سامحت ابنها الذي حاول قتلها

سارة بنسونسامحت الأم “سارة بينسون” ابنها إسحاق الذي حاول قتلها في مشاجرة وقعت في منزلهما في يناير 2015. واعتُقل إسحاق بعد أن دفع والدته على الأرض محاولًا خنقها، وقد توسلت إليه أن يتركها، ثم غابت عن الوعي وحين استيقظت وجدت نفسها في حوض الاستحمام تنزف، فاتصلت على الإسعاف. تأمل سارة في أن تقدم لابنها العون، والتي تصر بأنه لم يكن كذلك، لكن طفولته السيئة هي من دفعته لذلك، على الرغم من أنه حاول قتلها مرتين قبل ذلك.

الرجل الذي سامح زوجته التي قامت بطعنه

تسامح2

سامح خباز في “جرمسبي” في إنجلترا زوجته التي طعنته لاتهامات بالغش. “جولي بالانس” اتُهمت بإصابة “دينيس بالانس” بقصد إحداث أذى جسدي خطير في 21 أكتوبر 2014، فقد أصيب بإصابات بقفصه الصدري، ومعدته. لكن دينيس قال للمحكمة بأنه سامح جولي، وأنه يريد على الفور أن يعود إلى حياته معها.

الإيرانية التي صفحت عن الشاب الذي أصابها بالعمى

أمينة بهرامي

أُصيبت الإيرانية “أمينة بهراميل” بالعمى بعد أن تعرضت لهجوم بمادة حمضية من قبل رجل رفضت الزواج منه. وقد حكم القضاء الإيراني على المتهم “ماجد موحدي” بأن يواجه العقوبة ذاتها، بإلقاء المادة الحمضية على عينه. وكان القضاء الإيراني قد أعطى الضوء الأخضر بتنفيذ العقوبة، لكن جماعات حقوق الإنسان حول العالم ناشدت بهرامي بالعفو عنه.

أمينة بهرامي2

وبالفعل عفت بهرامي عن موحدي، وقالت بأنها سعيدة لأنها فعلت ذلك. وعلى مدى سبع سنوات كانت تطلب الانتقام، فقالت:”كان هذا حقي، لكن الضحية القادمة قد لا تفعل الشيء ذاته في المستقبل”. وقد قُدم خيار لبهرامي قبل العفو التعويض المالي عوضًا عن تنفيذ عقوبة موحدي، لكنها رفضت.

المصدر

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لا شك أن الإيرانية التي صفعت قاتل ابنها وعفت عنه يوم إعدامه من قصص التسامح.
    لكن لي إضافة هنا أن الشيخ محمد المنجد حصلت معه قصة تزامنت مع قصة الإيرانية ولكن الفارق أن المنجد عفا عن قاتل ابنه في أول يوم من الجريمة لوجه الله فلم ينتظره أن يصل به الحال إلى ساحة القصاص ولم يكن ينتظر أن يصفعه على وجهه كل يزول الحقد والكره من قلبه.
    بل سامحه لوجه الله وعفا عنه دون شروط.
    المؤلم بالنسبة لي حينها أن كل وسائل الإعلام تناقلت قصة الإيرانية وبطولتها ولم يذكر أحدا قصة المنجد.
    وأنا أراها بطولية وفيها من التسامح والرقي أعظم من أي قصة أخرى.
    أرجو منكم ياإدارة أبو نواف كتابة قصة المنجد لعلها تكون عبرة ودرسا للتسامح.
    وتوثيقا لقصة حصلت من زمن قريب
    بارك الله فيكم

  2. القصص مليئه بالانسانيه والعفو ورحم الله خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز فقط سامح الضباط الليبيين اللذين خططا لأغتياله وكذلك قصص عفو كثيره في السعوديه عن قاتلين

  3. قصص التسامح كثيرة, والعالم الاسلامي مليء بقصص التسامح.
    ومنها مثل ماذكرو الاخوة الكرام الشيخ المنجد عفا عن قاتل ابنه قبل لقاءه وكان العفو في لحظة تلقيه الخبر
    ديننا الاسلامي يحثنا عالتسامح والعيش بسلام وترك الخلق للخالق الى يوم تفتح فيه الصفحات ويحاسب كلن بما عمله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى