رسائل المجموعة

أحمد … عبقري أم مجرد أحمق ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

خمس سنوات مرت على أحمد وهو يعيش بنفس الطريقة دون اي تغيير , فأحمد يا اخواني يعيش منتظرا ذلك الحظ ليأتي ليحقق له احلامه ويضعه في المكان المناسب الذي يستحقه فهو أذكى من ان يكمل دراسته لأشياء لا يحبها ولن تزيده الا لقب ووظيفة يحلم بها الكثير !! وهو اكثر اهمية من ان يعمل كبقية الناس في وظائف هامشية فما يراه في نفسه لم يره الناس بعد حسب رأيه وهو يحتاج فقط لشيء من الحظ ليحصل على فرصته الحقيقية وبالطبع لا يعرف متى سيحدث ذلك …!

لازال طوال هذه الفترة يحصل على الجرائد الصباحية قبل الجميع ليس كمعظم السعوديين ليقرأ الكاريكاتير او الفضائح او اخبار نقل المعلمين او اشاعات الزيادة على الرواتب بل يقرأ بنهم وشغف كبيرين معظم المقالات والاخبار السياسية وكل مايعتقد انه مهم ومفيد وبعد ذلك يقرأ كل مالا يفيد وهو كثير ولكن أحمد يقول ان الامور التافهه يجب ان تعرفها لكي تستطيع مشاركتها مع بقية الناس !! وجهة نظر غريبة ولكنها صحيحة بكل تأكيد فصعب جدا ان تفتح موضوع جاد مع الاشخاص من حولك ولكن جرب ان تذكر اسم لاعب مشهور او فنانه فائقة الجمال وستحصل على محادثة قد تطول لساعات وقد تتحصل منها على صداقة ومعرفة قد تفيدك او تسليك !!

لا يحب أحمد ان يجاوب على الاسئلة التي تتعلق بدراسته ومتى سينتهي منها فهو دائما ينكر توقفه عن المحاضرات منذ زمن طويل ويدعي ان التخرج على الابواب !!

ولكنه في الحقيقة يرى ان الكثير من المتخرجين من مختلف الكليات لا يفقهون شيء واقصى احلامهم هي وظيفة تؤمن العيش والسفر ولاتستغربوا من ذلك فهو يرى ان معظم الشباب من حوله ليسوا الا مجموعة من الشهوانيين او المتحجرين وهم جميعا لايعرفون كيف يستخدمون عقولهم في التفكير فهم لا يرغبون في الاستماع ولا في النقاش …. لذلك يرى ان الجامعات لم تقدم شيء ابدا واي مثال جيد لمتخرج يحمل عقل منير وطموح حقيقي هو نتيجة عمل شخصي سواء من الشخص نفسه او من اهله والقريبين منه اما الجامعه ومناهجها فهي مجرد احجار يجب عليك حملها من نقطة الى نقطة اخرى لكي ترميها وتحصل على اجرك واجرك في الجامعه هو الشهادة بكل تأكيد , لذلك هو يرى ان 90 بالمية من الكليات يجب اغلاقها ومن يريد دراستها يستطيع ذلك عن طريق الانتساب فليس هنالك حاجة لتضييع الوقت في المحاضرات فهي لاتفيد فغالبية الطلاب لا يستذكرون دروسهم الا في اخر الاسابيع !!!

أنا متأكد انكم تعتقدون ان احمد شخص منعزل لايحب الناس ولكن ذلك ليس صحيح على الاطلاق بل قد يكون اكثر الاشخاص قدرة على الاندماج مع كل طبقات المجتمع الاغنياء والفقرا الكبار والصغار .. المثقفين وحتى الجهلة والاميين !! انا معكم بان ذلك صعب على شخص لايرى ان معظم الناس يعيش بطريقة صحيحة ولكن احمد يدافع عن نفسه ويقول ان معظم البشر يجب ان يعيشوا بشيء من السذاجة ويستحيل عليهم او يصعب عليهم ان ينظروا للأشياء من حولهم على حقيقتها فالحياة بالنسبة لهم بسيطة وشعارهم في الحياة ( الجهل نعمة ) وهم غالبية عظمى ومتشابهين حتى لو اختلفت اديانهم وجنسياتهم فهم متسرعين في الاحكام يلاحقون الاضواء حتى لو لم يعرفوا مصدرها لا يريدون ان يتقدموا في حياتهم حتى لو اعلنوا عكس ذلك لانهم يخافون من الابتعاد عن البقية فهم يعيشون في جماعات لاتغير من اماكنها لا تثق في الغرباء ولكنها تكرمهم وتساعدهم !

ولكن احمد يقول انه يعرف كيف يتعامل معهم فهم لايحبون المتعالي ولا من هو اعلى ثقافة وذكاء منهم لذلك هو دائما يتحدث معهم في الامور التافهه بالنسبة له ويشاركهم نشاطاتهم الممله ايضا بالنسبة له ولكنه يقول انه يختار احيانا الاوقات المناسبة لكي يستعرض بعض من ثقافته وفلسفته الخاصه اما لمساعدتهم او لنصحهم ولكن بأقل الطرق تعالي فيجب ان تجعلهم جزء من الفكرة وكأنهم صنعوها معك .. طبعا الكلام لأحمد ويكمل فيقول انهم يعرفون انه متقدم عليهم ولكنهم يعتقدون انه لايدري ولايحاول ان يثبت ذلك ولذلك هم يحبونني ويفسحون لي في المجالس و يكنون لي المحبة والتقدير … واعتقد ان احمد يبادلهم نفس الشعور .

يستطيع احمد ان يقنعك بالكثير من الاشياء وقد يكون عمله في المواسم التجارية المزدحمه مع والده كبائع في احد محلاته التجارية قبل سنوات طويلة ساعده في استخدام اسلوب لين مهذب للحصول على موافقتك ولكن اطلاعه وثقافته وايضا متابعته للكثير والكثير من الحوارات والنقاشات عبر التلفاز هي المؤثر الاكبر في اسلوبه النقاشي الذي يعتمد على النظرة الشخصية للأمور حيث تسمع منه بعض العبارات وكأنه يتحدث عن شيء لم يسبقه احد له وهذا بالطبع غير صحيح ولكن نظرته خاصه جدا وايضا يعتمد في اسلوبه الحواري على فصاحه واضحة وبلاغة اكثر وضوح …

احمد من الاشخاص المقبولين لا اقول الجميلين ولكن المقبولين جدا حيث يمتلك حضور ملفت ولايمكن لك الا ان تتقبله فهو يبدو لمن يراه لأول مره شخص ودود جدا وهذا بالطبع ليس له فضل في ذلك ولكن احمد يقول ان شخصية الانسان تنعكس على شكله ويستدل على ذلك بالتوائم المتطابقه حيث ان التشابه يقل مع الزمن خصوصا حين اختلاف هوايات وطباع التوائم عن بعضهم !! لن افتح له مجال لكي يبين وجهة نظره بشكل اكبر لاننا لن ننتهي لذلك دعوني اكمل … بالاضافة الى شكله المقبول وحضوره اللافت يمتلك حس عالي بالموضه على الرغم من كرهه الشديد لكل ماهو مقيد وانيق حينما يكون لوحده ولكن حينما يحتاج لمظهر جيد فهو يستطيع التعامل مع ذلك بحرفية عالية .

يبدو انني اكثرت من المديح ولكن كل ذلك لكي ابدأ بماهو سلبي في أحمد وماجعله يبقى كل هذه الفترة بدون تحقيق اي شيء …..


في الرسالة الثانية ستعرفون تفاصيل اكثر عن أحمد ولا اخفي عليكم انه شخصية تستحق المتابعة …

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. انا كنت زي كذا لكن الان درست الشي الي ماحبه عشان ضروف الحياه لازم يضحي بشي عشان يعطي شي . موضوع رائع وطرح رائع .

  2. بصراحة احمد هذا عبقري وقد بدأ لي للوهلة الاولى وأنا أقرأ الموضع انه المقال يصفني أنا … واكثر شي اتفق فيه مع أحمد أنه 90 بالمية من الكليات يجب اغلاقها اللهم كليات الشريعة يمكن على الاقل الواحد يستفيد منها في أشياء تفيده في اخرته..

  3. الصراحة مو بس أحمد اللي يعاني من مثل هذه المشاكل أغلب الشباب العربي يعاني منها و خاصة الشباب الخليجي لكثرة العمالة الوافدة ….:( الله يكون في عونه و يصبره …آميــــن

  4. أحياناً يخفي الكاتب شخصيته الحقيقه ويحدث الناس عنها كأنها شخصية من نسج الخيال فهل أنت ياصديقي محمد هكذا ؟؟؟ (متابع لشخصية أحمد)

  5. بما ان الدنيا هي المسرح الاكبر و وصفك لـ محمد الموسى مشاهد صعب ترجمتها .. حتى اكبر الممثلين يصعب عليه أدائها .. دور البطل (( أحمد )) يعيشونه كثير.. والكل ينطق بلسان أحمد ابي من يحتويني .. انا ثروه بس محد عطاني وجه ..! خذها نصيحة عيش بسيط .. أفيد لك 😉 ولنا في حياة ((الخبول )) عبرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى