مقالات

واقع الإعلام الإخباري السعودي وتحدياته

واقع الإعلام الإخباري السعودي وتحدياته

أجمل مكان ترى فيه الإضاءة الجذابة والشاشات المتنوعة هي استديو قناة الإخبارية ، ولكن خلف هذا الاستديو أكوام من الإرث الذي تتعجب من وجوده في قناة تعد حديثة ضمن قنوات التلفزيون، فرغم انشائها في 2004 إلا أنها تعاني من مشكلات كبيرة في الهيكل الوظيفي وآلية عمل المتعاونين واختيارهم، انتهاءً بحاجة القنوات إلى نقلة شاملة إلى عالم الصورة عالية الدقة HD بدلاً من العمل على النظام القديم SD .

عندما تدلف للقناة وترى دورة العمل ستجد أن مدير القناة يدخل في كل التفاصيل الفنية والإدارية حتى لإجازات بعض الموظفين وترتيب جداول العمل، وهذا الانهاك الدائم لمدير القناة يجعله غير قادر على التفكير بالابداع ومتابعة عمله الحقيقي في تطوير القناة ، وتحتاج الهيكلة الإدارية للقناة إلى تطوير سريع، إذ أن هناك غموض في معرفة المهام اليومية وأدوار العاملين بشكل واضح، كما أنه لا يوجد دليل انتاجي يحافظ على الخطوط العريضة لهوية القناة ويرسم سياسات العمل ويضمن بقاء الجودة مع تغير الفريق.

وبالمقارنة مع القنوات الفضائية الأخرى تجد أنها متقدمة بمراحل عن القنوات السعودية وتحديداً الإخبارية فلا يمكن أن تقارن غرفة أخبارها بقنوات مثل: الجزيرة والعربية ، فتجد الفرق الشاسع بين الخبرة الصحفية والتجربة الحديثة، وترى الخبر يمر برشاقة من مصدره إلى غرفة التحرير وتوضع عليه الصبغة التحريرية الخاصة بالقناة ثم يصحح ويراجع ويعرض بطريقة فنية في نشرات الأخبار مصحوبة بلقطات جرافيكس أو مداخلة مراسل أو فلم توضيحي.

إن لدى الإخبارية جزءاً من الأساسيات الفنية والكوادر البشرية التي يمكن العمل عليها لصناعة محتوى اخباري يستحق المتابعة وينفذ الخطط والرؤى الإعلامية، ولكنها توقفت عن التطوير منذ تأسيسها فأضعفت المخرجات المتوقعة.

وتحتاج الإخبارية إلى معرفة الخلل الكامن فنياً وإدارياً والوقوف معها بصراحة وشفافية والتعامل معها باحترافية شاملة، ولعل نقل مهام القناة إلى هيئة مختصة يسهم في تخفيف العبء عنها كونها تابعة لوزارة رسمية وتعاني من صعوبة في الإجراءات الإدارية وخصوصاً فيما يتعلق باستقطاب الموظفين والاستغناء عنهم، ولعه يمكن إيجاز الوضع الحالي والفرص المستقبلية للقناة على النحو الآتي:

 

الإمكانيات الفنية والهندسية:

  • تفتقد القناة لأساسيات صناعة المحتوى الإخباري الاحترافي.

  • أجهزة القناة المختلفة تعمل بصيغتي (4:3) SD وأخرى ( 9:18) HD وهذا أثر على جودة البث وارشفة المواد، وأدت إلى ضعف عام في انتاج المواد بسبب ازدواجية الصيغة.

  • التوزيع الفني لإمكانية الاستديو لم يستخدم فيها كامل المساحة مما أعطى صورة رتيبة عن محتوى القناة.

  • الإمكانيات الفنية والهندسية للقناة لم تبن على نهج ونظام واحد فأدى هذا التشتت إلى تفاوت جودة المحتوى لدى المشاهد.

  • المشاكل الهندسية في أجهزة البث بحاجة إلى مراجعة كاملة والخروج بتوصيات لتطويرها فهذه القناة تمثل وزارة الإعلام في المملكة ولكنها لا تعكس هذا التمثيل.

  • – تتطلب سياسات العمل الإعلامي مزيداً من المراجعة والتطوير.

  • حاجة القناة إلى تطوير الإمكانيات التقنية والفنية.

الإمكانيات البشرية:

  • طاقات بشرية هائلة تملكها القناة فهناك أكثر من 500 موظف و300 مرر وموظف انتاج إضافة إلى 200 فني تلفزيوني، ولكن لم يستفد منهم بسبب غياب منهج عملي وإجراءات واضحة.

  • هذا العدد الكبير من الموظفين تسبب في وجود تكدس داخل القناة وأظهر التباين بين الجادين في العمل ومن حضر لاثبات التواجد في ساعات العمل الرسمية.

  • الكوادر البشرية بحاجة إلى دورات تدريبية عاجلة وأولية في المحتوى والأجهزة الإخبارية الموجودة.

  • ضبابية الهيكلة الإدارية وعدم وضوح المرجعيات والصلاحيات ومهام العاملين في القناة.

  • إجراءات العمل مرتبطة بمدير القناة ونائبه في جميع المهام، وهذا أثر كثيراً على رسم السياسات المستقبلية وتوجهاتها وأصبحت الإدارة العليا منغمسة في أعمال روتينية ليست من أولوياتها.

عوامل النجاح مستقبلاً :

  • وجود الدعم المالي الرسمي من الحكومة كونها قناة سعودية رسمية.

  • وجود هيئات جديدة يمكن نقل الكفاءات إليها والاستغناء عن الكوادر البشرية الضعيفة.

  • وجود الدعم الرسمي من القيادة الرشيدة مما يخولها الحصول على سبق صحفي في شؤون أمنية وسياسية.

  • وجود المنافسة المشجعة على الاستثمار في الإعلام والإنفاق الدائم على التجديد وتحديث التقنية.

  • الاستعانة بخبرات محلية ودولية من خلال غطاء الهيئات الرسمية والعقود المرنة التي يمكن من خلالها استقطاب الكفاءات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى