رسائل المجموعة

نصيحة عند شراء الأدوية

من المتفق عليه عالمياً أنه عندما تصنع شركة ما دواءً جديداً فأنها تحتكر تصنيعه
لمدة عشر سنوات وهذا معقول إذ أن متوسط كلفة إكتشاف وتصنيع دواء جديد تزيد
على مليار دولار

وبعد عشر سنوات يتوجب على الشركة السماح لمن يريد من الشركات الأخرى تصنيع
الدواء تحت مسميات أخرى لقاء رسم متفق عليه.

ودائماً نجد الأسم التجاري Brand name يكتب بخط كبير واضح وتحته يكتب بخط
صغير الأسم العلمي Generic name

هذه السنوات العشر الهدف منها أنها تتيح للشركة تغطية تكاليفها وتحقيق أرباحها ولكن هناك هدف يحدث تلقائياً وهو ترسيخ الاسم في ذهن المستهلك كما هو
حادث معنا بالنسبة للكلينيكس كناية عن مناديل الورق

وبعض الدول المحترمة تشترط على الطبيب أن يكتب الطبيب الدواء باسمه العلمي
وتشترط على الصيدلي أيضاً أن يعرض على الزبون كل الأصناف بالأسماء التجارية
المختلفة المتوفرة وعلى الزبون أن يقارن ويختار وعلى الصيدلي أن يساعده
على الاختيار بحياد !!

مثلاً المضاد الحيوي أموكساسيللين أسمه التجاري الشهير أموكسيل وهو الاسم
الذي تم تصنيعه به أول مره والعلبة منه سعرها أكثر من 60 ريالاً

ولكن يوجد منه في السعودية ما يقارب من 16 مستحضراً بأسماء مختلفة !!
وبعضها سعره لا يتجاوز 20 ريالاً مصنع من قبل شركات عالميةً محترمة !
لكن
والطبيب يستسهل كتابته بالاسم الشائع .. والزبون لا يعرف غير الاسم القديم

أليس من حق المستهلك أن يعرف ذلك ويختار؟

أنظروا ماذا حدث معي:

زانتاك دواء للمعدة معروف وأسمه العلمي رانيتدين .. ويتوفر في السعودية
أيضاً بأسماء مختلفة منها صناعة أماراتية وأخرى سعودية وغيرها .. وسعر الزانتاك
ضعف سعر الأصناف الأخرى تقريباً

دخلتُ صيدلية في منتصف الليل .. وكنت الزبون الوحيد وبعد مساء الخير قلت
– رانيتدين لو سمحت
أحضر الصيدلي علبة زانتاك
هو: اتفضل
أنا: ما في إلا زانتاك؟
هو: دا هوَ الأصلي
أنا: هوَ فيه أصلي وتقليد
هو: لا .. دا الاسم الأصلي إللي نزل بيه
أنا: أنا قلت رانيتدين يعني توريني اللي عندك وأنا أختار
هو: الله هوَ أنت ح تعلمني شغلي
أنا: لا أنا أعلمك حقي
هو: حقك يعني إيه
أنا: أنا أطلب رانيتدين .. تقول لي فيه رانتدين كذا وكذا وكذا وأنا أختار
خصوصاً وإن الصيدلية فاضية ولا عندك زحمة
هو: مين اللي قال كده؟

أنا: أرجوك ما راح أدخل معاك في مين قال .. ومين ما قال .. إنت صيدلي
وتعرف تماما "الفارماكولوجي" (تعمدتُ قولها بالإنجليزية) ..وبتعرف بالتأكيد
الـ ethics (اخلاقيات) المهنة وأصولها .. وطلبت منك الدواء بالـ generic وتعرف كمان أنه كان عليك تسألني الـ Strength (قوة الدواء) المطلوب .. ومفيش داعي أجيب لك أجيب لك الـ ٌregulations (الأنظمة) بتاعة وزارة الصحة ..

بهت الصيدلي هينة .. ثم قال بهدوء:
– هو حضرتك دكتور .. والا بتشتغل فالوزارة

أنا: أنا فعلاً طبيب .. وباكتب في الصحافة .. وبعد كام أسبوع حاكتب زاوية أسبوعية
عن حماية المستهلك وأول موضوع حيكون عن اللي حصل الليلة وحاذكر اسم
الصيدلية

هو: أرجوك أنا فعرضك .. حضرتك ما بتعرفش زباين نص الليل .. وبعضهم حضرتك
ولا مؤاخذة بيجوا عشان يقرفونا بس .. وزي ما انت شايف حضرتك .. أنا في
الشارع ده جنب البنزينة .. واللي ما لوش شغل يجي ياخد بندول والا فياجرا ..
ويتفلسف أو يستظرف ..

عموماً عزيزي المستهلك
عندما تطلب دواءً من الصيدلي بأي أسم أسأله بكل ثقةٍ
إذا كانت هناك أدوية مثله
بأسماء أخرى وقارن بينها مثلاً السعر وعدد الحبوب مثلاً
علبة بعشرة ريالات فيها 20 حبة
وعلبة بـ 15 ريال فيها 40 حبة
وتاريخ الصنع والانتهاء
وغير ذلك
وأسأله بكل ثقةٍ وأنت تنظر في عينيه مباشرةً
عن الأفضل من بينها .. ولماذا

 

نقلا عن الدكتور فهد اليحيا المشرف على ملتقيات: ذواتنا وحماية حقوق المستهلك في منتدى دار الندوه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى