رسائل المجموعة

~~~ملك الإثارة ~~~

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من منكم لم يسمع بـــــــ

مــــــــــلك الإثــــــــــــارة

كتاب: Alfred Hitchcock : A Life in Darkness and Light

تأليف: Patrick McGilligan Author

مقتطفات من

كتاب :الحياة في الظلام والنور

لمِؤلف : باترك آرثور

عن حياة ملك الإثارة

صنع ألفريد هيتشكوك لنفسه مكانة متميزة في تاريخ السينما العالمية بأسلوبها الخاص الذي يتسم بالإثارة والرعب من خلال وسائل فنية راقية لم يستطع أي من المخرجين حتى الآن الاقتراب منها، فاستحق عن جدارة أن يكون أسطورة فنية عاشت على مدىالأجيال.

يقدم كتاب (الفريد هيتشكوك: حياة في الظلام والنور) صورة لصانعي الأفلام المثالية ويتتبع مهنته التي استغرقت ستة عقود، أنجز فيها عدداً لا يحصى من الأعمال، كما يوضح دوره في وضع أسس أهم مستويات ومواصفات صناعة ارتبطت بشخصيته مع إلقاء نظرة عميقة على حياته الخاصة والمهنية والعائلية.

مخرج الإثارة

يعدألفريد جوزيف هيتشكوك لغزاً لرجل معقد وفنان وقوة كامنة في أفلام القرن العشرين،لقد استطاع أن ينشر شبكة عبقريته في الألغاز والإثارة حول العالم في السينما والتليفزيون وروايات الإثارة، ويقدم المؤلف تفاصيل دقيقة عن كل أفلام هيتشكوك بمافيها بعض الطرائف التي يستشفها المشاهد خلف المناظر الساحرة لنجوم هيتشكوك من أمثال كاري جرانت وجيمس ستيوارت وجريس كيلي وتيبي هندريد، ولا يهتم المؤلف بعرض حياة هيتشكوك الخاصة قدر اهتمامه بعملية صناعته وإبداعه لفن عظيم. وهو يركز على حياة هيتشكوك وتأثيرها على فنه دون اللجوء إلى التحليل النفسي الرخيص كوسيلة لشرح تلك الحياة، ولعل ما يثير الدهشة في هذا الكتاب ويجعله فريداً من بين العديد مما كتب عن مخرج الإثارة هو أن المؤلف استطاع أن يخرج ببعض الملاحظات الجديدة إلى جانب إعادةالتذكرة بالأحداث السابق ذكرها عنه ولكن بطريقة جديدة والتي تتعلق بتأثير هيتشكوك على السينما وعلى فنه. كما ركز المؤلف على ابتكاراته كمخرج أفلام وكذلك على أقرانه الذين اقتبس منهم الكثير في سعيه لصناعة سينما راقية، واعتمد المؤلف في سرده وتحليله على عدة مصادر من بينها قيامه بمقابلات فريدة وحقيقية مع أصدقائه وشركائه ومساعديه مع توثيق ما نقله من أرشيف هيتشكوك نفسه.

النهج الاحترافي

يقول باتريك ماجيلان أنه في الوقت الذي كان فيه هيتشكوك محافظاً على النهج الاحترافي في أعماله فقد اشتهر بتحفظه مع الممثلين وأنه قد يصبح أحياناً ضيق الصدر وعنيفاً مع معاونيه المخلصين. وما أن يذكر اسم هيتشكوك لأي رجل أو امرأة إلا وذكر لك على الأقل فيلمين أو أكثر من بينهم فيلمي (المجنون) و(الطيور).

لقد حاول الكثيرون تقديم قصة حياة هيتشكوك منذ الأفلام الصامتة في إنجلترا حتى تبوأ عرش أفلام الإثارةوالأفلام البوليسية، وقد صوره البعض على أنه وحش أناني كان يعامل ممثليه وممثلاته على أنهم قطيع من البقر، كما كان يحلو له أن يسميهم وأنه كان يسيطر على طاقم الفيلم بقبضة من حديد، وحاول آخرون أن يتجاهلوا الجانب السيئ من حياته، أما باتريك ماكجيليان فقد عالج كل صغيرة وكبيرة في حياة هيتشكوك في هذه السيرة الذاتية التي ملأت كتاباً من 700 صفحة، لقد استطاع المؤلف أن يسرد طرائف عن أشخاص كان من المستحيل الكشف عنها واستطاع بعد فحص وتمحيص طويل أن يفصّل الحقيقة عن الخيال خاصة فيما يتعلق بشباب هيتشكوك، لقد كانت حياته العائلية قوية وظل قريباً من أفرادها طوال حياته وهو ما يدحض فكرة أنه كان تعيساً وهو معهم، لم يكن هيتشكوك ملكاً للإثارة فحسب وإنما الساحر المطلق للسينما، والحقيقة هي أن هيتشكوك كان ينتظر أي مجال يبدع فيه وأنه كان أحياناً مثيراً للإحباط

طابع الشر والخلاص

ونتابع مع المؤلف التاريخ المهني لهيتشكوك منذ عمل في ستوديو ايسلنجتون للأفلام الصامتةالذي عمل فيه طوال وجوده في إنجلترا وعلاقته المبكرة مع رفيقة عمره ألما التي لم يعرها أي اهتمام من الناحية العاطفية حسب رأي المؤلف، إلى اليوم الذي طلب فيهالزواج منها، واستمر في مسيرة حياته المزدهرة في أمريكا والتي عاش فيها بطريقةمختلفة عن حياته في وطنه وسرعان ما جلبت له النجاح والشهرة وأصبح سيداً لصناعةالسينما.

لقد كان هيتشكوك فريداً في نوعه أو نوعية خاصة في حد ذاته، كما أنأفلامه الأسطورية بما فيها (خلف النافذة) و(الخطوات الـ39) و(المجنون) بالإضافةلعروضه التليفزيونية المسماة

(الفريد هيتشكوك يقدم)

مطبوعة بطابع الشر والخلاص الذييميزه ويجعله فريداً ومميزاً، واستطاع المؤلف بمهارته في سرد السير الذاتية بطريقةسلسلة وعلمية وصريحة أن يكشف بوضوح عن شخصية الرجل خلف الكاميرا.

شخصية متناقضة

لقد كان هيتشكوك صبياً هادئاً من ضواحي شرق لندن، ولد عام 1899م وعاش 81 عاماًوبدأ حياته كمصمم إنتاج في السينما الصامتة، وكان من الطبيعي أن يصبح المخرج البريطاني الأول للأفلام الصامتة، ثم جذبه المنتج الأمريكي الشهير ديفيد سيلزنك لهوليود، ورغم أن علاقتهما كانت عاصفة فقد أسفرت عن نجاح هيتشكوك، لقد أعلن هيتشكوك ذات مرة (لست مهتماً بالمنطق، أنا مهتم بالتأثير) وقام بإعادة تشكيل ملامح الوسط السينمائي، لقد كان يحكي حكايته بطريقة مرئية وابتكر زوايا جديدة للكاميرا وقدم امتاعا مثيراً عن طريق قصص الإثارة، وكانت تساعده زوجته دائماً كشريك لا يقدر بثمن في كل مشروعاته. ومن الممكن أن توصف أفلامه بأنها كانت تخلط الظلام بالنور وربما كان ذلك لأن شخصية مبتكرها متناقضة، لقد كان هيتشكوك يعشق الإشاعات والنكات الفاضحة والشقراوات باردات العواطف مثل الثلج رغم أنه كان عاجزاً ولا يستطيع أن يشبع رغبته،وكان يستمتع أحياناً بممارسة القسوة والفظاظة ولكن كل هذا لا ينفي كونه عبقرياً،لقد كان يعمل بلا كلل من أجل المجهود الحربي البريطاني رغم أن أمريكا كانت ملتزمةبالحياد إلى أن وقعت حادثة ضرب ميناء بيرل هاربور، وكان وفياً للأصدقاء القدامى.

صفات غير مرغوبة

لقد أثبت المؤلف أن استحواذ فكرة ما مثل عشقه لمخرجه المفضل هيتشكوك يمكن أن تخرج كتاباً رائعاً ككتابه هذا، لقد اختلف هذا الكتاب عن كتاب دونالد سبوتو (الجانب المظلم للعبقرية) الذي صدر قبله بعشرين عاماً والذي ركز فيه دون داع على صفات هيتشكوك الدنيئة، ويصور ماكجيلجان هيتشكوك بأنه كان مدفوعاً في تصرفاته باضطرابه العصبي والعاطفي وإن كان زوجاً ووالداً مخلصاً ورجل أعمال صافي الذهن.

ومع ذلك فإن جوهر الكتاب يركز على ابتكاراته في صناعة الأفلام السينمائية وعلى دقة حساباته في كل فيلم من أفلامه الستين مع الاهتمام بصفة خاصةبكتاب السينما وكان معظمهم مبتدئين نوعاً ما والذين تعاون معهم هيتشكوك، ومن بين اكتشافات المؤلف قصة خيالية قصيرة لهيتشكوك وهو في سن التاسعة عشرة إلى أن وصل إلىأفلامه الطويلة التي لا تنسى. وتشمل السير الذاتية التي كتبها باتريك ماكجيلجان قصص حياة كلينت ايستوود وجاك نيكلسون وروبرت ألتمان وجيمس كاجني وكثيرين غيرهم إلى جانب كتبه التي لاقت استحساناً كبيراً مثل (فريتز لانج: طبيعة الوحش) و(جورج كوكور: حياةمزدوجة)، حيث كانا أبرز الكتب في قائمة نيويورك للكتب المرموقة، وتوج أعماله بكتابهالأخير هذا.

معايير الابتكار السينمائي

لقد ظل ألفريد هيتشكوك طوال حياته المهنية التي زادت عن ستة عقود الشخصية المسيطرة في القرن الأول للسينما ووضعت أفلامه معايير قياسية جديدة للابتكار السينمائي ودفعت حركة الرواية للأمام، لقد كان مزيجاً من الفنان المرئي والممتع بشدة، وأصبح أكثر المخرجين السينمائيين شهرة علىالإطلاق، وعبر سنوات عديدة منذ وفاته تبلورت صورة هيتشكوك في سلسلة من الصورالأيقونية التالية: الرجل الإنجليزي المروع والمقهور وسيد الإثارة، وهذه السيرةالجديدة المرموقة تركز على بحث إعجازي جديد لاستعادة هيتشكوك الرجل بكل مجده ثلاثي الأبعاد، هذا هو صانع الأفلام السينمائية الشامل الذي يتخطى دائماً الحدود بفنه،ويصل إلى آفاق جديدة لم يبلغها أحد من قبله، وهو في نفس الوقت المندفع الذي يشير إلى الممثلين والممثلات على أنهم قطيع من البقر، ولكنه يشيد بعمل كاري جرانت وجيمسستيوارت وانجريد برجمان وجريس كيلي، وهو المتحدي الذي لا يبارى والذي يختبر مدىقدرة مشاهديه لتقبل هذا الخليط من الإثارة والعنف، وهو أيضا الرجل الخاص والرومانسي المتيم والمخادع المستمر والزوج المخلص الذي كرس حياته مرة ومرة ومرات لعمله. إنكتاب باتريك ماكجيليان مثله مثل أفلام هيتشكوك قصة درامية مليئة بالاكتشافات الحديثة مزينة بقصة حب رئيسية ومرح أسود وإثارة رهيبة: إنها صورة شاملة لأكثرالشخصيات شهرة وأقلها وضوحاً في تاريخ السينما العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى