رسائل المجموعة

مقال – صباح يوم عمل

الدوام يبدأ الساعة السابعة والنصف صباحا تصحو من النوم الساعة السابعة إلا ربع على افتراض أنك أعزب
وليس لديك أبناء توصلهم للمدارس. ما إن يرن المنبه يراودك اعتقاد أنه بإمكانك النوم لمدة عشر دقائق إضافية
فإن تغلبت على هذا الإحساس ونهضت من على سريرك فإنك ستصل إلى عملك في الوقت المناسب أما إذ
صدقت إحساسك فإن العشرة دقائق ستتحول إلى ساعة على الأقل ومساحة المقال لا تكفي لذكر الآثار المترتبة
على هذا التأخير. تأخذ دش سريع وتؤدي صلاة الفجر وأنت تعد نفسك أنك ستقوم غدا لتأدية الصلاة في وقته
المحدد وهذا ما اعتدت قوله لنفسك كل صباح خلال السنين الماضية.
تركب سيارتك وترى الساعة تشير إلى الساعة السابعة والثلث فتبتسم وأنت تعلم أنها لازالت الساعة السابعة و
عشر دقائق ولكنك قدّمت الساعة عشرة دقائق لكي لا تتأخر على العمل فترى أن وقت المرور على البوفيه ل
زال ممكنا.
تضع الخمسة ريالات أمام العامل بدون ذكر طلبك فالعامل حفظ طلبك اليومي وهو بيض بالجبن (خبز مدوّر) مع
شاهي بالحليب وأثناء تحضير طلبك يأتي أحدهم ويطلب تشيز برغر فتستغرب كيف يستطيع هؤلاء الأسود أكل
اللحم في الصباح وما هي إلا لحظات وينتهي هذا الاستغراب عندما يأتي آخر ويطلب هوت دوق !
تأخذ إفطارك وتلاحظ أنه أعاد لك ريالا واحدا فقط بينما قد اعتدت أن يعيد لك ريالين وأيضا بدون أن تتكلم
تنظر له نظرة وكأنك تقول ( باقي ريال يا محمد ؟ ) فيفهمك ويشير بيده إلى لائحة الأسعار الجديدة والتي توضح
أن سعر البيض بالجبن هو ثلاثة ريالات !
تأخذ فطورك وأنت تتمتم بأنك لن تعود إلى هذه البوفيه غدا وأنت تعلم في نفسك أنك سوف تعود. تظل طول
الطريق تسأل نفسك هل ازداد السعر بسبب زيادة أسعار البيض أم أن الجبن هو من ارتفع سعره ؟
هنا تأتي مهارة السعوديين بالأكل والقيادة في نفس الوقت وتكمن الصعوبة إذا كانت السيارة قير عادي ! ولكن
الموهبة الحقيقية هي أن تأكل وتقود وتجري اتصالا هاتفيا في آن واحد وقد يقول البعض أن هذا مستحيلا ولكني
أرى أنه من الممكن القيام بذلك في وجود خدمة السبيكر !!
بلطف الله ورحمته تجد نفسك في مواقف السيارات الخاصة بالعمل وكالعادة تبدأ يومك بالسب والشتم في إدارة
الشركة لإنها لم توفر مواقف مظللة لموظفيها. ومن السب تتجه لحسد المدراء لإن الشركة وفرّت المواقف المظللة
لهم فقط. أقف عند هذا الحد فما يحدث عند بدء العمل يحتاج إلى مجلدات وأتمنى أن يكون بعض القراء الكرام
يمرون بمثل هذه المواقف عند ذهابهم إلى العمل لكي لا أحس أنني أنا الوحيد الذي أتعرض لها والهدف من هذ
المقال تنبيه القراء أيضا أن غلاء الأسعار شمل البوفيهات كفانا الله شر الغلاء.

سلطان عبدالرحمن المعجل
sultanabdulrahman@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى