اسلاميات

كتاب كل أسبوع؛ السيرة المصورة للإمام أبي حنيفة النعمان‎

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيرة المصورة للإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، ورضي عنه

لـ/د. طارق السويدان

السيرة المصورة
هو النعمان بن ثابت بن زوطى الفارسي، أبوه ثابت ذهب إلى علي بن أبي طالب وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته.
**
مع ماكانت عليه عائلته من الميل الاقتصادي فقد كانت فيه نزعة عقلية تتجه به إلى الدراسات العقلية، وكذلك كان أبوه وجده من قبله
**
على خلاف باقي الأئمة أبو مالك والشافعي وابن حنبل، كان أبو حنيفة يعمل في التجارة ويكثر التردد إلى السوق وتحول للعلم وهو شاب.
**
بدأ حياته متكلما، وقضى زمنا يجادل ويناظر، لكنه بعد ذلك نهى أصحابه والمقربين له عن الجدل..
**
رأى ابنه حماد بعد أن أصبح قاضياً عابداً ورعاً يناظر في الكلام فنهاه، فقال حماد رأيناك تناظر فيه وتنهانا عنه؟ فقال رحمه اللهكنا نناظر، وكأن على رؤؤسنا الطير، مخافة ان يزل صاحبنا، وأنتم تناظرون وتريدون زلة صاحبكم!، ومن أراد أن يزل صاحبه فقد أرادأن يُكفر، ومن أراد أن يكفر صاحبه، فقد كفر قبل أن يكفر صاحبه
**
لزم شيخه حماد بن سليمان 18عاما، ويقول في ذلك رأيت فيه علمًا عظيماً، وكان إذا جلس في بيته لا يمد رجليه
جهة بيت شيخه تأدبا معه
**
ما ترك أحداً في عصره، عنده خير في ناحية من النواحي، إلا وأخذ ما عنده من نفع، وتجنب ما عنده من خبث.
**
التقى بشيوخ من مذاهب مختلفة، ومناهج متباينة، منهم من يستبيح القياس، ومنهم من يقف عند النص لا يتعداه،
ودرس في مكة فقه الآثار.
**
جمع بين الدنيا والآخرة، بتوازن الإسلام العظيم، فمع الفقه والعلم والورع والتقوى، كان لباساً حسن الهيئة كثير التعطر.
**
كان صائماً بالنهار، قائماً بالليل، تالياً لبيان الله، محتسباً في التعليم هذا ما قاله عنه أبو بكير بن معروف صاحبه في السفر والحضر
**
كان يأمر ابنه حماد أن يشتري له كل يوم بعشرة دراهم خبزاً، ويتصدق به على جيرانه الفقراء وكل من يزوره أو يطرق بابه.
**
قال عبد الحميد الحماني: كنت عند أبي حنيفة فجاءه رجل فقال: سمعت سفيان ينال منك، ويتكلم فيك، فقال غفر الله لنا ولسفيان، لوأن سفيان فُقد في زمن إبراهيم النخعي؛ لدخل على المسلمين فقده(أي يمدحه بأنه ليس له مثيل ، حتى لو مات لتأثر المسلمون بفقده
**
امتاز في عقله بأنه بعيد الغور في تفكيره، عميق النظرة، خبر الناس فتكونت لديه حصيلة ضخمة من التجارب الاجتماعية.
**
روى عن الليث بن سعد فقيه مصر أنه قال:كنت أتمنى أن أرى أبا حنيفة، حتى رأيت الناس متقصفين على شيخ فقال رجل: يا أبا حنيفةوسأله عن مسألة، فوالله ما أعجبني صوابه، كما أعجبني سرعة جوابه،(أي سرعة جوابه أدهشتني أكثر من صحة جوابه)..
**
بهذه الصفات استولى على المعجبين فدفعه للثناء عليه، وآثار حقد الحاقدين فاندفعوا للطعن في سيرته، وهو عند أهل الحق شيخ الفقهاء
**
أخذ تجارة الخزّ عن أبيه، واستمر تاجراً إلى أن مات، وكان يمتنع عن عطاء الخلفاء امتناعاً مطلقاً..
**
طلب رجل ثوب حرير، فقال لأبنه حماد: يا حماد، أخرج ثوباً. فأخرج حماد ثوباً ونشره قائلاً: صلى الله على محمد..! فقال أبو حنيفةمه قد مدحته.. ورفض أن يبيعه، وتجول المشتري في السوق يبحث عن ثوب آخر، ولم يوفق فعاد إلى دار ابن حريث أشد ما يكون حاجة إلىالثوب، وأظهر ما يكون استعداداً لدفع الثمن، ولكن الشيخ في غير مخاشنة، ولا مشاقة، بل في سماح، رفض أن يبيع حرصاً على عدماستغلال الدين لأجل الدنيا
**
كان لا يرى حقاً لبني أمية في إمرة المؤمنين، فكان يؤيد الخارجين عليهم من آل البيت لأنهم أحق بها، وحاول ابن هبيرة أن يغريأبا حنيفة بالمناصب، لكنه امتنع وأبى.. ثم فرّ أبو حنيفة هارباً إلى مكة إلى أن استقام لأمر للعباسيين
**
عرض عليه المنصور القضاء فأبى، فأنزل به العذاب بالضرب والحبس، وأبو حنيفة يجأر بالحق غير مبالٍ بالنتائج..
**
كان يأخذ بقول الصحابة ويلتزم به، ولا يخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، ويختار من بين أقوالهم
ولا يأخذ بفتوى التابعي، بل يجتهد كما اجتهدوا.
**
تمرس في التجارة كما تمرس في الفقه، فغدا فقهه المالي متأثراً بفكره التجاري، وامتازت أرآؤه في العقود التجارية بالدقة
والتفصيل لخبرته بمعاملات التجار وأعرف الناس، ووضع أصولاً قيّد بها أحكام العقود لتحفظها وتصونها
**
حج خمس وخمسين حجة، وكان في حجه يدارس ويذاكر، ويروي، ويُفتي..
**
التقى بعطاء فسأله عطاء من أين أنت؟ فيقول له: من أهل الكوفة، فيقول له عطاء: من أهل القرية الذين فرقوا دينهم شيعاً؟ فيقول لهنعم، فيسأله عطاء: فمن أي الأصناف أنت؟ فيقول: ممن لا يسب السلف، ويؤمن بالقدر، ولا يُكفر أحداً بذنب، فقال له عطاء:عرفت فالزم
**
أوصى تلميذه أبو يوسف قائلاً له:أقبل على متفقهتك (تلاميذك) كأنك اتخذت كل واحد منهم ابناً وولداً، لتزيدهم رغبة في العلمومن ناقشك من عامة الناس ومن السوقة، فلا تناقشه ،فإنه يُذهب ماء وجهك، ولا تحتشم أحداً عند ذكر الحق، ولو كان سلطاناً،(أي لا تجامل أحداً في الحق) وأمره أن يُكثر من العبادة وذكر الموت
***

لقراءة المزيد من هذا الكتاب وغيره؛؛

تُسعدنا متابعتكم لنا، ونسعد باقتراحاتكم

من هنا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى