رسائل المجموعة

عصفور الماضي – قصة قصيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم ياجماعة.. انا حسين.. يارب تكونوا متذكرنى
المرة دى انا باعتلكم قصة فى اتجاه مختلف.. بعيدة عن الكوميدى.. فيارب تقرأوها وتعجبكم وتتقبلوها.. وعلى فكرة انا الحقت بالقصة صورة رسمتها تعبر عن القصة.. ياريت تشوفوها

عصفور

عصفور الماضي

فتح عينيه فى تثاقل.. وتثاءب فى كسل كبير.. ثم حرك راسه فى بطء املا بذلك ان ينفض عنها كسل غفوة القيلولة.. ثم سكن قليلا محاولا استجماع نشاطه المحدود.. مد يده ليزيح ذلك الغطاء عن جسده النحيل المنهك.. وعدل من وضعه , وهم بالنزول عن سريره.. فمد يده الى تلك المنضدة الصغيرة المجاورة للسرير وتناول نظارة طبية قد تعتقد منذ الوهلة الاولى انه قد استبدل عدساتها بقاعى كوبين من اكوب الماء.. وضعها على وجهه فى بطء وبرود.. ثم مد يده وتناول عصا خشبية قد استندت على الحائط , فاخذها وتعكز عليها.. ثم نهض عن سريره.. وتوجه فى بطء الى تلك المراة الضخمة التى التصقت فى ركن الغرفة ووقف امامها.. ثم مد راسه الى الامام واخذ يتأمل ذلك الوجه الذى عبث الزمان به , وتبدلت ملامحه مع مرور السنين والايام.. ثم رفع اصابعه واخذ يتحسس وجهه الذى اصبح اشبه بطريق غير ممهدة قد امتزجت به البروز والنتوءات.. ومد يده اكثر لتصل الى اعلى.. وراح يمررها على ذلك الراس الذى قد اختفى منه الشعر واشتعل الشيب فى القلة القليلة الباقية في مؤخرته.. وقال فى نفسه ( اه يازمن.. قد اخذت منى كل شئ .. الاصدقاء.. الصحة.. الحيوية.. حتى انك لم تترك لى ذلك الشخص الذى كنت االفه واعتاد عليه).. ثم التفت جانبا.. واتجه نحو شرفته المطلة على النيل مباشرة متعكزا على عصاه التى اصبحت رفيقه الوحيد فى الذهاب والمجئ.. وعندما وصل الى الشرفة سحب ذلك الكرسى الخشبى.. واتكأ على عصاه وجلس عليه هى هدوء وحذر.. ثم وضع ذقنه على ظهرا يديه اللتين استندتا على العصا , وراح يذوب فى ذلك المنظر الجمالى الذى امتزجت فيه مياه النيل باللون الذهبى الذى ارسله هذا القرص الاخذ فى الاحمرار والذى اعتلى سفح الماء مكونا بذلك منظرا جماليا يعجز اى فنان على تصويره.. وراح يسرح فى هذا المنظر الخلاب متذكرا ايام جميلة مضت لازمت ذلك النهر الجميل..وبينما هو على ذلك الحال.. فاذا به يبصر شيئا قادما نحوه وكانه قد خرج لتوه من ذلك القرص الاحمر.. وظل يقترب منه حتى جاء ووقف امامه على ذلك السور الحديدى الذى طوق الشرفة.. انه عصفور جميل صوته رائع وجميل.. فابتسم الرجل اليه وراح يداعبه.. وفجأة سمع صوتا لا يعرف مصدره يقول ( الاتتذكرنى؟) فالتفت حوله فلم يجد احدا.. فتكرر السؤال مرة اخرى..وايضا لا احد.. فاحس الرجل ان الصوت قادم من العصفور.. فاستغرب لذلك.. فرد فى دهشة ( لا.. لااتذكرك) فردعليه فى هدوء( انا رفيق الماضى) فصمت الرجل لثوانى اخذ يفكر فيها.. ثم تهلل وجهه وانفرجت اساريره.. وقال فى لهفة لاتناسب سنه( انت.. نعم .. انت.. الان تذكرتك.. نعم انك هو) فجاوبه فى هدوء اكبر (نعم انا) فاخذ الرجل نفسا عميقا كأن حملا ثقيلا قد ازيح عن صدره.. ثم قال ( اخيرا عدت.. لقد انتظرتك طويلا.. حتى اننى ظننت انى قد فقدتك للابد) فصمت العصفور.. فنظر اليه الرجل وتساءل( لماذا تنظر الى هكذا.. الم تأتى الى هنا لتعود الى مرة اخرى؟؟) .. فلم يرد للمرة الثانية..فازداد توتر الرجل وقال( لما تنظر الى هكذا وانت صامت؟).. فرد فى برود وهدوء كبيرين (اتأملك.. واتعجب لامرك).. فساله فى ضيق( وما العجب فيه؟) .. فرد فى هدوء( كل العجب.. فانت الان تنتظرنى وتتمنى عودتى اليك مرة اخرى.. على الرغم من انه عندما كنت رفيقك كنت لا تأبه لامرى.. وتتصرف بعشوائية.. ولاتهتم لوجودى معك اوحتى تستفيد منى كصديق دائم.. ولو حتى فى عمل ولو شئ بسيط.. كنت تتصرف وكاننى سأظل معك دائما ولا افارقك ابدا.. وانت الان تنسى او تتناسى انك انت السبب الرئيسى فى اننى قد رحلت عنك مبكرا بتهورك واستهتارك.. دون ان تحقق معى اى شئ يذكر.. اليس ذلك هو العجب بعينه؟؟).. فخفض الرجل راسه خجلا , وظل هكذا لثوانى.. ثم رفع راسه فى بطء وقال فى ندم( نعم.. انت على حق.. ولكن.. ولكن انا احتاجك الان.. اريدك بجانبى .. فلقد عرفت قيمتك.. السنين التى مضت على بعد فراقك اثبتت لى اننى قد خسرتك بالفعل.. وانا بالفعل احتاج اليك الان.. لقد ندمت عليك كثيرا واريدك ان تعود اليه مرة اخرى).. فنظر اليه العصفور نظرة ظفر.. وقال له فى نبرة ملؤها التشفى( الان اعترفت.. واقريت بالخطأ الذى اقترفته).. فرد الرجل فى خضوع(نعم اعترف واقر..فانا اكثر النادمين والاسفين حسرة).. فرد عليه فى هدوء( لا لست وحدك.. فهناك الكثير غيرك فعلوا مثلك فى الماضى مع رفقائهم واصبحوا بعد ذلك فى غاية الندم والحسرة مثلك.. ولعل حالكم ذلك هذا يكون خير عبرة لمن لايزال رفيقه معه ولم يغادره للابد).. فرفع الرجل نظره اليه وتسائل فى توتر( ماذا تقصد بـ للابد هذه؟) فرد فى برود( اقصد مافهمته) فرد الرجل فى هلع( لا ارجوك .. لا تقول لا تقول انك لن تعود الى مرة اخرى.. لا تقولها) فرد فى برود اعظم(للاسف يا عزيزى.. هذه هى الحقيقة.. فأنا لن اعود مرة اخرى.. وعليك ان تتحمل عواقب خطأك) ثم هم بالرحيل وهو يقول (الوداع)..

فتوسل اليه الرجل (لا .. ارجوك. ارجوك) .. ولكن كان متأخرا.. نعم متاخرا.. فقد رحل بالفعل.. نعم انها الحقيقة.. لقد رحل  فعلا.. وقد ادرك الرجل هذه الحقيقة.. وايقن انه رحل عنه الى الابد..نعم فالشباب لا يعود مرة اخرى .. فقد ادرك انه لم يكن يكلم الا ماضيه.. شبابه.. لذا فقد شيعه بدموع حارة انسابت من عينيه تحمل كل معانى الحسرة والندم.. لانه بالفعل قد رحل للابد.. والى غير رجعة

حــــســـــــين
ياريت ياجماعة بس تلقبونى بلقب عزيزعليا جدا
Xoro
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى