منوعات

ضيف أبو نواف: الباحث في الأديان سلطان الموسى

يذخر الوطن العربي بالكفاءات العالية والقدرات والعقول النيّرة، وبكل تأكيد إنه لحق علينا أن نقدّر أعمالهم التي يقومون بها والعلم الذي وصلوا إليه ومن هذا المنطلق قمنا في شبكة أبو نواف بالعمل على إجراء بعض المقابلات مع أهم الأيقونات العربية عامة والسعودية بشكل خاص حتى نسلط الضوء على مسيرتهم وعلى أهم إنجازاتهم وأعمالهم ليكونوا خير مثال يحتذى به.

ضيف أبو نواف الباحث في الأديان سلطان الموسى

في هذا الجزء سنقدم لكم لقاءنا مع ضيف أبو نواف ، الباحث في الأديان الأستاذ “سلطان موسى الموسى” والذي قدّمنا له عديد الأسئلة وأجابنا عليها وها نحن نقدمها لكم.

سلطان الموسى ، الشاب السعودي الكاتب والباحث في الأديان .. ومهتم بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، أعطنا في بادئ الأمر بطاقتك التعريفية تعرفنا بها عمّا نجهله عن شخصك.

في بداية الأمر ..أرحب بكم وبجميع من يقرأ هذا اللقاء مع شبكة أبونواف العريقة ..أنا أخوكم سلطان موسى الموسى مؤلف وباحث في الأديان ..من مواليد 1987 م , كما أنني محاضر في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنه .. مايجهله ربما الكثير من الناس حولي أنني لم أدرس الأديان أو الشريعة كتخصص أكاديمي , حيث أنني تخرجت من جامعة الملك سعود متخصصاً في الإدارة المالية , ومن ثم عملت في مجال إداري أيضاً في إحدى المستشفيات الحكومية ولازلت على رأس العمل , لذلك بحثي في الأديان والكتابة عنها كان مجهود شخصي عن طريق التعليم الذاتي والإنغماس في البحث والقراءة , إلى أن تكون لدي بفضل الله قاعدة من المعلومات وشعرت بأن الوقت قد حان لتصديرها ..!

سلطان الموسى، منذ صغرك وأنت تبحث في علوم الأديان، ما الذي ساقك ودفعك لهذا ؟

في البداية كان مجرد شغف وفضول يدفعني منذ صغر سني للقراءة في الأديان الأخرى بعدما عرفت أن لديهم قصصاً متشابهة لما لدينا عن عيسىى ومريم وموسى وداوود فأردت أن أكتشف أكثر عن أوجه هذا التشابه والإختلاف .. إلا أنني واجهت صعوبة عندما كنت صغيراً من والدي حفظه الله الذي لم يكن يسمح لي بقراءة كتب الأديان الأخرى وذلك لأنه كان يخاف علي من أن أتأثر بذلك وهذا شعور طبيعي ..لذلك استعضت عن القراءة بمشاهدة الأفلام الأمريكية التي تحكي قصص الأنبياء من التوراة والإنجيل وكذلك المناظرات التي يقيمها متخصصون مثل الشيخ أحمد ديدات رحمه الله , وذلك لما ينطوي على هذه المناظرات من تبيان لحقيقة عقائد الأديان الأخرى ..أما ما زادني اصراراً بعد ذلك وأعادني للقراءة والبحث هو الموقف الذي تعرضت له مع أحد الملحدين في لندن عندما كان عمري 18 عاماً والذي شككني كثيراً في عقيدتي التي كنت اجهلها , ومن هنا أردت أن أعرف حقيقة الإسلام ولماذا هو الدين الصحيح ..وبفضل الله وبعد قراءات وبحث في مدة تقارب الخمس سنين ..توصلت لذلك وأردت أن أشارك الشباب تجربتي ومايمكن أن يستفيدوا منها وذلك عن طريق اقامة المحاضرات وكتابة المقالات وتأليف الكتب والتغريد في تويتر ..وذلك عطفاً على موجة الإلحاد التي انتشرت في الآونة الأخيرة من قبل أشخاص أصبحوا يظنون أن الإلحاد موضة.

البيئة التي نشأت بها و من بعدها دراستك الجامعية، هل كان لها تأثير في توجهك لهذا المجال ؟ وإن كان لها فعلاً فأين كان دورها ؟

في الحقيقة لم يكن لها دور اطلاقاً ..فكما أسلفت في الأجوبة السابقة أن بيئتي كانت تتعامل مع الموضوع بحذر ووالدي تحديداً كان قلق على خوضي هذا المعترك لذلك لم أتلقى تشجيع في بداياتي إلا من والدتي يحفظها الله ..أما الآن وبعد أن أتضح لأبي واقربائي توجهي أصبح الكل في صفي ومشجعاً لي ولله الحمد ..أما الجامعة فقد كان لها تأثيرها في مجال دراستي الإدارية في الإدارة المالية فقط ولكن لم يكن لها دور في مجال بحثي في الأديان ..فكل ذلك كان عن طريق التعليم الذاتي

من خلال خبرتك في هذا المجال، هل وجدت الكثير من التعارضات في بعض الأديان التي يتّبعها البعض مع المنطق ؟

نعم..فهناك تعارضات ومغالطات كثيرة في التوراة والإنجيل وغيرها من الديانات مع المنطق والعِلم , قد كتبت عن ذلك كثيراً سواءاً في كتابي (أقومُ قِيلا) تحديداً في فصل (لماذا الله الحق من بين الآلهة) وفصل (بين غرائب القرآن وعجائبه) كما أنني كتبت عن تلك التعارضات التاريخية في أكثر من بحث شخصي موجودة في مدونتي
www.almousasu.wordpress.com

كباحث عربي مسلم، هل كان لخلفيتك الدينية أي تأثير على فهمك للأديان الأخرى، وهل تتوقع بأنها من الممكن أن تؤثر على أي دارس للأديان؟
قد يعتقد أي شخص بأن البوذي يبحث في الأديان ليؤكد صحة ديانته وكذلك اليهودي والمسلم ولكن هذا غالباً غير صحيح ..فالبحث يكون دائماً بنية الوصول إلى الحقيقة ..أنا مثلاً عندما بدأت البحث لم يكن هدفي الدفاع عن الإسلام لأني أصلاً بدأت البحث بعد أن دخلت في مرحلة شك نسبي كما وضحت سابقاً بسبب جلوسي مع ملحد ..ومع ذلك قادني بحثي هنا لصحة الدين الإسلامي من بين الأديان.. ولو أني وجدت وقتها أي حقيقة أخرى أثناء بحثي كان من الممكن أن أتبناها آنذاك..ولكن الحمدلله يأبى الدين الإسلامي بكماله وحفظه من التحريفات السياسية والتاريخية هو الأكمل ..ويتضح ذلك على من دخلوا عالم البحث في الأديان ووصلوا في النهاية إلى الإسلام مثل (تاجاسون وجورينجر وموريس بوكاي) ..بل حتى من كان أكثر عدائية تجاه الإسلام مثل الهولندي(فان دورن) والذي انتج الكثير من الأفلام المسيئة للإسلام وعندما بدأ البحث بنفسه بعيداً عن تشويهات الإعلام الغربي وجد نفسه في الإسلام فاعتنق هذا الدين ليكون أحد حجاج بيت الله في العام الماضي ..والقائمة تطول عن الذين بحثوا بصدق وبحياد ..وليس المنحازين لخلفياتهم الدينية .. وهذا ينافي البحث

ما هي الأديان الأكثر سيادة في العالم، ولماذا يتمسّك بها أصحابها ؟

في الحقيقة لايوجد احصائية دقيقة , ولكن في هذه الحالة لابد أن نعتمد على وكالات الإحصاء الموثوقة , فمثلاً آخر احصائية هي لمركز بيو الأمريكي لدراسة الأديان والتي أظهرت نتائجها أن الديانة المسيحية هي المركز الأول في العالم بوجود 2,2 مليار مسيحي ..وأنا أعزي ذلك لسببين ..السبب الأول اغراءات حملات التنصير التي يقيمها المبشرون حول العالم ويستغلون بها الدول الفقيرة في افريقيا وغيرها ..أما السبب الآخر هو جاذبية الديانة المسيحية بعد التحريف ..حيث يتم الترويج لها على أنها لاتتطلب إلا الإيمان بالرب يسوع وهو من سيخلصك يوم القيامه من ذنوبك ..بمعنى من يعتنق هذا الدين سيكون حر بأن يفعل مايريد من الخطايا والمحرمات لأن هنالك من سيخلصه من العذاب يوم القيامة !! وهذا مايسمى بعقيدة الخلاص !! وهي في الحقيقة نتيجة لتحريف النصرانية وغير صحيحة وقد كتبت عنها بحث سابق ..الخبر السار أن نفس المركز اعلن أن الإسلام هو الديانة الثانية في العالم والأسرع انتشاراً وذلك بوجود 1,6 مليار مسلم ..متقدماً بذلك على الهندوس والبوذيون ..وسيستمر دين الحق بالإنتشار إلى أن يسود العالم ..

من المعروف بأن الدين هو فطرة الله التي فطر عليها الناس جميعا، ولكن هل يمكن للدين أن يتطور ويرتقي ، وما هي المجالات التي من الممكن أن تتغير فيه مع التقدم في الوقت؟

ليس كل الأديان قابلة للإرتقاء والتقدم مع الوقت ..فمثلاً الديانة النصرانية واليهودية لم تستطع أن تتعايش بتشريعاتها مع هذا التطور الذي نشهده في هذا القرن.. لذلك تم استبدالها بالدستورات والقوانين الوضعية ..بل ارتبطت الفترة التي كانت فيها الكنائس هي التي تحكم الشعوب بالتخلف والجهل وكانت تسمى تاريخياً بعصور الظلام ..الإٍسلام فقط وأنا أعني ذلك ..من استطاع أن يتطور ويرتقي كدستور وشريعة للحكم مع كل جيل وعصر مهما تقدم الزمن ليؤكد بذلك أنه دين صالح لكل زمان ومكان في كافة المجالات.

بصفتك باحث في علم الأديان، هل من الممكن أن تحكم على طبيعة الأديان بالخطأ أو الصواب، أم أن دراستك تبقى مجرّد دراسة تعريفية لهذا الدين وليست للحكم على مدى صحته ؟

أن تكون محايداً في الطرح و أن تحترم أديان ومعتقدات غيرك لايتعارض مع أن تقدم لهم الأخطاء الموجودة لديهم في نسخ الأناجيل مثلاً بطريقة راقية وعلمية للحوار وذلك لتبين لهم مكامن التحريف لديهم رغم أن أغلبهم يعرفون ذلك من واقع تجربتي معهم ..المهم أن تلتزم بأخلاق الإسلام في التعامل مع المعتقدات والتسامح مع الديانات الأخرى دون تجريح أو تسفيه ..أما الحوار معهم فهو مطلب رباني للتعايش كما قال الله (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) وحديثي هذا ينطبق حتى على الديانات الوثنية كالبوذية والهندوسية..

قمت كباحث بعمل العديد من الأبحاث ونشرها على الإنترنت، والسؤال هنا ما هو البحث الذي تعتبره صاحب الوقع الأكبر من بينهم ؟

بصراحة البحث الذي أحدث نقله لي في عالم الشبكات الاجتماعية (تويتر) هو البحث الذي كتبته في فترة الكريسمس الماضية عن تزوير حقيقة تاريخ ميلاد المسيح وماهي حقيقة الكريسميس ! حيث انتشر هذا البحث في الانترنت وعبر الواتساب والحمدلله هذا من فضل الله ..يليه البحث الذي كتبته عن قارون وحقيقة الأموال التي جمعها ..

 كتاب “أقوم قيلا” هو أول كتاب تم نشره لك، حدّثنا عن تجربتك مع هذا الكتاب وعن ردة فعل الجمهور تجاه هذا الكتاب

نعم أقوم قيلا كان أول كتاب لي ..وفي الحقيقة دائماً ما أقول أنني في أكثر لحظاتي تفاؤلاً لم أكن أتوقع أن يحصل الكتاب على هذه الأصداء وذلك بأن يكون الأكثر مبيعاً في معرض الرياض الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب وفي المكتبات التجارية كجرير وغيرها من المكتبات الإلكترونية أيضاً ..وهذا أولاً بفضل الله سبحانه الذي منّ علي بذلك .. أما تجربتي مع الكتاب فلا أخفيكم أنني كنت متخوف كثيراً من ردة فعل المجتمع ضدي كونهم لم يعتادوا أن يخرج شاب ليتحدث عن القرآن والأديان بعيداً عن الشكل المألوف لرجل الدين..هذا علاوةً على أنني كنت جريء جداً في طرح الشبهات الإلحادية والرد عليها وهذا لم يسبقني فيه – على حد علمي – كاتب سعودي ..ولكن لمعرفتي بوجود موجه للملحدين والمشككين في تويتر تنهش في الشباب وحتى لايمر أحد بتجرتبي السابقة من الشكوك التي اوقعني بها ذلك الملحد..فقد قررت أن أتوكل على الله وأن أتجاوز كل الترددات وأن أقدم على هذه الخطوة بل وحرصت أن يُفسح الكتاب ويُطبع من داخل المملكة رغم وجود عروض من الدول العربية ولكني قلت بأن الوقت قد حان للإعتراف بوجود موجة الإلحاد لدينا من أجل الرد عليها ..والحمدلله ردة الفعل كما قلت كانت غير متوقعه والقبول والتشجيع الذي حظيت فيه هو بفضل الله سبحانه ..

بالنهاية، لا بد بأن أي باحث مبتدئ في علم الأديان سيتطلع لتوجيهات ، لذلك هل لنا بكلمة توجهها لكل المهتمين في هذا المجال من المبتدئين؟

بالتأكيد ..لطالما أنصح المبتدئين في هذا المجال وحتى من لم يكن لديهم الرغبه في البحث في الأديان بالتدبر في القرآن ..نعم إبدأ بدينك أولاً ولاتثق كثيراً بكونك مولود على الإسلام أنك عالمٌ به ..وقد قصدت أن أبدأ مقدمة كتابي بقصة واقعية عن مجموعة من أصدقائي لم يعرفوا ماذا تعني جملة (تعالى جدك) التي نقولها في دعاء الاستفتاح حتى أبين لعدد من القرَاء أن نسبة كبيرة مننا تجهل الأبجديات في الدين ..فأين نحن من التدبر والتفكر ؟ ..لذلك الخوض في عالم الأديان صعب جداً كونك ستناقش معتقدات ومقدسات يدين بها ملايين الأشخاص ..وكونك أيضاً تمثل الدين الذي تعتنقه ..وذلك يتطلب منك أولاً أن تخوض في دينك وتبحث فيه وتقرأ عنه وتحصّن نفسك من الشبهات وذلك بمعرفة الرد عليها ..وأيضاً كلامي هذا موجه حتى لمن لايريد أن يبحث في الأديان ..فأنا أنصحه أيضاً بالتفكر والقراءة في دينه حتى يمتلك ابجديات الرد على الشبهات وليسد الثغرات التي يستغلها الملحدون وأصحاب الديانات الأخرى..والله يوفق الجميع

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بوركت جهودك أ.سلطان وجعلها الله في ميزان حسناتك”
    لكم نفخركثيراً بشاب مثلك ذو فكرٍ راقٍ ونير،، أكثر الله من أمثالك”

  2. نتابعك دائم على تويتر .. فعلا انت شخص رائع وذخر لنا

    شكرا شكرا شبكة ابو نواف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى