ثقافة و أدب

ضحية التقاليد الاجتماعيه

كانت فتاة كويتية لم تتجاوز الثامنة عشر من العمر ، كانت تحلم بزوج صالح ترتبط به ، ويرتبط بها ، ولكن احلامها شئ ، والواقع شئ آخر ، فقد اجبرتها التقاليد الجامدة على الزواج من ابن عمها ولقد وافق والدها فورا على خطوبتها ، ولم يأخذ راى ابنته في ذلك ، وتزوجت الفتاة من ابن عمها ، ولكنها واثناء شهر العسل

الذى يعتبر اجمل ايام العمر بالنسبة لكل عروسة اكتشفت انها تعيش في وكر تسكنه مجموعة من المدمنين ، فلم يكن بيت العم الا مخزنا كبير لكافة انواع المخدرات ، وتشير الزوجة الى ان عمها ووالد زوجها كان مدمنا ، وفي نفس الوقت فهو الذى قاد ابناءه الى طريق الادمان ، حيث كانوا ينضمون الى مجالس ابيهم لكى يتعاطوا صنوفا” متنوعة من المخدرات ، والادهى من ذلك ان هؤلاء الابناء يتعاطون المخدرات امام ابنائهم الصغار ، وكان زوجها وابن عمها يعاملها بطريقة وحشية ، ويكيل لها السباب والاهانات صباحا” ومساءا” ، ويجبرها على الجلوس اثناء تناوله مع رفاقه المخدرات ، وعندما كانت الزوجة ترفض ذلك ، وتحاول الهروب من هذا الموقف كان زوجها وابن عمها يعذبها بعنف ، ولا يتركها الا بعد رجوعها الى مجالستهم اثناء تعاطيهم المخدراتولقد شعرت الزوجة بالحمل ، وحدثت نفسها بأن ما تحمله في احشائها لن يرى طعم السعادة ، ولكن كان لديها بصيص من الامل أن يحدث خبر الحمل تأثيرا ايجابيا” لدى زوجها وابن عمها ، وللاسف الشديد ان الخبر الذى كان ينتظره كل زوج لم يكن له اى صدى بل لم يحرك الزوج ساكنا ، ورد بكل برود انه يظن ان الوقت غير مناسب للحمل ، وتكتمل المأساة كما تقول الزوجة عندما دعا رفاقه الى تعاطي المخدرات في البيت ، ودعا الزوجة للجلوس معهم ، واصر على حضورها ، واخذ الزوج تحت تأثير المخدرات يهذى ويعرض زوجته على احد رفاقه من اجل تزويده بالمخدرات ، وانفجرت الزوجة بالبكاء ، وصرخت في وجهه ، وذكرته بالشرف ، والعرض ، وصلة القرابة التى تربط الزوجة بابن عمها ، ولكن الزوج لم يكترث لتوسلات زوجته ، واشار الى انه في حاجة للمخدرات ، وبعد ان فقدت الزوجة الامل هربت الى منزل اهلها ، ولكن تحت تأثير الضغط العائلي عادت الزوجة الى منزل الزوجية ، ولكنها فوجئت عند دخولها المنزل بوجود زوجها ومعه امراة سيئة السمعة والسلوك ، هنا ضاقت بها الدنيا ، واصرت على طلب الطلاق ، لكن اهلها نصحوها بالتريث نظرا” لانها حامل ووضعت الزوجة طفلتها ، ودعت الله ان يرد لزوجها عقله ويمتنع عن تعاطي المخدرات ، ويمتنع ايضا عن استضافة رفاقه لتعاطي المخدرات في بيتها ، ولكن الزوج لم يبدى اى اهتمام بالطفلة التى ولدت مريضة ، والتى بعد فترة لم تتعد الشهرين توفيت ، وحمدت الزوجة الله على وفاتها لانها كانت متأكدة انها لن تعيش سعيدة في ظل وجود الزوج المدمن ، وساءت احوال الزوج والزوجة بعد وفاة الابنة حيث ان زوجها قد انفق كل ما يملك على شراء المخدرات ، لدرجة انه باع ملابس زوجته وتدهورت صحته نتيجة تأثير تعاطي المخدرات . ولكن بعد فترة كان الله كريما مع الزوجة ، حيث تم القبض على زوجها وهو يتعاطى المخدرات ، واقتيد الى المخفر ، وتم تقديمه الى المحكمة بعد التحقيق معه ، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات ، وبعد ذلك رزقت الزوجة بمولود بعد دخول زوجها السجن . وبعد ،،، ماذا تفعل هذه الزوجة التى اجبرتها التقاليد الجامدة على الزواج من ابن عمها المدمن ؟ وماذا تفعل الزوجة التى لم تتجاوز العشرين من عمرها ومعها مولود ؟ من اين تعيش ؟ ومن الذى يتكفل باحتياجاتها ، واحتياجات مولودها ؟ ولماذا يجبر الاب ابنته على الزواج من ابن اخيه المدمن ؟ ولماذا لم يرفض الاب ابن اخيه مدمن المخدرات ؟ ولماذا اعادت الاسرة الابنة مرة اخرى الى زوجها بالرغم من معرفتهم ماذا فعل بها تحت تأثير انها حامل ؟ انها مأساة بكل معنى الكلمة .. سببها الحقيقي .. الزواج الداخلي .. بمعنى انه لا يسمح اطلاقا بزواج الفتاة الا من داخل الاسرة ابن العم مثلا !!! واذا كان ابن العم متزوجا ، فلا بد ان يوافق على زواج ابنة عمه من شخص اخر خارج الاسرة والذى يطلقون عليه الزواج الخارجي انها مأساة بكل معنى الكلمة .. ليست مأساة للاهل ، ولكنها مأساة لزوجة شابة لم تتجاوز العشرين من العمر ومعها مولود من زوج مدمن حكم عليه بالسجن 5 سنوات … وهذه هى المخدرات …. وهذه هى تداعياتها … تفكك اسرى … اسر محطمة … هدم للقيم . ومن هنا كانت رسالة المجلة منذ صدورها .. خلق راى عام اقوى ضد اخطار المخدرات ، وهذا ما اردنا تأكيده من خلال رسالة الزوجة الملكومة والمصدومة فى زوج مدمن جعله الادمان يستهين بالاعراف والحرمات والعادات والتقاليد الاصيلة للمجتمع الكويتي والحمدالله انه قبض عليه وادخل السجن .. لكي يحمى الزوجة من ادمان زوجها ، ويحمى المولود من ادمان ابيه ، ولكننى اقول ان هذا الزوج المدمن زوج شاذ … او شيطان في صورة زوج . والحمدالله مرة اخرى ومرات كثيرة ان خلص هذه الزوجة من هذا الشيطان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى