قد يبدو هذان الشخصان وكأنهما مزارعين في حقول الريف الفرنسي. لكن المتخصص “جاي مومبار” وزميله “راؤول ويبر” يعملان في مجال تمشيط المنطقة من القذائف التي لم تنفجر قبل 100 عام خلال الحرب العالمية الأولى. ويكمن صميم عمل هذين الشخصين في جمع الذخائر والقذائف التي لم تنفجر من شمال فرنسا.
وتوجد معظم القذائف غير المنفجرة والتي خلفتها الحرب العالمية الأولى في مدينة “فردان” بالقرب من الحدود الألمانية والتي شهدت قتالًا ضاريًا بين الجيشين الفرنسي والألماني. وتقدر الأرقام بأن ملايين من القذائف أطلقت في هذه المنطقة ولا تزال موجودة فيها حتى اللحظة.
وقد استمرت معركة فردان 10 أشهر من فبراير إلى ديسمبر عام 1916. وتشير الأرقام بأن القصف المدفعي العنيف أدى في المتوسط لسقوط آلاف من القذائف في كل متر مربع. ويتوقع السيد مومبر وزملاؤه أن يستمر جمع القذائف غير المنفجرة لقرون قادمة. ومن الصعب الحصول على أرقام دقيقة للوفيات نتيجة القذائف غير المنفجرة، لكن شهد العام 2007 مقتل خبيري متفجرات من وحدة “ميتز” بعد انفجار قذيفة كانا ينقلانها.
ويقول السيد مومبر بأنه من الصعب إحصاء القذائف والقنابل التي لم يتم اكتشافها بعد. ويقول خبير آخر بأنه من الصعب منع حصول انفجار لقذيفة ما على الرغم من اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة، فقد يحمل الخبراء ملايين من القذائف بسلام، لكن واحدة قد تنفجر في أي لحظة.