رسائل المجموعة

تشتت عاصي ! ؟

حقيقة, أنني أمر بفترة تشتت ذهني وحبال قصيرة متقطعة لأفكاري, وجهازي يعج بالمواضيع التي تكتب بالبداية بحماس شديد وتنتظر التعديل حتى يخبت حماسها أو تنتهي صلاحيتها, وأنتظر أن يقوم جهازي بشجب واستنكار أفعالي وليذهب شجبه واستنكاره إلى ما تذهب إليه قرارات الجامعة العربية!
 وكثير من المواضيع التي كتبتها تنتظر إكمالها وتعديلها ! تماما كحي الوادي في مدينة الرياض, تبدأ مشاريع الصيانة فيه ومن ثم تقف في منتصف الطريق, ومن ثم تعاود البدء فيه من جديد..
ومهما كنت يا عزيزي القارئ ملقوفا (فضولي) فلن تصل إلى مرحلة لقافتي لتعرف سبب التشتت الذي أعيش فيه!
 
قبل أكثر من شهر تقريباً كتبت ملحمة أدبية بمناسبة حصول أفضل جامعة لدينا (جامعة البترول والمعادن) على المركز 1945 حسب التصنيف العالمي لموقع webometrics  المتخصص في تقييم جامعات العالم, وقلت وزدت في الملحمة الأدبية لدرجة أني كدت أن أبكي فرحاً, وحاولت أن أبين في مقالي الذي مات قبل أن يحيا بمزايا جامعة البترول والمعادن, وأنه ليس من الضروري أن تكون بنباهة نيوتن أو عقلية آينشتاين لتكون أحد طلابها, ولن تحتاج إلى معدل علمي معقد أو إلى واسطة جبارة لكي تكون أحد منتسبيها!
وكما قلت سابقاً,فقد قتل مقالي أو انتحر لا يهم, فهو الآن في مجلد داخل جهازي اسمه (تحت التعديل) ويبدوا أنه سيصبح مثل أحد معاملات شكاوي المستهلكين داخل وزارة التجارة! دخل ولم يخرج!!
 
(اختيار الفنان حكيم للغناء في حفل جائزة نوبل للسلام)
وقلت فقط هذا هو ما أريد أن أكتب عنه! فالإنجاز لا يسجل لحكيم أو للأخوة المصريين أو العرب فقط!
بل هو مفخرة وانجاز للعرب والفراعنة والمسلمين والأقباط (الأنس والجن) وتخيلت نفسي في مكان حكيم وأنا أصرخ على المستمعين الذين بالتأكيد لا يفهمون وأنا أقول (آه يا قلبي ) أو (افرض مثلا مثلا مثلا مثلا مثلا يعني إني خاصمتك يوم)!! وبعد تجيير الإنجاز لحكيم العربي المسلم ذهبت لأقارن عدد الفائزين العرب أو المسلمين بجائزة نوبل مقارنة بعدد اليهود واكتشفت أننا قلصنا الفارق, فقد أصبح الفارق فقط 160 جائزة و(يا ويلك يالي تعادينا ياويلك)!
وبسرعة الريح ذهب مقالي عن حكيم إلى المجلد (إياه) وأصبح ينتظر دوره بالنشر الذي لن يأتي, تماماً مثل السلام العربي الإسرائيلي! لم يأتي ولن يأتي..
 
أصبحت أفكر كثيراً فيما أكتب, وبفم مفتوح بمقدار نصف بوصه أقضي وقتي وأنا أمشي في شوارع الرياض فاغراً فمي وأفكر فيما أكتب! ولا يقطع حبل أفكاري إلا أحد المطبات الموجودة في كل متر في شوارع الرياض! بل حتى داخل بيتي ( خلي حمام الرجال على يمينك وأنت رايح للصالة وراح تحصل مطب من الدرجة الثانية قبل مدخل الصالة) أو يقطع حبل أفكاري أحد محاربي الكاميكازي (سواقين الليموزين) الذين في كل وادٍ يهيمون!
 
حالة التشتت الذهني التي أعيشها بالتأكيد ليست مرتبطة بسوق الأسهم السعودي, ولا مرتبطة (بفتح وحماس) الذين يتقاتلون وإسرائيل تصفق لهذا وتحرض هذا, بل هناك سبب خفي مكنون يشبه كثيراً غموض الموقف في عقلية الرئيس بوش الذي لا يعلم ماذا فعل وماذا يفعل وماذا سوف يفعل؟..
 
بل أنني لا أعلم هل مقالي هذا سوف ينشر أو أرسله إلى المجلد الملعون (إياه)؟
وإن نشر فكان الله في عونكم وعون كاتبه ودمتم بود..
 
 وطني وحمداً لله أنك وطني
 
عبد العزيز الصالح الغميز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى