رسائل المجموعة

الخبر المفاجئة

صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية : عزيز «الجاسوس النائم» الذي كشف مخبأ صدام، الرئيس المخلوع احتجز عائلته قبل الحرب ولندن لا تستبعد محاكمته

عاد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق الى دائرة الضوء بعد أن أصبح في قبضة الأميركيين، فها هي تلميحات بريطانية لمحاكمته كمجرم حرب استناداً الى شهادات بمشاركته في الاعدامات، فيما نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس تقريراً حفل بمعلومات مفاجئة حول احتجاز صدام حسين عائلة عزيز قبل اندلاع الحرب لضمان عدم هروبه، فيما وصلت هذه المعلومات المنقولة عن ضابط مخابرات أميركي سابق الى حد وصف عزيز بالجاسوس النائم الذي أرشد الأميركيين الى ملجأ صدام الذي ضرب ب40 صاروخاً في بداية الحرب.

وكشفت «ديلي تلغراف» البريطانية النقاب عن معلومات تفيد بأن قادة الأمن لدى صدام حسين كانوا وضعوا أفراد عائلة طارق عزيز قيد الاعتقال قبل وقت قصير من اندلاع الحرب لضمان عدم هروب نائب رئيس الوزراء العراقي السابق الى الغرب.

وكانت المخاوف حيال مصير عائلته ـ وبخاصة ابنه الأكبر، إذا ما سلّم نفسه لقوات التحالف هي مصدر القلق الرئيسي لعزيز خلال المفاوضات الماراثونية التي أسفرت في النهاية عن قراره بتسليم نفسه في نهاية الأسبوع الماضي. وقال ضابط أمن غربي: «كان طارق عزيز لايزال مرعوباً مما يمكن لبقايا نظام صدام حسين أن يفعلوه بأسرته اذا ما استسلم لنا. وكان يعرف انه حتى لو كان صدام ميتاً، فإنه لايزال هناك موالون لحزب البعث الذين سيرغبون في الانتقام من عائلته».

وكجزء من شروط استسلام عزيز، وافق قادة التحالف على وضع العائلة المباشرة للسياسي العراقي رهن احتجاز وقائي لضمان سلامتهم من هجمات انتقامية من جانب الموالين لصدام.

ولكن شروط الاستسلام الايجابي التي تم الاتفاق عليها بين قادة التحالف وعزيز أثارت التخمينات بأن مستشار السياسة الخارجية الموثوق لدى صدام ربما كان في الواقع الجاسوس العراقي الذي أمدّ الاستخبارات الأميركية المسئولة عن الهجوم بصواريخ كروز على مخبأ الديكتاتور العراقي جنوبي بغداد في الضربات الافتتاحية للحرب.

وكان مسئولون في الاستخبارات الأميركية سربوا ان المعلومات التي تلقوها والتي سمحت لهم باستهداف مخبأ صدام جاءت من «مسئول بارز» في نظام البعث، وبصفته عضواً بارزاً في مجلس قيادة الثورة الحاكم، فإن عزيز كان لديه علم مسبق بأن صدام كان يعدّ لعقد اجتماع في أحد مخابئه المحصنة جداً.

وقال ضابط سابق في ال«سي آي ايه» متخصص في الشئون العراقية: «يتكون شعور لديك الآن بأن عزيز بأمان في عهدة الأميركيين، وانه سيعاد تعريفه بأشخاص كان يعرفهم منذ بعض الوقت».

وأضاف «ان المعلومات التي مكنت قوات التحالف من استهداف صدام في الساعات الأولى للحرب ما كانت لتأتي إلا من شخص مثل عزيز الذي كان مطلعاً على الحلقة الداخلية لصدام».

وكانت هناك تنبؤات كثيرة حول مصير صدام منذ الهجوم على المخبأ في الساعات الأولى من يوم العشرين من مارس الماضي. ففي البداية، قيل ان صدام قتل في الهجوم، ثم أشير الى اصابته بجروح غير خطرة عولج منها على يد فريق من الأطباء الاخصائيين الروس.

وبدا ان مسئولي التحالف يؤكدون على ان صدام نجا من الضربة الأولى عندما قاموا بقصف مبنى لأحد المطاعم في وسط بغداد في السابع من ابريل، الذي شوهد الديكتاتور العراقي يصل اليه بصحبة ابنه الأصغر قصي ومسئولين آخرين في حزب البعث.

غير ان الرئيس بوش قال في نهاية الأسبوع الماضي انه يعتقد ان صدام إما قتل أو أصيب بجروح بالغة في هجوم 20 مارس، وعبّر عن ثنائه على «الروح الشجاعة» التي أمدت القيادة الوسطى بالمعلومات الاستخبارية التي أفسحت المجال لوقوع الهجوم.

وعندما سئل إذا كان الجاسوس العراقي لايزال على قيد الحياة، أجاب بوش قائلاً «نعم لايزال على قيد الحياة. وهو معنا بحمد الله». وسواء كان عزيز مسئولاً أم غير مسئول عن تقديم معلومات استخبارية حول مكان وجود صدام خلال الحرب، فإنه لاشك ان الديكتاتور العراقي أصبح متشككاً بشكل عميق من نوايا نائبه في مجلس الوزراء.

وكانت العلاقات بين الاثنين أصبحت متوترة في أعقاب حرب الخليج عام 1991 عندما أصبح صدام قلقاً من أن عزيز، الذي كان وزير خارجيته في حينه، يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط العراقيين نتيجة لنشاطاته الدبلوماسية الدولية المروّج لها جيداً.

وبصفته المسيحي الوحيد بين مجموعة المسلمين السنة التي هيمنت على حزب البعث، فإن عزيز كان يعتبر على الدوام شخصاً دخيلاً منذ أن لفت انتباه صدام في السبعينيات لآرائه المتشددة المعادية للشيوعية، والتي كان يعبّر عنها بانتظام في أعمدة صحيفة «الثورة»، لسان حال حزب البعث التي كان يحررها.

وفي السنوات الأخيرة، تم تهميش عزيز في أعقاب تعيينه كنائب لرئيس الوزراء، مع انه نجح في الاحتفاظ بموقعه في مجلس قيادة الثورة المهم، والذي يعتبر هيئة صنع القرار الرئيسية للبعثيين.

والسبب الوحيد الذي مكن عزيز من البقاء على قيد الحياة طوال هذه الفترة هو ان صدام كان يعتمد على خبرته في الشئون الخارجية، حيث مكنه سحره المهذّب من التأثير على الدول التي كانت متلهفة على تطوير علاقات تجارية مربحة مع بغداد.

وفي أواخر التسعينيات، وعندما فشل عزيز في اقناع الأمم المتحدة برفع العقوبات المفروضة على العراق منذ نهاية حرب الخليج، قام صدام ولفترة قصيرة بسجن الابن البكر لطارق عزيز.

ويعتبر استسلام عزيز بلا شك نجاحاً دعائياً هائلاً لقادة التحالف لأنه ما كان ليفكر بالاستسلام لو انه كان يعتقد ان هناك أدنى فرصة بأن يواصل صدام أو نجلاه عدي وقصي تشكيل تهديد له. وفي الواقع فإن قادة التحالف يأملون أن يكون عزيز قادراً، نظراً لقربه من النظام، على امدادهم بتفاصيل عن مصير عائلة صدام.

أما اذا كان يستطيع أن يلقي شيئاً من الضوء على القضية المهمة المتعلقة بمكان وجود ترسانة صدام من أسلحة الدمار الشامل، فهذه مسألة أخرى. وطوال الثلاثين عاماً التي عمل خلالها عزيز لمصلحة صدام، لم يكن أبداً عضواً في الحلقة الداخلية للديكتاتور العراقي ومن المستبعد أنه كان على اطلاع مفصل على برامج أسلحة صدام البيولوجية والكيماوية والنووية.

على صعيد متصل ذكر موقع «ايلاف» الالكتروني أمس ان عزيز التقى أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي يوم السبت في مطار بغداد الذي يخضع للأميركيين، مشيراً الى ان الجلبي ربما يكون واسطة عزيز في ايصال المعلومات للأميركيين عن تحركات صدام في المرحلة الأخيرة.

وأضاف الموقع الالكتروني ان هناك احتمالاً كبيراً أن يكون عزيز غادر برعاية أجهزة استخبارات أميركية وبريطانية الى لندن أو اسبانيا أو المغرب، حيث سيتم وضعه تحت العناية الطبية، وبعد شفائه سيستكمل استجوابه.

في موازاة ذلك لم يستبعد مسئول في وزارة الخارجية البريطانية طبقاً لـ «الديلي تلغراف» محاكمة طارق عزيز كمجرم حرب. وقال المسئول هذا الذي لم يكشف اسمه «نعتقد ان جميع القادة العراقيين الذين ارتكبوا الجرائم يجب أن يقدموا للمحاكمة.

وكان هذا المسئول يدلي برأيه هذا في أعقاب ما كشفته آن كلويد العضو في مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال من أدلة حول تورط عزيز في جرائم حرب.

وأوردت كلويد التي تترأس مؤسسة «انديكت» المهتمة بملاحقة المسئولين العراقيين في بيان شهادة أحد الشهود حول علاقة عزيز بالجرائم ورد فيها «كان هناك وزراء وأعضاء في قيادة حزب البعث أمر صدام حسين باعدامهم وأحد الذين نفذوا هذه الاعدامات هو طارق عزيز الذي أطلق الرصاص عليهم من بندقية متوسطة الحجم وعن مسافة تقل عن المتر الواحد».
 
لكن ليس مفاجئة عندما نرجع لكتاب الله و نقرأ الآية 120 من سورة البقرة

و من المعلوم ان طارق عزيز نصراني
في امان الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى