رسائل المجموعة

الجريمة.!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( لا شيء يبرر الجريمة) ( سينشي كودو)


(الجريمة..)
تكورت في ركنها جزعة قلقة، تلتفت يمنة ويسرة، بين الفينة والأخرى، كانت على يقين أن ما فعلته شيء فظيع، فشعورها بالخوف ظل يلازمها، يذكرها بأن العقاب سيكون قاسيًا بشعًا كفعلتها، لهذا السبب قررت عزل نفسها عن الجميع، كي لا تسأل عن نظراتها الخائفة، وعن شحوب وجهها واصفراره، فأغلقت على نفسها باب الغرفة، متجاهلةتوسلات والدتها في أن تشاركهم الطعام، واتخذت ركنها لا تحرك ساكنًا، وعلى الرغم من أن غرفتها بدأت تظلم مع تراجع ضوء الشمس المتعبة، وأنها تهاب الظلمة بشدة، غير أن خوفها اقعدها، وكتمانها للأمر اكثر سيصيبها بالجنون، كانت ترغب في مصارحة والدتها؛ إلا أن الأخيرة لاهية عنها، فلم تجد أمامها سوى صديقتها الحميمة، الوحيدة التر تصغي لمشاكلها وهمومها، فأخذت نفسًا عميقًا وسارت إلى أن وصلت حيث وُضعالهاتف، فجلست إلى جانبه ورفعته سماعته، وبخفة وسرعة ضغطت الرقم وانتظرت حتى أتاها صوت صديقتها:-
-" نعم .".
-" (مي) .. أنا (ريم) .. أريد أن أتحدث إليك .!".
-" بالتأكيد.!".
-" (مي) .. لقد فعلت شيئًا فظيعًا .. امففففف .. أرجوك اسمعيني حتى النهاية .. أنا .. أنا لم أقصد ذلك .. امفففف .. حسن سأهدأ .. كل شيء بدأ البارحة، كنت البارحة أمام شاشة الحاسوب وكل شيء كان على ما يرام .. وحيدة في غرفة يضيئها نور الشاشة .. صحيح أني أخاف الظلام لكني لم أشأ أن أجذب انتباه والدتي إليّ .. المهم .. حدقت بالشاشة بما تحويه من رسوم وصور رائعة .. وبلا قصد .. دفعت بدفتري وقلمي إلى الأرض، فانحنيت أرفعهما، ولم أشعر بقدومه .. امففففف .. رفعت رأسي لأجده .. رأيته من على شاشة الحاسوب، يقف بكل هدوء ومن خلفه النافذة المفتوحة، تحرك المروحة شعرتين من رأسه .. خفت كثيرًا .. أردت أن أصرخ ..! لكني لم أستطع .. كنت أرتجف خوفًا، وأخذ يقترب مني ببطء، كان يجب أن أدافع عن نفسي بأي طريقة.. مددت يدي أتلمس ما حولي، فقبضت أصابعي على ذراع المطرقة الصغيرة، التي تركها والدي على الطاولة بعد أن أصلح دولاب ملابسي، سحبتها ببطء كي لا يشعر بها، ولما بات قريبًا مني ، أغمضت عيني وانهلت بضربة قوية حيث يفترض برأسه أن تكون، لكني لم أسمع له صراخًا .!!. فملأتني الدهشة والخوف، وفتحت عيني ببطء .. و.. امففف .. امفف .. اختفى .. اختفى يا (مي) .. لم أجده .. مع أني متأكدة من إصابتي له .. كما..".
حُبست الكلمات في حلقها وجحظت عيناها مع الضوء الذي غمر الغرفة فجأة، اعتصرت قبضتها السماعة وهي تحدق في ملامح القادم ..
-" (ريم) .. كم مرة طلبت منك الخلود إلى النوم ".
-" لكن .. أمي ..".
تقدمت أمها بغضب لتجذب من يمناها سماعة الهاتف ودميتها المفضلة (مي) من يسراها قائلة:-
-" كفاك لعبًا يا (مي) .. سأضع هذه الألعاب في مكانها وهيا إلى النوم .. فقد تأخر الوقت كثيرًا".
نهضت (ريم) بتثاقل وقد احتشدت الدموع في عينيها ، حاولت أن تعترض .. أن تخبرها بأنها ما كانت تلعب، وأنها خائفة من عقابه .. لكن صرامة والدتها التي بدت في يديها وهي تشد البطانية عليها لم تعطها الفرصة لذلك ، وغادرت أمها بعد أن طبعت قبلة على جبينها متمنية لها ليلة سعيدة..
هناك .. في تلك البقعة المظلمة .. تحت طاولة الحاسوب بالتحديد .. تمدد على ظهره يئن بصمت وقوائمه الست ترتعش ألمًا .. وبعد لحظات قليلة .. تلامس شعرتيه الأرض في سكون.


أختكم/ يراع (يعني قلم)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى