رسائل المجموعة

إليكترونيك

إليكترونيك

عالم الإلكترونات , عالم نظامي لايختل أبدا , وإذا ما شابه إضطراب أو خلل , دمر ماحوله . ولكنه في المقابل عالم منظم تدور فيه الإلكترونات وفق مدارات حول النواة لتوفير الحماية ونقل الكهرباء إلى النواة . ولها دور مميز في تأين النواة , وكذلك تشويبها . فإذا إنتقل إلكترون من مدار إلى مدار آخر فإن إنتقاله هذا ينتج عنه طاقة تستفيد منها الذرة , عدا دورها الكهربائي الواضح في سلسلة تحرك الإلكترون وتحرك الفجوات لتنتقل الكهرباء من هنا إلى هناك ……

وعلى هذا فإن نظام الإلكترونيات هو نفسه نظام الكهربائيات حيث أن الإلكترونيات عبارة عن مرور تيار بفولتيه قليلة والكهربائيات بنفس النسق ولكن فولتيتها كبيرة عالية ….

أنا أتمنى لو كنت إلكترونا , فالإلكترون لايظطرب إلا بعامل خارجي محرض … ولايمكن أن يتحرك إلا إذا كان هذا العامل المحرض أقوى منه …. عندها تكون ظروفه أصعب ويستجيب مرغما , لكن في الأحوال الطبيعية فالإلكترون لايغالبه هواه , ولاتتغلب عليه شهوته .. فهو يساعد إخوته الإلكترونات وذلك بأن ينتظم فينتظمون …. فتتشكل الحياة المرتبة الآمنة لهم …. لأنهم خلق من خلق الله لايملكون إغضابه ولا عصيانه … فما أكثر تجبر البشر وهم أشرف خلق الله حينما يعصونه ويغضبونه …..

في ربوع نيوزلندا الجميلة وفوق الهضاب والتلال الخضراء , إشتريت كوخا صغيرا جميلا ساحرا تمتد أمامه على إمتداد البصر مسطحات خضراء جميلة , ومن هناك تبدأ قصتي :

فتحت عينيّ وأخذت أدعكهما قليلاً لأزيل بعض الغمص المتشبث بهما جراء فترة طويلة من النوم , حركت يدي اليسرى فوجدتها تثب على فراش خالي لاتستقر به حبيبتي زوجتي … إستنكرت عدم تواجدها بجانبي فلم أتعود منذ ان تزوجتها أن تستقيظ قبلي وذلك عائد إلى أنها " خيشة نوم " ولكن ذلك لايقلل من صفاتها الحلوة وجمالها الآخاذ … قلت في نفسي " لعلها في المطبخ الآن تعد لي إفطارا شهياً " … لبست ردائي المكون من الروب الأزرق الذي يغطي فنيلتي العلاقي وسروال السنة ….. نزلت مسرعا ودلفت إلى المطبخ ولم أجدها!! . فأثار ذلك الريب في نفسي والخوف عليها …. " ياترى … أين ذهبت ؟ " …. بحثت عنها كثيرا … ولكن بعد هنيهة سمعت صوت صهيل " ساندرا " وهي الفرس المدللة لدي أنا وزوجتي " جوليانا " … وقد كانت جوليانا تلبس تلك الملابس الضيقة التي يلبسها الخيّال في سباقات الخيل ….. ضحكت عليها وهي تلعب مع فرسها فأنطلقت خارجا من الكوخ ووثبت على " خوليو " حصاني الأسود وربت على رأسه آمرا إياه أن ينطلق إثر جولينا وساندرا … فلم يكذب خبرا وأنطلق يعدو يلحق بهما وعندما حاذيتهما أنعطف خوليو إلى اليسار فأصطدم بساندرا فتوقفت عن الركض وتوقف هو مما أدى بي إلى أن أقفز على جوليانا لأسقطها أرضا وأتدحرج انا وهي فوق المسطحات الخضراء … ولم ننتبه إلى أننا فوق تله صغيره فأزدادت الدحرجة حتى خرج الأمر من بين أيدينا فتشبثت بها وتشبثت بي حتى إنتهينا إلى أسفل التلة وهي تضحك فرحة جذلة مسرورة و تهمس في أذني " أحبك " ….

نظرت في عينيها وأنا أقول " وش مطلعتس ياجوليانا من صباح الله خير … وين أنتي طاسة له ياحبي ؟ " ….
فقالت لي بغنج " خرجت لأتنزه برفقة ساندرا " ….
قلت لها وقد إعتلت وجهي إبتسامة ساخره " وساندرا يعني بتموت لو مانزهتيها ؟ " …..
قالت لي بعد أن إرتسمت تعابير الحزن على وجهها " لاا…. أرجوك عزيز … لاأريدك ان تكون قاسي القلب " …

ثم خرت أمها بكاءاً يقطع نياط القلب …. فضاق صدري وتأثرت كثيرا ….

مسحت دموعها بيدي وأنا أقول لها " خلاص ياحياتي … إن بغيتي نمشيها في عز الظهر مشيناها بس لاتصيحين تكفين تراني ماأخرخر إلا عند صياح الحرمه أغدي زبدة مايعه إذا شفت حرمه تصيح فما بالك إذا كانت الحرمه هذي هي أنتي " ….

إبتلعت شهقاتها وهي تحاول أن تقول لي " أحبك "
فقلت لها مسرعا " … لاتقوليها وأنتي تبكين … يجب أن تضحكي أولا وأرى إبتسامتك الجميلة " ….. إبتسمت وهي تغالب شهقاتها و تقول " أههءأههء أههء ( == ضحكة واحد توه خالص من الصياح ) أحبك … أحبك كثيرا … " …..
قلت لها محاولا تغيير جو الحزن الذي لفها .. " من يصل إلى الكوخ متأخرا فسوف يصنع الفطور للأول " ..

تقافزنا كل منا يريد أن يسبق الآخر … ولكني تفاجأت بسرعتها الفائقة فأخذت أجدع عليها حصى وأنا أركض محاولا اللحاق بها .. وحينما لم أجد بدا من إستخدام الحيلة فحولت خطي إلى أن أخلع جزمتي وأصفقها بها مع قمة دمجيتها فخرت على الأرض والدماء تسيل من حولها ( نسيت أن أخبركم أن جزمتي أكرمكم الله تحوي في كعبها دائرة شوكية كتلك التي في أحذية الكاو بوي ) …

مررت بقربها وأنا أضحك وأقول لها " إي إي إيييييي سبقتكككك " ….

وسفهتها راكضا نحو كوخنا الجميل …. جلست أنتظرها وقتا طويلا ولكنها لم تأت وبعد شوي جاءت ساندرا وهي تحمل فوقها جوليانا وقد علا وجهها الدماء وبالكاد تتنفس … عملت لها اللازم وعملت لها الفطور مظطرا … وبعد أن عينّا من الله خيراّ ….
قلت لها " حبيبتي .. يوم إنتس تسبقيني ثم تسوين نفسك ميته " ..
قاطعتني قائلة " لم أخادع في هذا .. فلقد أصابتني جزمتك في هامتي حتى كاد الموت أن يعانقني " …. قلت لها " إيه صدقتك صدقتك " === والله البجيح …..

.. لم تلبث إلا أن تحولت إلى البكاء مرة أخرى فلقد ضايقها كلامي … لم أتمالك نفسي فرجفتها بعيدا وأنا أحلطم قائلا " آبوك آبو من جابتس .. تقلعي فيذاك لابارك الله فيتس " …

صعدت لغرفتي وبدلت ملابسي وبينما أنا خارج وجدتها قد أنزوت في أحد أركان المنزل تبكي وكأنها خدامة هاوشها كفيلها ..

وبينما أنا خارج قلت لها " أنتي طالق " …

وخرجت وقد إستبد بي الغضب وأخذ مني كل مأخذه … ركبت سيارتي الرياضية الفارهة .. وضعت الناقل في الرقم واحد وضغطت على الكلتش ثم وازنت السرعه تعليم قيادة ….. بعد قليل سمعت صوت إطلاق نار بحثت عن مصدره …. فوجدتها جوليانا قد أخذت سيارتها الرياضية الكشف وتلاحقني برشاشها تريد قتلي .. فأنطلقت بالمازدا أمغطت الشوارع محاولا تفادي طلقاتها المستمره … التي سرعان ماتحولت إلى إنفجارات متتالية نظرت من المرآة الأمامية فوجدتها ممسكة بالآر بي جي وتنسف كل ماهو أمامها ولولا ستر الله ثم مهارتي الفائقة في قيادة المازدا لكنت الآن في عداد الموتى .. وبعد قليل إستطاعت تفجير أحد الإطارات …. فقفزت من السيارة كيلا تنحرف بي عن جادة الطريق وتقلبت عدة قلبات على الطريق المزفلت ثم أخذت مكانا قصيا بين الأشجار على أحد جوانب الطريق وصفرت بأصبعي فجائتني ساندرا مسرعة === حشى زورو موب عبدالعزيز …..

ركبت على ظهر ساندرا وأكملت طريقي بينما لاتزال هذه اللعينة تطاردني …. ولكني تذهنت إلى أنها لن تخرب سيارتها الفارهة ( ددسن غمارة وحدة ) … لن تخرب هذه السيارة الباهضة الثمن وتدخل وراء في التراب فأنعطفت بساندرا إلى الردميه وشقيت الشعيب ….. فإذا بها تلحق بي … همست في أذن ساندرا بأن تجهز قوة الدفع الرباعي لديها … فأومأت برأسها علامة الإيجاب وفعلتها فأنطلقنا بسرعه رهيبة …. حتى رأيت من بعيد ثغرا في أحد الجبال أظنه كهف أو غار لم أتأكد بعد … توجهت إليه ودخلته بصعوبة بالغة ولكن ساندرا هذه الخيل الجميلة لن تستطيع الدخول …. سمعت صوت الددسن من بعيد فطلبت من ساندرا أن تختبئ بسرعه في أي مكان …. توالت الطلقات والإنفجارات من كل حدب وصوت والغريب أن لا أحد حاول إيقافها أو طلب الشرطة لها …

أتى الليل وبدأت الشمس بالغروب ونفذت الذخيرة لدى جوليانا فأظطرت الرجوع إلى المنزل ورهنه لكي تشتري بها ذخيرة أخرى … أما أنا فمكثت في مخبأي وأشعلت نارا أتدفئ بها كان الثغر الذي أقبع فيه دافئا جدا مما دعاني لأن أهجع قليلا …. ولكن صوت جميل وبرد شديد داهم مضجعي فأقضه …. قمت فزعا متوجسا فهالني ضياء أبيض مشع فتحت عينيّ كويسا فوجدتها بنتا جميلة بيضاء ناعمة امداه يلمس ؟

قالت لي : قم ياعزيز ..
قلت لها : وين أقوم له ؟ ..
قالت لي : قم أريد ان أحادثك قليلا ..
قلت لها : وش انتي إنس وإلا جن ؟ ..
فقالت لي : أنا سعلوه … قم بس ولايكثر لاأصمخك بذا الحطب اللي مسنده جنبك …

قمت بسرعه وقلت لها : وش تبين ؟

قالت لي : أنا ساندرا …
قلت لها : ونعم ..
قالت لي : انا ساندرا …
قلت لها : حياك الله ..
قالت لي : يعني ماقلت وشلون ؟ كيف ؟ وش اللي خلاك كذا ؟
قلت لها : ماودي أقول غصب هي ؟
قالت لي : إيه غصب عشان تسلك القصة صح لازم تسأل عشان أشرح للقراء أنا وشلون صرت كذا …

وهنا تدخل الكاتب وقال لهم : أقول انت وياه أخلصوا وألتزموا بالنص المكتوب لاألعن ثواكم وأقلبكم حمير اللحين ….

قلت لها : وشلون ساندرا … بسم الله العظيم الأعظم … يالله إنك أكبر … يالله إنك أعظم ….

قالت لي : لدي صفا فيزيائية بعد أن شربت من جدول السعادة فماءه متحول يجعل الإلكترونات داخل الخلية تتغير فمثلا لو كانت الخلية تحوي أربع إلكترونات في مجالها الخارجي فهي تعني ذره معينة ولنفترض أنها الحديد مثلا لو إستطعنا أن نجعلها إلكترونا واحدا …. لتحولت الذرة إلى ذرة عنصر الهيدروجين … وبالتالي لو تحولت جميع الذرات لتحول الشيء إلى شيء آخر والعنصر إلى عنصر آخر وهكذا …

قلت لها : مافهمت ؟

قالت لي : موب لازم تفهم المهم ترا جسمك مكون من ذرات كل ذرة فيها إلكترونات … وهما الإنسان ينعرف بإسمك وشكله ؟ … الذرات هذي تنعرف بعدد الإلكترونات في المجال الخارجي لها يعني المدار الأخير ….

قلت لها : يعني اللحين لو تغير عدد الإلكترونات تتغير الذرة واذا تغيرت الذرة والذرات اللي تكون الجسم لكائن معين هذا يعني إنها تغير الرجال إلى بعير والبعير إلى هواء والهواء إلى جدار صبه … إلخ

قالت لي : بالضبط . وهذا اللي حصل معي .. فأنا كلما بغيت أغير وضعيتي قمت وشربت من ذاك الجدول وبالتالي تتغير أوضاعي على حسب زيادة الإلكترونات ونقصها …..

قلت لها : طيب أنا أبي أصير زيك كذا ..

قالت لي : هيا معي إلى الجدول …

وبالفعل ذهبت معها إلى ذلك الجدول وشربت منه .. فوجدت أن صفاتي الفيزيائية تتحول فمرة أكون حصانا ومرة أكون زئبقا ومرة أكون خشبة ومرة أكون ماء سائحاً ..

تعددت الأشياء التي أتحول إليها …. ولكني قررت أخيرا أن أدرس حالة هذا الماء … فبحثت لي عن عدة اكوام من الخشب وبسطتها ثم جئت بمثلها وسندتها بزاوية قائمة وعملت مع الجهة الأخرى نفس الشيء .. المهم أنني صنعت غرفة صغيرة بجانب الجدول ومكثت فيها لأدرس هذا الوضع الغريب ….

مرت السنة تتلوها الأخرى فالثالثة ….. حتى مرت مجموعة من السنين ونحن الآن في السنة العاشرة من بقائي امام هذا الماء …. تابعت تحركاته ومجراه وطريقته ونظامة …. فوجدته ماءا عاديا …. يجري مع الطريق الأسهل ويبحث عن الأسهل دوما وإذا ماأعترضته عقبة توقف عندها وبحث عن مخرج آخر … وإن لم يجد أي مخرج تتابع بعضه فوق بعض حتى غطى هذه العقبة وأصبحت مجرى سهلا له …. وجدته يتعامل مع جزئياته ككتله واحده مع أنه متشكل يتكون بشكل مايحويه … ذراته تساعد بعضها البعض فإذا ماتوقفت مجموعة من الذرات عن السير فإنه تصبح مطاء للأخريات ليعبرن .. جسرا ممدودا لئلا تتوقف الحركة .. ثم لاحظت أنه إذا لم يتحرك وتوقف عن الجريان فإنه يتلوث ويصبح مكانا عفنا لايمكن للأحياء المائية أن تعيش به …. فعلمت ان ذراته مكونة من إلكترونات … مثله مثل جميع من على هذه الأرض …..

نظرت إلى السماء نظرة تأمل وقلت .. سبحان الله … وضعه أفضل من وضع البشر …. لايأكل بعضه بعضا أبدا …..

ولله في خلقة شؤون ..

أبوقهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى